محمود صلاح

إنسان بلا أسرار

الجمعة، 04 أبريل 2014 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل لديك ما تخفيه عن كل الناس؟ ليس من إنسان فى هذه الدنيا لا يوجد في صدره سرًا أو أسرار . يحرص على أن تظل طى الكتمان حتى عن أقرب المقربين إليه!

كل واحد فينا يعلم ذلك بينه وبين نفسه. ويمشى وسط الآخرين متظاهرًا وزاعمًا الوضوح والصدق. وأنه كتاب مفتوح لا يوجد فيه ما يخفيه عن أحد. لكنه يعلم تمامًا أيضًا بينه وبين نفسه . كم من الأسرار والأحداث التى ترقد في مقبرة خفيه من أعمق أعماقه!

كل إنسان يعلم متى وكيف أخطأ ذات يوم . وأى شىء فعله دون أن يعلم الناس . كل إنسان يمشى وهو يحمل فى صدره " قتيل أخطائه وخطاياه"!

وبعض الناس تظل أبواب مقابر أسرارهم الشخصية مغلقة. لا تفتح ربما حتى يذهبوا هم أنفسهم إلى مقابرهم وبعض الناس يفشلون في إخفاء أسرارهم إلى الأبد. بعضهم يفضح نفسه بنفسه. يكشف أسراره وهو يتباهى والبعض يخدعه الآخرون ويستدرجونه باستغلال الغفلة والطيبة والثقة التي ليست في محلها!

لكن بعض الأسرار يجب أن تظل داخل الإنسان حتى يموت . وهى الأسرار التي تتعلق بالآخرين والتي تؤثر عليهم أو على من يهمونهم. فأنا أفضل الموت وفى داخلى سر قد يفضح إنسانا أو يؤذى حياته وسيرته وسط الناس عن أن أذيع هذا السر الذى ينبغى أن يظل سراً .وربما لهذا السبب وغيره . قالوا أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وإذا كان للأذن أن تسمع فينبغى على اللسان أن يكون له لجام .لكن لو حسب الإنسان الساعات والأيام والشهور والسنوات التى يظل يتكلم خلالها بلا حساب. مقارنة بالوقت الذى لزم فيه الصمت وكان يستمع فقط لكانت الغلبة للسان الذى هو أكثر أعضاء جسد الإنسان نشاطًا طيلة حياته.

ولو كان للكلام ميزان لعجز المرء عن حمل أكوام وتلال وجبال الكلمات، التى تحدث بها سنين عمره وأكثر الناس "مفضوحين" لا أسرار ولا خصوصيات لديهم.

فهم إما يفضحون أنفسهم بأنفسهم. وإما اعتدى الآخرون على أسرارهم الخاصة بكل الوسائل وكشفوها وفضحوها!

ويوم الحساب الأخير هو الوقت الوحيد الذي يكون فيه الإنسان بلا أسرار. هناك حيث يقف عاريًا مجردًا من كل ستر أو سر. ساعتها يكون كتابًا مفتوحًا لا غموض فيه. وربما ساعتها فقط يعرف الإنسان حقيقة نفسه لأول مرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة