ناصر عراق

سعيد شعيب وكتابه الجديد

الجمعة، 16 مايو 2014 05:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد أيام صيف عام 1980 طرق باب منزلى شاب مقدام من عُمرى، لم أره من قبل، لكننى كنت أسمع عنه كثيرًا. آنذاك كنت أقيم مع أسرتى فى مساكن حجازى، قريبًا من ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة.. قال لى الشاب إنه سعيد شعيب، كنت قد عرفت الاسم عن طريق صديقنا المشترك محمد القدوسى «للأسف لا أعرف أين هو الآن فى هذه الدنيا الواسعة؟»، إذ كنا نستعد لإصدار مطبوعة صحفية، وكان سعيد يشعر أن إيقاع العمل أبطأ مما يحلم، فقرر أن يبادر إلى زيارتى حتى لا تكون هناك معوقات، ونشرع فورًا فى الإعداد لإصدار هذه المطبوعة.
اللافت للانتباه أننا جميعًا لم نكن قد بلغنا العشرين من عمرنا بعد، لكن قلوبنا مترعة بعشق الصحافة والأدب والفن والمعرفة، وأرواحنا تهفو لمجتمع أكثر حرية وعدلا وجمالا، وهكذا غمرنا سعيد بحماسه الجميل، فأسرعنا إيقاع العمل، وأنجزنا ماكيت العدد الأول من مجلة «أوراق»، لكن عقبة المال تحول بيننا وبين طباعتها، مرة أخرى يظهر سعيد بجرأته المحببة، فيقترض مبلغ 60 جنيهًا - تكاليف طباعة ألف نسخة وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت - ليصدر العدد الأول فى يناير 1981.
أصدرنا من هذه المجلة سبعة أعداد فى عام واحد- كنا نبيع النسخة بخمسة عشر قرشًا- وقد حملتنا جرأتنا الشبابية إلى الذهاب إلى مصطفى أمين لإجراء حوار معه، وبالفعل جلس سعيد وأنا مع رائد الصحافة فى مكتبه بـ«أخبار اليوم» نحو ساعة كاملة، ونشرنا الحوار فى العدد الثانى من المجلة.
فى كل يوم كانت ورود الصداقة بيننا تورق وتنمو، فاقتحمنا معًا دنيا السياسة والأحزاب، وعرفنا معًا أجواء اليسار وصراعاته وأحلامه، وشكا كل منا للآخر عذابات الغرام الأول، وعشق البنات وهجرهن المفاجئ! وتبادلنا محبة نجيب محفوظ، وماركيز، وصلاح عبدالصبور، وحجازى، وأمل دنقل، وجمال حمدان، ويوسف إدريس، وصلاح أبوسيف، وفاتن حمامة، وأدهشتنا جرأة فاروق عبدالقادر ورصاصات نقده فى الكبير والصغير، فسعينا إليه وصادقناه، وصار سعيد واحدًا من أسرتى فأحبه والداىّ وأشقائى، وازدهرت أشجار صداقتنا وانتقلت من قرن إلى آخر، وحين أتيح لى المشاركة فى تأسيس دار الصدى للصحافة بدبى التى يرأسها الشاعر الإمارتى الكبير الأستاذ سيف المرى كان سعيد مراسلها الأول، ولما أصدرنا مجلة دبى الثقافية أمدنا سعيد بموضوعات صحفية بالغة الفرادة والأهمية والروعة.
لعلك تذكر أيضًا أنه أول من فضح مخطط جماعة الإخوان حين أجرى حواره الجرىء مع المرشد السابق مهدى عاكف الذى أعلن فيه «طز فى مصر»، ولم يخش سعيد شيئًا ونشر الحوار، كما كان سعيد أول من فجّر السؤال الذى حيّر جميع المصريين وهو: «مصر رايحة على فين؟»، حيث طرحه على كوكبة من مشاهير السياسة والأدب والفكر والفن، وجمع الإجابات فى كتاب مدهش صدر قبل عشر سنوات فى عز مجد مبارك، واشتعال نغمة توريث الحكم لابنه جمال.
من أهم إنجازات سعيد أيضًا براعته فى الصحافة الإلكترونية، وقد أسهم بنصيب فى تأسيس مواقع صحفية مهمة، الأمر الذى جعله يكتب تجربته فى كتاب جديد صدر مؤخرًا بعنوان «كيف تصبح صحفيًا ناجحًا».
للأسف تعرض سعيد لبعض المشكلات الصحية المقلقة، لكنه أصر على النزول معى فى ثورة يناير 2011، حيث جلس منهكًا على الأرض فى زاوية من زوايا ميدان التحرير ليشارك بحضوره ثورة شعب ضد الطاغية، والآن غادرنا سعيد بحثًا عن علاج ناجع فى بلد آخر، لكنى لا أدرى متى سنلتقى مرة أخرى فقد أوحشنى كثيرًا.
صديقى سعيد.. ألف سلامة عليك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Joja

سعيد شعيب الف سلامة

ترجع بألف سلامة يا سعيد وحشتنا كتيييير

عدد الردود 0

بواسطة:

تنسيقية محمد وابراهيم !!........ ل حب شبرا !!

اتارى كل مروح العمرنية !! ملقكش !!!!!........بعد معزلت فمساكن حجازى بشبرا !!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

م/حسين عمر

الف سلامة عليك يا استاذ سعيد وستعود سالما غانما باذن الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة