محمود صلاح

ملاك صغير

الجمعة، 13 يونيو 2014 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تعرف كيف تعبر عن نفسها. لكن مشاعرها تملؤها وتفيض من عينيها الحلوتين. الحماسة تغلبها فلا تستطيع البقاء ساكنة للحظات.
لا تحيد نظراتها عنه وكأنها تراه لأول مرة.
تقترب منه فى خجل برىء وتلتقط كفه الأسمر بعروقه البارزة. تتسمر نظراتها على الخطوط المحفورة فى قلب الكف. تعبث بأناملها الصغيرة فى أصابعه الكبيرة بدهشة.

ثم تعود بعينيها إلى وجهه الحبيب وتمد يدها الرقيقة بين ثنايا شعره الأبيض. تمسح عليها فى حنان. ثم تقترب بأنفها الدقيق من رأسه. تتشمم الشعر الأبيض. وتقبله قبلة رقيقة!
تتقافز حوله لحظات أخرى. ثم تعود لتلقى بنفسها بين ذراعيه. تقفز لتصعد على ساقيه. تعدل من جلستها. ثم تدلى بقدميها الصغيرتين. وتأرجحهما فى سعادة.

وتعود إلى وجهه من جديد تبحث بأصابعها عن «شامة» صغيرة تحت عينه اليسرى.

تتحسس «الشامة» وكأنها قطعة مجوهرات نادرة. تعطيها قبلة بثغرها الدقيق. ثم تدفن رأسها فى صدره. وكأنها تريد أن تنام!

تروى له حكايات صغيرة. تهرع إلى حجرتها وتعود له حاملة أوراقها ورسوماتها. يعبر لها عن إعجابه بالمركب والطائرة والشمس والبيت الصغير. يحمر وجهها خجلا من الإطراء.

وحين يمد يده إلى صندوق سجائره تنطفئ النجوم فى عينيها وتقف فى الركن صامتة، وقد تحولت أساريرها من الفرحة إلى الحزن. يسألها عن السبب بعد أن يلمح آثار الدموع فى عينيها.

تهمس له بأنها خائفة عليه من السجائر. وأنه سبق أن وعدها بالإقلاع عنها. يلقى بالسيجارة قبل أن يشعلها. يمد يديه ويحتضنها فى حب دافق وهو يطلب منها ألا تخاف.

يسألها إن كانت تريد منه هدية. يعدها أن يجلب لها نجوم السماء إذا أرادت. لكنها من مكانها وهى متكومة فى حضنه تهمس أنها لا تريد شيئا.. سواه!

يمضى الوقت وينهض استعدادا للانصراف. فتعود فرحتها من جديد إلى حزن يرسم كل ملامحها. تطلب منه البقاء لكنه يربت على كتفيها الصغيرين فى حب. وهو يعدها بأن يعود سريعا.

عند الباب..

تطلب منه فى اللحظة الأخيرة أن ينتظر. تسرع إليه وتمسك يده. وتطبع عليها قبلة يهتز لها الجسد والوجدان.

وينصرف تاركا قطعة من روحه!
ضناه!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة