كمال حبيب

الصلاة على خير الأنام

الإثنين، 23 يونيو 2014 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد»، هذه هى الصلاة الإبراهيمية التى نصلى بها على النبى، صلى الله عليه وسلم، فى كل صلاة.

أى أننا لا يمكننا أن نشهد لله بالوحدانية إلا عبر حالة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، فهو الواسطة بين الحق والخلق، وهو التجسيد الإنسانى العملى لمعنى شهودنا لله بالوحدانية.

وهو ملتقى جميع الأبحر الزاخرة رغم اختلاف تأويلها، فكل أهل القبلة والملة جميعهم بلا استثناء ألف فى الصلاة على خير الأنام، وأذكر أننى كنت ولعت بكتاب ابن قيم الجوزية المعنون «جلاء الأفهام فى الصلاة على خير الأنام»، وفى الكتاب شرح كيفية الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وصيغها المختلفة خاصة تلك الطرق الصحيحة للصلاة على خير الأنام فى التشهد، فبعض الصيغ فيها صلاة على النبى وآله وليس فيها الصلاة على آل إبراهيم لكن أكمل صلاة على النبى صلى الله عليه وسلم تلك التى تجمع بين الصلاة عليه وعلى آله وبين الصلاة على إبراهيم وآله.

ولقد نشر الله محبة محمد صلى الله عليه وسلم فى قلوب الخلق حتى صار إجماعهم على حبه دليلاً واقعياً على رسالته، وعلى نبوته، وعلى أن دينه هو الدين الخاتم، «هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله»، وإظهار دين الله وهو الإسلام يكون بتأكيد نبوة النبى صلى الله عليه وسلم بالصلاة الدائمة المتجددة عليه.

ليست الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم مسألة سياسية أو شعارا لجماعة أو حزب أو تيار ولكنها عنوان دين الإسلام كله، وعنوان تأكيد معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله التى نكون بها جميعا مسلمين، وهى بالتأكيد عنوان لمن خرج من وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف ليعبرا فى صيغة مثيرة للدهشة أنهما قلقان من انتشار ملصق يذكر الناس بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم.

وأن وزارة الداخلية ماضية فى سعيها لمحاصرة الملصق ومنعه، فما كان إلا أن اعتبر الناس ذلك تحرشا بقدوتهم وأسوتهم وعنوان فلاحهم فزاد تمسكهم بالملصق وزاد ترويجهم للصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم متحدين سطوة وسلطة الداخلية التى كان من الأحرى بها أن تشتغل بما ينفع الناس فتحقق لهم أمنهم واستقرارهم ولا تفتح على نفسها بابا لعدم الاستقرار بتحدى تصريحات ممثلها، وتأكيد أن مسلك الناس الإنسانى فى العبادة لا دخل للداخلية فيه، خاصة وأن الصلاة على النبى هى جزء من الثقافة والتراث الشعبى المصرى للمسلمين وغير المسلمين معاً.

ولقد استمعت كلاماً سخيفاً لبعض مسؤولى وزارة الأوقاف فى مداخلات إعلامية لتبرير حساسيتهم تجاه المنشور أنه ربما يكون وراءه جماعة أو سياسة أو مثل تلك السخافات الغبية، دعوا الناس لا تحرموهم من أشواقهم للدين، ومن أشواقهم للاستجابة للروح بالصلاة على خير الأنام فهذه مسلك عبادى ذاتى لا دخل للدولة فيه وإلا أصبحنا بإزاء دولة فاشية تفتش على معتقدات الناس حتى تريد أن تشق عما فى صدورهم.

مصر دولة إسلامية أغلبيتها مسلمون ولا يجوز أن ننزع تلك الصفة عنها أو الظهور بمظهر أننا ضد تدين الناس وممارسة إسلامهم فى حياتهم الفردية الخاصة، إن أحد أهم مقومات شرعية الدولة المصرية احترامها للإسلام فهو دين الدولة الرسمى واحترامها لنبيه صلى الله عليه وسلم، فلم يخل زمن ولم تخل فئة إلا وكان النبى صلى الله عليه وسلم القدوة والنموذج لها، وأنا أقولها عالية «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»، فذلك عنوان وجودنا جميعاً فى مصر، وعلى الدولة أن لا تخلط بين مواجهة تيار سياسى وبين مواجهة الإسلام ذاته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا الديب

كلام جميل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة