سعيد الشحات

من عبدالناصر للسيسى والله زمان يا أغانى

الإثنين، 09 يونيو 2014 06:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان صوت عبدالحليم حافظ يجلجل بأغنياته الوطنية، أثناء مليونيات التحرير وقت ثورة 25 يناير، حتى الجزء الذى كان يتواجد فيه جماعة الإخوان، لم يخل من أغنيات «عبدالحليم»، وأذكر منها أغنية «يا بلدنا لا تنامى»، وبالطبع أغنية «يا حبيبتى يا مصر» للرائعة شادية، وهى الأيقونة التى تهز الوجدان، تكرر نفس المشهد يوم 30 يونيو فى ميدان التحرير،

وهاهو يتكرر يوم أمس منذ الصباح الباكر قبل أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى قسم اليمين.
فى كل مناسبة وطنية، يتجدد السؤال، لماذا يتم استدعاء نفس الأغنيات الوطنية التى ظهرت فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى؟، هل نضب نهر الإبداع فى المراحل التالية، فلم نر أغنية وطنية واحدة يشار إليها؟، أم أن هناك أسبابا أخرى حملت هذا التراث الغنائى إلى قلوب ووجدان المصريين؟
الأصل فى الموضوع لا يكمن فى أننا أمام أشعار غنائية جميلة، ولا ألحان رائعة، ولا أصوات تطربنا، وكل هذا مطلوب بلا شك، لكن يبقى الأصل فى أن كل هذا كان مرهونا بقضية وطنية يلتف حولها الجميع.
سمعت الكثير من الحكايات عن كيفية ولادة هذه الأغنيات، سمعت من الموسيقار الراحل كمال الطويل مبدع ألحان عبدالحليم حافظ الوطنية، وسمعت من الشاعر أحمد شفيق كامل كيف كان الانفعال بالحدث الوطنى فيأتى بالورقة والقلم ليكتب الشعر الذى يتحول إلى لحن وغناء من عبدالحليم، وقال لى كمال الطويل: «كان الحدث الوطنى ينادينا فنلبى النداء».

الغناء الوطنى يعكس حالة بلد، ولكل أغنية وطنية قدمها عبدالحليم حافظ، وقدمتها «أم كلثوم»، وقدمها آخرون قصة كبيرة، حين تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل فيما يسمى بـ«العدوان الثلاثى» على مصر عام 1956، خرجت أم كلثوم وصلاح جاهين وكمال الطويل برائعة «والله زمان يا سلاحى»، وأصبح نشيدا وطنيا لمصر، حتى طلب «مناحم بيجين» رئيس وزراء إسرائيل بإلغائه بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، هكذا وجد «بيجين» أغنية وطنية تؤرق مضاجع دولته، لأنها تتكلم عن شوق المصريين إلى حمل السلاح ضد كل عدو غازى مغتصب: «والله زمان يا سلاحى اشتقت لك فى كفاحى»، وبالطبع تبقى إسرائيل عدوا مغتصبا مهما كانت اتفاقيات للسلام.

كانت الأغنيات الوطنية ابنة معارك كبرى مثل، جلاء الإنجليز عن مصر، تأميم قناة السويس، ومعركة بناء السد العالى، ومعركة البناء فى الصناعة والزراعة، والقضية الفلسطينية، ومعارك التحرر الوطنى فى البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، التى كانت مصر سندا رائعا لها، وحتى مع نكسة 5 يونيو 1967 كانت الأغنية الوطنية وسيلة تحفيز للمصريين، وتصنيع للأمل من جديد رغم ما أصاب مشروع عبدالناصر من انكسار، وفى حرب 6 أكتوبر عام 1973 عبر الغناء الوطنى عن أسمى معانى الوطنية والتضحية.
قد يبدو أننا نتحدث عن تاريخ مضى، لكن حين تأتى مناسبة وطنية ولا نجد غير غناء وطنى من انتاج الماضى ثم نسمعه بحب جارف فى الحاضر، فهذا يعنى أننا أمام رغبة فى أن لا يتخلف حاضرنا عن قيم الوطنية والعزة والكرامة التى كانت عليها معارك الأمس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الحسيني

أزهي عصور الغناء

عدد الردود 0

بواسطة:

ab_elr2006@yahoo.com

اسلوب التشكيك فى المستقبل مرفوض

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة