د. مصطفى الفقى

الدين والسياسة

الخميس، 10 يوليو 2014 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذا الشهر الكريم، حيث تطفو حالة من الهدوء النفسى والصفاء الروحى فإنما نرى المشاعر الدينية تتدفق كالمياه النقية، بينما تلوح السياسة فى الأفق لزجة مطاطة إذا اختلطت بالمياه النقية فإنها تلوثها.. من هنا فإن خلط الدين بالسياسة شبيه بخلط المياه بالزيت، فهما لا يمتزجان، ولا ينتج عنهما سائل مفيد.. إن الدين فى عليائه يجب ألا تختلط به شوائب السياسة، إذ إن الدين طرح روحى، ونسق أخلاقى، وسلوك فى المعاملات، أما السياسة ففيها المراوغة والمماطلة، وأساليب التسويف والتآمر واللجوء إلى العنف أحيانًا، إنها التزام بقاعدة «ميكافيلى» فى كتابه «الأمير» «الغاية تبرر الوسيلة»، وهو أمر يتعارض مع القيم الدينية الصحيحة، والمبادئ الروحية الحقة. والذين حاولوا استخدام الدين لأغراض سياسية إنما أساءوا للدين قبل غيره، وأقحموه فيما لا يجب أن يكون فيه، فالدين لا يمكن أن يكون انتهازيًا بطبيعته ولا متآمرًا ببساطته، ولكن التوليفة التى يحاول أن يصدرها لنا دعاة الدين السياسى إنما يقدمون صورة عكسية للإسلام وروحه وسماحته. وفى ظنى أن الإسلام، ذلك الدين العظيم، قد تلقى خبطات لا مبرر لها ممن يحاولون استخدامه فى الحياة السياسية، بما لها وما عليها.
إن الدين السماوى القائم على الوحى الإلهى هو تعبير عن «المطلق»، بينما السياسة هى تعبير عن «النسبى»، بذلك فإنه من العبث خلط الدين بالسياسة لأننا فى هذه الحالة نحاول إقحام «المطلق» على «النسبى»، وإدخال «النسبى» فى دائرة «المطلق»، وتلك جناية على الطرفين، لكنها أكثر سلبية بالنسبة للدين الحنيف.. إننا نهيب بالمسلمين فى هذه الأيام المباركة أن يرفعوا دينهم العظيم إلى عليائه، وأن يرفضوا الهبوط به إلى ساحة الصراع السياسى، فالمطلق والنسبى لا يلتقيان، والماء والزيت لا يمتزجان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

من البدايه اللى عايز سياسه عنده المجلس واللى عايز دين عنده الازهر - اللعب على الحبلين

مرفوض تماما

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة