د. مصطفى الفقى

اللياقة الغائبة

الخميس، 17 يوليو 2014 11:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فوجئ أحد كتّاب الصحيفة الذى يحتفظ بعمود يومى فى صفحتها الأخيرة بأن له صورة منشورة فى الصفحة الأولى من نفس العدد إلى جانب سيدة ذاع صيتها منذ أكثر من اثنين وعشرين عامًا، مع عناوين تشير إلى قصة عفى عليها الزمن، ضمن سلسلة حلقات عن رئيس أسبق للدولة، حرص كاتبها على انتقاء المواقف والأحداث بشكل تحكمى، وكأنما اختزل القيمة الأكاديمية والفكرية لصاحب العمود فى قصة أصبحت تدفع إلى الملل لفرط تكرارها، وفهم الناس لحقيقتها، كجزء من صراع بين الرئيس الأسبق وأبرز معاونيه. بل ونسى كاتب المسلسل أن صاحب العمود فى صحيفته الذى نشرت صورته مرتين، بالإضافة إلى إعلان عن ذات الحلقة فى يوم سابق، هو نفسه الذى كان مسؤولًا إلى جانب الرئيس الأسبق، وأعلن منذ اليوم الأول لتركه مؤسسة الرئاسة السبب الحقيقى لخروجه منذ اثنين وعشرين عامًا دون مواربة أو إخفاء.
وإذا تأملنا ما جرى فإننا نتساءل عن حق الصحفى فى التشهير غير المباشر بالبعض، باستدعاء أحداث هامشية، وإخراجها من سياقها الأصلى لتحقيق مزيد من الإثارة، مع أن قدسية الكلمة وشرف الصحفى يرتفعان به عن ذلك، خصوصًا أنه لم يأت بجديد، بل جمع من أطراف أحاديث ومذكرات البعض ما نسج به ما كتب، وكانت قد جرت مناقشة معه فى اليوم السابق على النشر بعد اتصال برئيس التحرير - وهو كاتب صحفى مرموق وصديق عزيز - لينصح كاتب المسلسل بالبعد عن التشهير الذى لا مبرر له، فإذا بنا نجد العدد فى اليوم التالى، وصورة صاحب العمود منشورة فى الصفحة الأولى، لا للإشارة لعموده اليومى، ولكن للترويج للحلقة الجديدة من المسلسل، جنبًا إلى جنب مع اجتماعات رئيس الدولة وأحداث «غزة» الدامية.. إنها اللياقة الغائبة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة