د. مصطفى الفقى

ليالى الأنس

الإثنين، 11 أغسطس 2014 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدحت «أسمهان» بأغنيتها الشهيرة «ليالى الأنس فى فيننا»، فأوهمت كل الناطقين بالعربية بأن العاصمة النمساوية كلها ليالى أنس وأيام سعادة، فتحرَّك الخيال العربى وظننا أنها بالفعل هى «قطعة من الجنة»، وقد تكون كذلك لدى البعض، فهى واحدة من أنظف مدن الدنيا، فلا تلوث ولا نفايات ولا قمامة، فكل شىءٍ له مساره، بحيث تمضى الأمور وفقاً لقواعد معروفة لدى كل الأطراف، ومحل احترامٍ من الجميع، أقول ذلك وقد عدت أول أمس من زيارةٍ سريعة للمدينة التى خلدها صوت «أسمهان» الملائكى، وتذكرت سنوات عملى سفيرًا لمصر فيها، وكيف أننى اكتشفت أنها مدينة شديدة الهدوء، شديدة الجدية، فأصدرت وقتها كتابى (ليالى الفكر فى فيينا) لأننى اكتشفت أنها بحق عاصمة الثقافة والعلم والمعرفة، حيث عاش فوق أرضها الموسيقيون العالميون الكبار الذين بنوا صروح ذلك الفن الجميل فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فضلاً عن الأسماء الكبرى فى فروع العلم وميادين الفلسفة.

ولازلت أتذكر ارتيادى المنتظم لمقهى (لاندمان) الشهير حيث كان يجلس عالم النفس الشهير صاحب المدرسة الكبرى فى التحليل بالغرائز «سيجموند فرويد»، فى وقتٍ سيطرت فيه على الفكر الأوروبى مدارس فكرية تتقدمها «الفرويدية» و«الدارونية» و«الماركسية» وكلها تعكس تيارًا فكريًا يقوم على التفسير المادى للتاريخ وحركة التطور وتلتقى فوق أرضيةٍ متقاربة، وكلما زرت «فيينا» جرى أمامى شريط من الأفكار والمشاعر ليس أوله «فرويد» ولا آخره «أسمهان»، وتذكرت يوم أن تسرع عمدة «فيينا» بتصريحٍ شهير قال فيه مخاطبًا سكان المدينة أنها ليست «نيويورك» بسمعتها السلبية فى رصف طرقها ويومها هاجمه الإعلام الأمريكى وأجبره على الاعتذار!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الاستاذ

فيينا ليست وهما يا دكتور مصطفى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة