قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن مما لا يعرفه الكثيرون ومِن ضمنهم من وصفهم بخوارج العصر والسلفية والمتطرفون فى القاعدة وداعش وغيرهم ممن هم على شاكلتهم، وإن اختلفت أسماؤهم، أن العالِم الأزهرى تتكون فى عقليته -مِن خلال وقتٍ طويلٍ وجهدٍ عظيمٍ فى المدارسة والقراءة فى إطارِ منهجٍ صارمٍ وجوٍّ علمى متناغمٍ- مجموعةٌ مِن القواعد المنهجية، والتى تهدف فى مجملها إلى تحقيق غايات محددة تتمثل فى:
تفسير النصوص تفسيرًا صحيحًا، وإدراك الواقع إدراكًا صحيحًا، و معرفة المآلات معرفةً دقيقة، وتحصيل المقاصد الشرعية تحصيلًا تامًّا، وتحقيق المصالح المرعية تحقيقًا سليمًا، والالتزام بالثوابت، و المحافظة على الإيمان بالغيب.
وأضاف فى برنامجه الله أعلم، على فضائية السى بى سى، وتكون هذه القواعد أساسًا للدين يُفَسِّر العالِمُ الأزهرى النصوصَ مِن خلاله، وإنَّ أى فهمٍ يخرج عن هذا الأساس أو يَقرُّ عليه بالبطلان أو يتناقض معه، فهو فهمٌ مرفوضٌ، يُحتم على الباحث أن يعيد بحثه حتى لا يكون ممن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه أو ممن اتخذ إلهه هواه، وأول هذا الأساس: قوله سبحانه وتعالى: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ وقوله تعالى: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَى فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: وقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾، فأرجع العقاب إلى الآخرة.
وبناء على ما سبق يَفهم العالمُ الأزهرى أنه عندما أُمرنا بالقتال، أُمرنا أن ندافع عن أنفسنا، وشرط ذلك أن يكون فى سبيل الله، وأن يكون القتالُ تجاه مَن يقاتلوننا، ثم مِن غير عدوان، وهو ما يسمى بجهاد الدَّفْع؛ قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ فهذا مثالٌ حى لتطبيق هذا الأساس الذى سنفهم مِن خلاله ما صح من النصوص وليس العكس، وأما المساكين مِن الدواعش والسلفية والخوارج والقاعدة فيفهمون أن النصوص هى الأساس والأصل، فَصَيَّرُوا الأصلَ فرعًا والفرعَ أصلًا، وهذا خللٌ سبَّبَ كل هذه الفتنة.
وتابع هذا هو الفرق بين عقليةٍ علميةٍ تأسست على أساسٍ علمى رصينٍ وبين العقلية المتطرفة التى ظهرت كالنبات الشيطانى على حين غفلةٍ لتعتدى وتسفكَ الدماءَ وتجاهدَ تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ عمياء، فإنها إنما تتبنى رأى أعداء الإسلام فى الإسلام، وتمثل تمثيليةً سخيفةً تُظهِرُ بها المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم، وتقلب الأصولَ فروعًا والفروعَ أصولًا، وتلبس على المسلمين وغيرهم صورة الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ، وسيظل الأزهر بعلمه وعلمائه ورجاله منارةً للإسلام ومقبرةً لهذا الفكر المتطرف الداعشى أو القاعدى أو الخارجى، وقد صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم فى وصفهم فقال: «يَأْتِى فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
على جمعة مفتى الجمهورية السابق
كتب لؤى على
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الاخوان القاعد دعش ارهابيين
عدد الردود 0
بواسطة:
HHHHHHHHHH
تربية ايديكم
عدد الردود 0
بواسطة:
مروة
صدقت يا دكتور علي
عدد الردود 0
بواسطة:
لميس محمد
اللهم ثبتنا على دينك
عدد الردود 0
بواسطة:
لمياء
الأزهر منارة العلم
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
اتفق جداً
هذا ليس الاسلام الاسلام دين السماحة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
ستظل مصر هي المنبع
بارك الله في علمائنا وربنا يخلصنا من الارهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
جزاك الله خيراً يا مولانا
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم جمال
هم قتلة
عدد الردود 0
بواسطة:
loly mansour
نريد الدين الصحيح
رايتهم راية الضلال وسفك الدماء أعاذنا الله منهم ..