سامح قطب يكتب: البحث العلمى والعصا السحرية

البحث العلمى هو بمثابة حجر الأساس لتقدم أى مجتمع حيث إن البحث العلمى الفعال يهتم فى أبحاثه بمشاكل المجتمع وكيفية إيجاد حلول علمية اقتصادية لهذه المشاكل بل ويهتم أيضا بكيفية الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وكيفية تحويلها من مورد غير مستغل إلى مستغل استغلالا أمثل والبحث العلمى فى مراحله يهدف للعيش فى حياة كريمة ورفاهية.

وبدون أدنى شك فإن البحث العلمى يمثل العصا السحرية التى تغير وضع مصرنا الحبيبة ويحولها من دول العالم الثالث لتصبح فى مصاف الدول المتقدمة.

ودعنا نضرب أمثلة لكى لا يكون الموضوع إنشائيا ويكون علميا تطبيقيا حيث نجد أن بلدنا الحبيب غنى بالموارد غير المستغلة والتى لابد من استغلالها.

كما نجد أنه من الناحية الزراعية كان يطلق على مصر اسم مركز (غلال العالم) أى أنه إذا جاع العالم فمصر وحدها تكفى لتغذيته فكيف تصبح بلا اكتفاء ذاتى من الغذاء ولعل أهم أسباب ذلك هو تفتت الحيازة الزراعية وتدهور الأراضى الزراعية نتيجة استخدام مياه الصرف الصحى والزراعى فى الزراعة ونتيجة تلوث المياة بالإضافة إلى الزحف العمرانى على أجود وأخصب الأراضى فعلى سبيل المثال محافظة واحدة مثل الفيوم فقدت 1800 فدان من أخصب وأجود الأراضى فى آخر 20 عاما فقط بالإضافة إلى أن عدد السكان فى ازدياد حيث تزايد عدد سكان مصر بمعدل 200 % فى آخر خمسين عاما الأمر الذى يزداد معه الطلب على الغذاء ويأتى دور البحث العلمى فى دراسة كيفية الحد من تدهور الأراضى الزراعية ودراسة كيف وأين يمكن استصلاح أرضٍ زراعية جديدة ومعرفة أماكن وجود المياه الجوفية، وفى الجانب الآخر لابد وأن يتم دعم البحث العلمى بقوانين ولوائح صارمة.

إن نظرة على الخريطة المصرية نجد أن الحدود الشمالية والشرقية تتمثل فى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر بالإضافه إلى نهر النيل وبالبحث العلمى تصبح مصر من أغنى البلاد فى الثورة السمكية. كما أن هناك سؤالا دائما ما يطرح نفسه لماذا الدول العربية المجاورة تحتوى على كميات وفيرة من البترول ولماذا لا تكون مصر أيضا غنية بالبترول ويأتى دور البحث العلمى فى رسم خرائط دقيقة لمواقع البترول فى الشرق الأوسط ومعرفة الخصائص الطبيعية والجيولوجية والجيوموفولوجية ومعلومات دقيقة عن التربه عن هذه الاماكن ويتم الاستفادة من هذه المعلومات الدقيقة بعمل موديل للتنبؤ بأماكن اكتشاف البترول ولتطبيق هذا البحث لابد من وجود فريق من الخبراء فى الجيولوجيا والتربة وأنظمة المعلومات الجغرافية.

الآثار الفرعونية تعد كنزا تاريخيا تم وراثته عن قدمائنا المصريين وتلعب دور كبير فى السياحة المصرية ويأتى دور البحث العلمى فى كيفه الحفاظ عليها وعدم نحرها وتدهورها بالأضافة الى دراسه كيفية اكتشاف الاماكن الاثريه بطريقه اقتصاديه . كما ان البحث العلمى يلعب دور فى حل مشكلة الطاقة وذلك عن طريق استخدام الطاقة الشمسية ومعرفة الأماكن المناسبة لتطبيقها حيث تتميز مصرنا الحبيبة بجو مشمس طوال العام. البحث العلمى يلعب دورا فى الصناعة فمثلا صناعة الزجاج من الرمال البيضاء وتصديره للخارج.

البحث العلمى لابد وأن يهتم بالتنوع البيولوجى والجيولوجى الموجود فى سيناء ودراسة كيفية استغلاله الاستغلال الأمثل.

وأخيرا البحث العلمى تجده فى المنزل الذى تسكنه والملبس الذى تلبسه ومكتبك الذى تجلس عليه وفى المكيف وأدواتك المنزلية وجهاز الكمبيوتر الخاص بك وفى المصباح الذى تعمل تحت إضائته وفى سيارتك وفى تخطيط الشوارع والكبارى التى تسير عليها وفى الخضورات والفواكه التى تتغذى عليها حيث استنباط أصناف جديدة وكذلك فى اللحوم وأيضا فى المياه التى تشربها وتجده أيضا فى معالجة الأمراض وإجراء العمليات الجراحية المختلفة وصناعة الأدوية, وبالتالى فإن البحث العلمى نجده فى الغذاء والشراب والدواء والسلاح.


البحث العلمى هو العصا السحرية التى تغير عالمنا وحياتنا من مشقة وعناء إلى رخاء ورفاهية ولقد آن الأوان لتفعيل دور البحث العلمى وربط حلقته بحلقة متخذى القرار.