د. مصطفى الفقى

أحزان «الموصل»

الأحد، 03 أغسطس 2014 09:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أن ما جرى تجاه المسيحيين العرب فى الفترة الأخيرة يعتبر انتهاكاً صريحاً لتعاليم الإسلام، وعدواناً على «أهل الذمة» الذين أوصى بهم خيراً النبى «محمد» «صلى الله عليه وسلم» لما فيها من خروج صريح على روح العصر ومبادئ حقوق الإنسان، فعملية التهجير القصرى للمسيحيين فى «الموصل» تاركين ممتلكاتهم للنهب والسلب بعد تخييرهم بدخول الإسلام أو دفع الجزية، أو يرحلون بدون ما يملكون، فليضع كل مسلم أسرته فى مكان تلك الأسر المسيحية البائسة، التى تعرضت للهوان الإنسانى والقهر بالقوة فى إساءة بالغة للإسلام، إذا كان يمكن حساب من يفعلون ذلك فى عداد المسلمين، إن نبينا أوصى «بأهل الذمة» خيراً، لقد قال (من آذى ذمياً فقد آذانى)، و(من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة).
فالإسلام براءٌ من هذه التصرفات الهمجية التى تعيدنا إلى عصور انتهت وقرون مضت، ألم يأت الذكر الحكيم بقوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون)، إن ما تقوم به مجموعة «داعش» هو إساءة بالغة للمسلمين فى كل مكان، وتحريض مباشر على الفتنة واستعداء لغير المسلمين على المسلمين فى البلاد التى يكونون فيها أقلية، أسوة بما جرى لأشقائهم وأشقائنا فى «العراق»، وواقع الأمر أنه قد حان الوقت لكى نفتح ملف «المسيحيين فى العالم العربى»، وأن نتذكر أن الإسلام برحابته وسماحته يعتبرهم شركاء أصليين فى بناء «الحضارة العربية الإسلامية»، وواهم ذلك الذى يتصور أن التطرف الدينى الذى يبلغ حد الشطط، ويصل بأصحابه إلى العدوان على «أهل الذمة» هو أمرٌ معقول أو مقبول.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد خطاب

صدقت

صدقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة