مشروع قناة السويس الجديدة.. يد تبنى وأخرى تحمل السلاح.. مجند: إحنا فى خدمة بلدنا.. وعمال المشروع لـ"اليوم السابع": نتمنى تعريفة المرور بالجنيه المصرى.. ونطالب بأماكن إقامة وكانتين ومياه صالحة للشرب

الأحد، 31 أغسطس 2014 06:54 ص
مشروع قناة السويس الجديدة.. يد تبنى وأخرى تحمل السلاح.. مجند: إحنا فى خدمة بلدنا.. وعمال المشروع لـ"اليوم السابع": نتمنى تعريفة المرور بالجنيه المصرى.. ونطالب بأماكن إقامة وكانتين ومياه صالحة للشرب عمال قناة السويس الجديدة
كتب وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الهدوء سيد الموقف، تحركت سيارات تعقب بعضها توقفت الواحدة تلو الأخرى لتكون صفين متصافين فى انتظار المعدية 6 بالإسماعيلية لتعبر للجهة الشرقية من قناة السويس، ولم يكسر هذا الهدوء بعد صوت طفل يبيع الشاى على المعدية غير صوت مجند جيش بلهجة صعيدية "إحنا فى خدمة بلدنا" ردًا على سيدة من العابرين تدعو له.

وصلت قافلة جامعة القاهرة الطبية لموقع حفر قناة السويس الجديدة، وأول ما تراه على باب المنطقة المحاطة بكتائب الجيش لافتة كتب عليها جملة عبرت عن حال مصر فى الوقت الحالى وسط المؤامرات الداخلة والخارجية "يد تبنى ويد تحمل السلاح"، فتح "اليوم السابع" حوارًا من القلب للقلب مع عمال مشروع قناة السويس الجديدة.
لا صوت يعلو فوق صوت الآلات ولا مشهد مسيطر غير التراب المتطاير من جراء أعمال الحفر، ترى شباب مصر قمحاوى اللون وقد تقاربت بشرتهم من لون الأرض التى يؤدون الحفر بها، على وجوههم البسمة الممزوجة بكره استغلال المقاول، إنهم العاملون بمشروع قناة السويس الجديدة، يتسابقون من أجل "لقمة العيش"، والشعور بقيمة تراب الوطن بحسب تأكيدهم.

طارق عبد الرازق، شاب من مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، يعمل "تباع" على إحدى سيارات النقل الثقيل المستخدمة فى عمليات الحفر للقناة الجديدة، تتمثل مشكلته الكبرى، كما يرويها، فى الوقوف لما يقرب من 3 ساعات للحصول على "الجاز" اللازم للشغل، ودرجة الحرارة الشديدة التى تعد الاختلاف الوحيد بين العمل فى المدينة ومكان الحفر، وطالب المسئولين عن الحفر بتوفير احتياجات العمال الأساسية لسرعة إنجاز المشروع "السواق لازم يتظبط عشان يظبنى والماهية لا تثمن من جوع".

وحول اللودر وسيارات النقل الثقيلة والدائرة المستمرة فى الشحن والتفريغ ترى الطفل البالغ من العمر 17 عامًا، يقول "شغال من أول ما المشروع فتح عشان نساعد مصر وندور على أكل عيشنا"، محمد عبده أحد التباعين فى عمليات حفر القناة الجديدة، يعرض للظلام الذى يلقونه خلال النوم فى الخيام التى نصبها العمال حول مكان الحفر، قائلاً: "عقب صلاة المغرب بفترة وجيزة لا نستطيع الرؤية، وعايزين على الأقل يوصلنا خط كهربا واحد عشان نقدر نكمل قبل ما نزهق زى اللى مشيوا".

فوزى أحمد، أحد سائقى سيارات النقل الثقيل، من محافظة الشرقية، يقول إن الزحمة وقلة التنظيم الناتج عن جشع المقاولين الذين يتعاملون مع القوات المسلحة، ستتسبب فى مد فترة العمل فى المشروع، وإنه لن يتم إنجازه بعد 3 سنوات من الآن إذا استمر الحال على ما هو عليه، داعيًا الرئيس السيسى بالنظر بعين العطف للعاملين فى القناة وإنقاذهم من طمع المقاولين الكبار، الذين يحاسبون على المتر بـ7 جنيهات، ويحاسبون أصحاب السيارات الثقيلة على المتر بـجنيهين.

ويضيف فوزى، أن العمال الموجودين فى حفر المشروع الجديد لديهم استعداد تام للعمل أكبر فترة ممكنة، ولكن على مسئولى الجيش المتعاقدين مع المقاولين الكبار التدخل وإنقاذ العمل من خلال إعطائهم بعض الحقوق المنهوبة منهم، التى من أهمها ضرورة الحصول على طعام آمن فى أماكن قريبة من الحفر، من خلال "الكانتين المتحرك" الخاص بالقوات المسلحة، وأنه على المقاولين توفير أكبر عدد من أجهزة الحفر "اللودر" لجعل عمليات الشحن والتفريغ أكثر سرعة.

وقال رضا الخط، سائق إحدى سيارات النقل الكبيرة من محافظة الشرقية، إنهم سمعوا عن مشروع النهضة الذى يبدأ بحفر قناة السويس الجديدة تواصل المقاولون الكبار الذين يتعاملون مع القوات المسلحة مع السائقين، ومنهم محمود سهمون وأبو خشبة والحاج جمال صبحى، ووقع العاملون عرضًا لمدة أسبوع بالتزامن مع زيارة الرئيس، مضيفًا "أجبرنا المقاولون على قبول سعر المتر بجنيهين لمعرفتهم أن الحال واقف ومفيش شغل".

وأكمل "الخط"، حديثه بأن قطع الغيار وصيانة السيارة الكبيرة غالية الثمن، إضافة إلى أن السيارات يدفع عنها الأقساط حتى الآن، "ثمن زوج الكوتش 8 آلاف جنيه، والعربية تحتاج لتغيير طقم كامل كل 3 شهور على الأقل". واستغاث الخط بالرئيس عبد الفتاح السيسى، والقوات المسلحة من بطش المقاولين الذين يخصمون لهم ما يقرب من 2 متر رمال على كل عبوة من السيارة، مشيرًا إلى أنهم عندما يعترضون يقال لهم "إذا كان عاجبك، المقاول قاعد فى تكييف عربيته وبياخد على المتر 4 جنيهات ويدينا إحنا 2 جنيه، لازم الجيش ينقذنا عشان نعرف نكمل".
"كل القوافل اللى بتيجى للقناة الجديدة مبنعرفش عنها حاجة بسبب المقاولين بينقوا الناس اللى على مزاجهم"، وصف الخط عمل القوافل التى تنطلق من القاهرة للقناة الجديدة بالمهم جدًا، لأنه يقوى الصلة بين المصريين فى أبعد منطقة على الحدود مع السودان والمشروع القومى الذى يتم الحفر به على الجانب الآخر، وعن فترة الراحة الخاصة به قال الخط "إحنا بنام فى الخيم اللى أنت شايفها دى وربك وحده اللى بيسترها، تقريبًا مش بنحس بحاجة بعد اليوم الطويل اللى بنشوفه فى الشغل".
قال محمود علام، أحد السائقين لسيارات النقل الثقيل، إنهم يخضعون لسخرة المقاولين، لأنهم يعملون بدون التزود بالطعام الذى لابد أن ينتقلون لقرية التقدم للحصول عليه، "السبرتاية هى وسيلتنا الوحيدة للكيف فى شرب الشاى، راضيين بـ3 جنيه لمتر الرمل، وعلى المسئولين فى الجيش مواجهة ظلم كبار المقاولين للسواقين وأصحاب السيارات"، وتبلغ حمولة السيارة الواحدة 20 مترًا من الرمال تحسب للسائق 19 مترًا فقط، ويقسم السائقين أن السيارة تحمل بما لا تطيق، وذلك حتى يستطيع المقاول الكبير جنى أكبر عدد من الأموال من وراء سرقة السيارات.

ويروى المهندس الزراعى، سليمان محمد صبحى، الذى يعمل سائق سيارة نقل ثقيل بقناة السويس الجديدة، تفاصيل المبيت والراحة داخل الخيم التى يستخدمونها فى المبيت حول منطقة الحفر فى قناة السويس الجديدة، فيقول "نطالب ببناء غرف للعمال حتى لو بالأجر وكذلك حمامات بدلاً من قضاء الحاجة على الملأ، خاصة أن فيه أجانب ومصريين يأتون لرؤية مناطق الحفر".
ويطالب العاملون بالقناة بمبنى مخصص للصلاة بدلاً من قضائها حول الخيام التى لا تصلح للحياة الآدمية كما يقولون، كما يطالبون القوات المسلحة بضرورة توفير نقاط الإطعام المتحركة حول مناطق الحفر بالقناة الجديدة، التى تبيع الأطعمة للمجندين، بدلاً من الذهاب للقرى المجاورة للتزود بالطعام، ويقول محمد عبد الرحمن، أحد السائقين، "نشرب من خزان مياه واحد تغلى به المياه بالنهار نملأ منه زجاجات المياه، وننتظر حتى تبرد حتى نستطيع الشرب".
ويضيف عبد الرحمن، أن هناك مطلبًا أساسيًا أيضًا، خاصة أن العمال سيستمرون فى العمل لمدة سنة أو اثنين على الأقل، وهو ضرورة توصيل خط إنارة لمناطق الحفر حتى لا يمل العمال من الحياة فى الظلمة، ويستطيعون تكملة مشروع مصر القومى، وهم بنفوس راضية تمامًا". ووجه العاملون بالقناة الجديدة رسالة أخرى للرئيس عبد الفتاح السيسى مفادها "جعل المرور بقناة السويس المصرية بالجنيه المصرى حتى يعلو شأنه بين العملات الأجنبية والعربية"، قائلين "ليه إحنا ندور على الدولار فى كل مكان وكل بلاد الدنيا بتعدى فى أرضنا بفلوسها هى برضه، لازم يكون للجنيه المصرى قيمته بين العملات وطلبه فى الخارج، لتكون الاستفادة من القناة الجديدة بأكبر قدر ممكن من خلال ما توفره للشعب المصرى من مزايا مستقبلية ونصرة لعملته العربية".



آثار المياة جراء عمليات الحفر



أحد التباعين بسيارات النقل الثقيل



إحدى الخيم التى يسكنها عمال قناة السويس الجديدة



السبرتاية وسيلة الكيف الوحيدة



المهندس محمد سليمان يروى مطالب العمال



اليوم السابع داخل سيارة نقل ثقيل خلال حمولتها



تباع بسيارة نقل ثقيل بالقناة يشير بعلامة النصر



حوار العمال لليوم السابع



خيمة لعمال القناة الجديدة من الخارج



خيمة للعمال فى القناة الجديدة من الداخل



خيمة للعمال من الداخل



رضا الخط خلال حواره مع اليوم السابع



عمال القناة خلال فترة راحتهم



عمال القناة يجلسون حول خيمتهم



مكان نوم العمال حول الخيم



يد تبنى ويد تحمل السلاح

موضوغات متعلقة

"6 أغسطس" عيد قومى جديد لمِصْر.. "مميش" يُعلن فيه افتتاح قناة السويس الجديدة.. ويؤكد: 50 شركة "تعمل على قدمٍ وساق".. "السيسى" يهتم بتفاصيل المشروع.. ولن نسمح للإرهاب بتخريب القناة ولو على جثثنا








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

الامانى

عدد الردود 0

بواسطة:

فرج فاروق

حقوق الغلابة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود هاشم البطريق

رسوم العبور بالجنية

عدد الردود 0

بواسطة:

عدنان في الصين

الي

عدد الردود 0

بواسطة:

عدنان

و ايه كمان

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد العزبي

انقذونا

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالقوى

المقاولات

عدد الردود 0

بواسطة:

Hesham

العبور بالجنية كلام عاطفي و غير صائب

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن حسن

تحصيل إيرادات القناة بالجنيه المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

Shady

عشش!!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة