محمود صلاح

غفلة عقل

الجمعة، 08 أغسطس 2014 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احسب كم من الساعات والأيام والشهور والسنين التى كانت وقتًا ضائعًا فى حياتك، كم مشوارًا قطعته من أجل شىء لا يستحق؟ كم نهارًا أنفقته فى مطاردة الأوهام؟، وكم ليلة قضيتها ساهرًا حائرًا مسهدًا تفكر فى إنسان آخر، بينما هو مستغرق فى نوم عميق لا يدرى شيئًا عن حيرتك وأرق لياليك وعذابك؟

احسب ثم احسب من جديد، لتكتشف بسهولة- وللأسف الشديد- كم السنوات التى ضاعت من حياتك فى الاهتمام بأشياء أو أشخاص لا يستحقون فى الحقيقة منك أى اهتمام، والأيام الغالية بعد أن تضيعها من عمرك سوف تؤكد لك ذلك.. أن الذين تصورتهم أعز الأحباء لم يكونوا يستحقون منك كل هذا الحب، وكل تلك السنوات الضائعة، وأن من تخيلتهم أصدقاء كانوا مجرد مصاصين لدمائك.. لقد كانوا يستغلونك فقط، وأنت لم تكن أبدًا فى نظرهم صديقًا، إنما مجرد ضحية يستغلونها!

وكم إنسانًا ضيّع سنوات من عمره فى قصة حب وهمية، ثم اكتشف فى النهاية أنه أحب إنسانًا وهميًا كاذبًا منافقًا مستغلًا أنانيًا، كل ما كان يفعله هو استغلال مشاعرك وطيبة قلبك؟!

كم من سنوات حياتك عشتها فى عطاء دائم، واكتشفت فى نهايتها أن أحدًا لم يعطك شيئًا فى المقابل، وكل ما فعله أنه أخذ وأخذ وأخذ؟!

كم سنة ضيعتها من أجل مبادئ مثالية وأخلاق حقيقية، ثم فى النهاية فوجئت بأن الذين يكسبون فى هذه الدنيا فقط الذين بلا مبادئ ولا أخلاق، وأن أصحاب النوايا الطيبة هم دائمًا الذين يدفعون الثمن غاليًا ويصابون بأفظع الجروح دائمًا؟!

أنت ضيعت معظم عمرك، أو كله.

فلا تلومن إلا نفسك، وغفلة عقلك.

ولا تضيع القصير الذى تبقى من عمرك حزنًا وحسرة وندمًا على الذى ضيعته بيديك من عمرك، لأنك كنت الجانى الحقيقى على نفسك، وليس الذين باعوك وخانوك واستغلوك وحاولوا أن يقتلوك.
هكذا أقول لنفسى!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة