أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: أمانة الكلمة

الثلاثاء، 02 سبتمبر 2014 06:05 ص
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: أمانة الكلمة جرائد ورقية - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن مفهوم الأمانة فى الإسلام هو مفهوم عام و شامل لأقوال العبد وأعماله، فكما أنه محاسب على أعماله، فهو محاسب على أقواله، فالكلمة أمانة، فإما أن تؤدى كلمة صادقة ومفيدة تكسب بها أجراً ثواباً، وإما أن تقول كلمة خبيثة تدعو بها إلى باطل وتكسب بها أثماً. إن أمانة الكلمة أمانة عظيمة، فالمسلم بل كل شخص يجب أن يراعى الأمانة فى الكلمة، الخطيب على منبره، المدرس فى مدرسته، المعلم فى جامعته، الصحفى فى صحيفته.

فالكلمات لها تبعات تفوق بكثير تداعيات الحروب وعلى امتداد التاريخ البشرى وقعت حروب كثيرة، وظهرت عقائد وأفكار لا تعد، ولكن القاسم المشترك بينها هو الأثر الخطير للكلمة على مصائر الشعوب والمجتمعات. فى بدء الخليقة وسوس الشيطان لآدم وحواء بكلمة، فكان الخروج من الجنة، ووسوس لقابيل بكلمة فقتل أخاه هابيل.

و فى المقابل كانت الكلمات فى سورة طه سبباً فى إسلام الفاروق عمر، وكلمة من امرأة مسلمة حركت جيشًا وجعلت خليفة يحكم أرضاً لا تغيب عنها الشمس لا ينام ولا يهدأ وامعتصماه. إن للكلمة مسئولية جسيمة وأثراً خطيراً، يجب أن ندركه جميعاً، فالكلمة الطيبة هى جواز سفر للقلوب، تسر بها النفوس، وتنشرح لها الصدور، ويظل أثرها الطيب، وهذا ما أخبر به القرآن الكريم (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء)، وعلى العكس من ذلك الكلمة الخبيثة تأنف منها النفوس وترفضها الفطرة السليمة، وتسبب الشقاق والنزاع، وتزرع بذور الحقد والكراهية، ولذلك أدعو كل إنسان فى موقعه أن يتحرى أمانة الكلمة وخصوصاً الصحفيين، يجب أن يراعوا الله فى تلك الأمانة، وأن يتحروا الصدق نحن نريد كلمات نخدم بها ديننا، وكلمات تسعى فى جمع الصف، كلمات تعالج هموم الأمة، وتضع العلاج الناجع لأمراض المجتمع، فكم من كلمات هدمت بيوتا، وشهرت بسمعة الناس، نريد كلمات نبتغى بها وجه الله، وإصلاح المجتمع، وليس من أجل الشهرة والسبق الصحفى. علينا جميعا أن نراعى الله فى أقوالنا، ونعرف مسئولية الكلمة، فإن للكلمة أمانة يجب أن نراعيها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة