إبراهيم داود

الزنقة

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 10:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجلس مستسلما أمام التليفزيون لتشاهد شخصين يتشاجران على مصطلح أو خبر أو مصلحة مع مسؤول أو رجل أعمال، بينهما مذيع «أو مذيعة» يجيد سكب البنزين بينهما، لتكثر فواصل الإعلانات، أو تقوم بمشاهدة فيلمين أو ثلاثة فى الليلة متوهما أنك فى حالة استرخاء بعد أسبوع عمل عصيب، فى النهاية نجح أناس يعملون فى البيزنس فى تجنيدك كـ«زبون» مستهدف، أناس وظيفتهم صناعة الثقافة، صناعة لا تبدع الأعمال الثقافية المفردة، بل هى التى تطلبها بمواصفات معينة وتنقلها من المبدعين الأفراد إلى التوزيع بالجملة على جمهور واسع، لهذه الصناعة كوادر من مصممى الموضات الفكرية وطهاة المطبخ السياسى، يؤكدون أن الأغلبية تختار قيودها من المسلمات الرائجة بكل حرية وترفل فيها، يعملون على أن يقتصر النقد على النقد الفاتر السقيم الذى يسمونه النقد البناء أو المعارضة السليمة.

إنها صناعة تنزلق بخطى الناس نحو الانهماك فى التسلية والتخفف من المسؤولية، إنها تجعل المذيعين يتجادلون فى حماس حول: هل يتزوج المطرب من الممثلة، وهل سيقبض البوليس على الجناة، ومن سيكسب الدورى؟، ولا شىء يشغلهم حول قضايا حقيقية تتعلق بمصالحهم الأساسية لا المؤقتة ولا الموسمية وحدها، فى مصر الآن يوجد «أفيش» نادر وضخم لنجوم زمن، سياسيين ومغنين ومعارضين فضائيين وكتاب رأى ومذيعين وروائيين عالميين ومحليين ومفكرين، نجوم ظهروا فجأة ولاعبو كرة قدم حاليون وسابقون، «زنقوا» الجمهور فى مقعده، وأوهموه بأنهم يعبرون عنه وعن طموحاته وهو فى مكانه، يتحدثون باسمه ولا يقدمون له شيئا، هو لا يعرف غيرهم، ومضطر لتصديقهم، لأنك لا بد أن تصدق أحدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة