كاتب أمريكى: قوانين الردة تشعل التعصب والتطرف.. فريد زكريا: السياسيون ورجال الدين اختلقوا المطالبة باستخدام العنف ضد المسيئين لخدمة أجندة سياسية.. والرسول عامل من سخروا منه بلطف

الجمعة، 09 يناير 2015 04:03 م
كاتب أمريكى: قوانين الردة تشعل التعصب والتطرف.. فريد زكريا: السياسيون ورجال الدين اختلقوا المطالبة باستخدام العنف ضد المسيئين لخدمة أجندة سياسية.. والرسول عامل من سخروا منه بلطف الكاتب الأمريكى فريد زكريا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الأمريكى فريد زكريا إن الرجال الذين قتلوا 12 شخصا فى باريس يوم الأربعاء، قالوا إنهم فعلوا ذلك انتقاما للنبى، وساروا فى ذلك على درب الإرهابيين الآخرين الذين فجروا مكاتب الصحيفة وطعنوا مخرجا وقتلوا كتابا ومترجمين، وفعلوا ذلك اعتقادا منهم أنهم يطبقون العقاب القرآنى المناسب على اتهام الإساءة للإسلام.

وأضاف فريد زكريا فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية "لكن فى الحقيقة، لا يحدد القرآن عقوبة على ذلك، ومثل كثير من الجوانب الأكثر تعصبا وعنفا للإرهاب الإسلامى اليوم، فإن فكرة أن الإسلام يطالب بأن تواجه الإساءة للنبى محمد بالعنف هى اختلاق من السياسيين ورجال الدين لخدمة أجندة سياسية"، مشيراً إلى أن كتابا مقدسا واحدا هو الذى كان معنى للغاية بالإساءة، وهو الكتاب المقدس، ففى العهد القديم، يتم إدانة الإساءة والمسيئين ويتحدث عن عقوبة قاسية، وعلى النقيض تماما، فإن كلمة "الإساءة" لم ترد فى القرآن، كما أن القرآن لم يحرم تصوير النبى محمد على الرغم من وجود أحاديث تنص على ذلك من أجل تجنب عبادة الأوثان".

وأضاف فريد زكريا "وقد أشار الباحث الإسلامى مولانا وحيد الدين خان إلى وجود أكثر من 200 آية فى القرآن تكشف عن أن من عاصروا الأنبياء فعلوا الأمر نفسه، وهو ما يسمى الآن التجديف أو الإساءة للنبى. لكن لم يرد بالقرآن عقوبة سواء بالجلد أو الموت أو أى عقوبة جسدية أخرى على ذلك، بل إن الرسول عامل من سخروا منه ومن تعاليمه بتفاهم ولطف. ويقول خان "فى الإسلام، الإساءة موضوع للمناقشة الفكرية وليس موضوع للعقاب الجسدى".

ويتابع الكاتب قائلا إن هذا الاعتقاد الشنيع والدموى الذى تبناه الجهاديون شائع للغاية فى العالم الإسلامى، حتى بين من يطلق عليهم المسلمين المعتدلين، وهو أن الإساءة والردة جرائم ضد الإسلام ويجب أن يتم معاقبتها بشدة، بل إن بعض الدول ذات الأغلبية الإسلامية لديها قوانين ضد الإساءة والردة، وفى بعض الأماكن يتم تنفيذها، مشيراً إلى أن باكستان هى من أكثر الدول التى ينشر فيها عقوبة الإساءة أو كما يطلق عليها "التجديف". وفى مارس كان هناك 14 شخصا على الأقل فى انتظار حكم الإعدام بينما كان 19 آخرون يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة وفقا للجنة الأمريكية للحرية الدينية، وحكم على مالك أكبر مجموعة إعلامية بالبلاد بالسجن 26 عاما لأن إحدى قنواته بثت أغنية عن ابنة النبى أثناء إذاعة حفل زفاف. وإلى جانب باكستان هناك بنجلاديش وماليزيا ومصر وتركيا والسودان التى استخدمت كلها قوانين الإساءة لسجن ومضايقة البعض.

ويرى زكريا أنه عندما تحاول الحكومات كسب ود المتعصبين، فإن هؤلاء المتعصبين يقومون بتنفيذ القوانين بأنفسهم، وفى باكستان قتل الجهاديون عشرات الأشخاص ممن اتهموهم بالردة منهم السياسى سلمان تيسير الذى تجرأ ووصف قانون الردة بأنه قانون أسود.

وخلص زكريا فى النهاية إلى القول إن الدول ذات الأغلبية المسلمة، فإن لا أحد يجرؤ على مواجهة هذه القوانين، وفى الدول الغربية، لا أحد يواجه الحلفاء فى هذه القضايا، إلا أن الردة ليس مسألة داخلية بحتة، تخص فقط من يشعرون بالقلق من الشئون الداخلية للدول. بل إنه يقف الآن فى مفترق طرق كوى بين الإسلاميين المتطرفين والمجتمعات الغربية. ولم يعد من الممكن تجنب الأمر. ويجب على السياسيين الغربيين والقادة والمفكرين الإسلاميين فى كل مكان أن يوضحوا أن الردة أمر غير موجود فى القرآن ولا يجب أن يتواجد فى العالم المعاصر.





موضوعات متعلقة..

عناصر "داعش" بليبيا تقطع رأس مواطن ببنغازى بزعم الكفر والردة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة