سحر القيادة والإرادة فى الصين

فى الصين، استمعت إلى كلمات من نوع: القيادة للحكومة.. التشغيل باقتصاد السوق.. المشاركة من الشعب.. الحكومة تخطط.. الاستثمار من المؤسسات.. الفنادق خاصة.. حلم بناء الصين.. روح الحزب الشيوعى..الاشتراكية ذات الخصائص السلمية.

هى كلمات فى مجملها تعطى جانبا من الإجابة عن سؤال: «لماذا تتقدم الصين؟»، فى البحث عن الإجابة ربما تكون هناك خصوصيات للتجربة، غير أن قدرة الإدارة والإرادة هى التى تعطى لأى تجربة قيمتها وقوتها، ومعرفة مكامن القوة التى لديك وتعظيمها تحجز لك مقعدا متقدما بين الأقوياء، فى لقاءات مع قيادات حزبية سألت وسمعت، قالوا كلاما مهما عما يسمونه بـ«النظرة العلمية للتنمية»، وهى الموجودة فى دستور الحزب الشيوعى منذ المؤتمر الـ17 للحزب، وهى التى تعنى فى تطبيقها أن هناك «اشتراكية ذات خصائص صينية»، اشتراكية تؤكد حضور الدولة ممثلة فى الحكومة والحزب بقوة، وبنفس القوة يحضر القطاع الخاص وفقا لخطة اقتصادية مدروسة.

والقيمة الكبرى فى كل ذلك أنك لا تسمع شيئا وترى نقيضه، لا ترى دموعًا ساخنة مع الحديث عن الانتماء والوطنية، ولا شعارات خادعة عن الاقتصاد والقوة وحقوق البسطاء، ترى بلدًا إلى الأمام، وبالرغم من أن نمو اقتصاده أقل من معدلاته فى نفس الفترة من العام الماضى (%7، مقابل %7,3)، فإن اقتصاده هو ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، وواحد من أسرع اقتصاديات العالم نموًّا.

ومع كل هذا الإنجاز إلا أن قناعتهم كبيرة بأن الطريق مازال طويلا، فالقيادات تتحدث عن أن بلدهم ينتمى إلى العالم الثالث، ويبدون إعجابهم من ملاحظات نقولها لهم، وكلما شرحنا تجاربنا الصحفية وتجارب مؤسساتنا استمعوا باهتمام وإعجاب، ونالت «اليوم السابع» الكثير من ذلك، والأمر هنا لا يصح تفسيره بأن إعلامنا متقدم على إعلامهم، فلا مجال لهذا حين نعرف أن تليفزيونهم وصحفهم الكبرى تحقق أرباحا كبيرة.

وفى الحديث بتواضع عن تجربة بلدهم بدت مفارقة لافتة استوقفتنى كثيرا، تمثلت فى مشاهدتى للتليفزيون الصينى وهو ينقل احتفاء بريطانيا ممثلة فى الملكة والحكومة والبرلمان بزيارة الرئيس الصينى «شى جين بينغ»، كان الحديث يدور حول أنه على جدول مباحثات الرئيس الصينى مع الحكومة البريطانية إسناد بريطانيا للصين بناء محطتين نوويتين على الأراضى البريطانية، وأمر كهذا يكشف أين تقف الصين الآن رغم قول أهلها بأنها من «العالم الثالث».. يتبع