سعيد الشحات

«الأزبكية» عند ناصر عراق

السبت، 07 نوفمبر 2015 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل كتابات التاريخ تلك التى تعتمد على بساطة الحكى، وسهولة السرد، والانتباه إلى أنه كلما زادت الحواشى فى السرد، ثقلت مهمة القارئ فى استيعاب الحكاية التاريخية المقصودة فينصرف عنها، والمؤرخ الذى يقدم لنا التاريخ بهذه المواصفات يقدم خدمة عظيمة لنشر الثقافة التاريخية، وكذلك الروائى الذى يعود إلى التاريخ ليكتب رواية محكومة بالجمع بين الحقائق التاريخية والخيال الروائى، بما لا يزيف هذه الحقائق، كما فعلت رضوى عاشور فى «ثلاثية غرناطة» قبل أكثر من عشرين عاما، وفعله الصديق الكاتب الروائى «ناصر عراق» فى روايته الجميلة «الأزبكية»، وهى آخر إبداعاته الروائية الصادرة عن الدار «المصرية اللبنانية».

تدور وقائع رواية «الأزبكية» أثناء مرحلة تاريخية مهمة فى تاريخ مصر وهى الاحتلال الفرنسى، الذى بدأ بمجىء الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت إلى مصر عام 1798، وانتهى برحيلها عام 1801، ثم صعود محمد على إلى حكم مصر عام 1805، وتعد هذه المرحلة أساسا حاكما حتى الآن كلما دار الحديث عن النهضة المصرية الحديثة، فهناك من يعتقد أن الشعور القومى للمصريين بدأ فى هذه المرحلة، مستدلا بثورة القاهرة الأولى ضد الاحتلال الفرنسى التى تفجرت فى أكتوبر 1798، واختيار المصريين لأول مرة حاكمهم بإرادتهم وتصميمهم على تنصيب محمد على واليا على غير إرادة الباب العالى العثمانى الذى كانت تتبعه مصر، وكان وحده له حق تعيين حاكم مصر، لكن المصريين كسروا هذه القاعدة هذه المرة.

من هذا الوعاء التاريخى استمد «ناصر عراق» أحداث «الأزبكية»، وفيها نلتقى كما يقول هو على غلاف الرواية بأسماء شهيرة مثل، محمد على، نابليون بونابرت، عبدالرحمن الجبرتى، عمر مكرم، الشيخ السادات، خسرو باشا، خورشيد باشا، نفيسة البيضا، مراد بك، وأخرى لن نلتقى بها إلا فى هذه الرواية مثل، أيوب السبع، على أبو حمص، شلضم السقاء، الخواجة شارل، ومسعدة حجاب، وكلها أسماء أكسبتها الرواية روحا خاصة.

لا يحشد «ناصر عراق» الأسماء المعروفة على طريقة أنها كانت محور الأحداث التاريخية أثناء هذه المرحلة، كما هو شائع تاريخيا، وإنما يأتى بها فى أماكنها الصحيحة فى الوقائع عبر سرد روائى جميل ولافت، أما الأسماء غير المعروفة فهى تعبر عن نبض المصريين العاديين نحو حريتهم وكرامتهم، وهنا تتجلى ميزة الرواية التى تجمع هذه الخلطة السحرية وكانت عليها مصر وقتئذ، مصريون، مماليك، أتراك، أرناؤط، فرنسيون، أوربيون، وغيرهم، فكيف جمعت الرواية كل هؤلاء؟ وكيف سارت أحداثها من قاع المجتمع إلى قمته؟.. يتبع








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة