الأمارات تحتفل بالعيد الوطنى الـ44 ويوم الشهيد..الشيخ خليفة يدعو المجتمع الدولى لمساندة دعائم الاستقرار فى مصر.. ومحمد بن زايد: ننسق مع القاهرة والرياض لتعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومى

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 09:56 م
الأمارات تحتفل بالعيد الوطنى الـ44 ويوم الشهيد..الشيخ خليفة يدعو المجتمع الدولى لمساندة دعائم الاستقرار فى مصر.. ومحمد بن زايد: ننسق مع القاهرة والرياض لتعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومى الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات
أبو ظبى يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفلت الأمارات أمس بعيد الشهيد، وتحتفل غداً بالعيد الوطنى الـ44 لتأسيس الاتحاد بين الأمارات السبعة ، وسط احتفالات شملت كل الأمارات والمدن، حيث تزينت كل الشوارع بأعلام الأمارات وصور قيادات الدولة وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى.


الأمارات تطالب المجتمع الدولى بدعم مصر


وفى كلمته بمناسبة العيد الوطنى ناشد الشيخ خليفة بن زايد المجتمع الدولى مساندة جهود مصر لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فى مصر، وقال " أننا نتابع بكل اهتمام التطورات الإيجابية التى تشهدها مصر الشقيقة، ونناشد المجتمع الدولى مساندة جهودها لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فمصر الآمنة هى بوابة السلام والاعتدال العربي".

وأطلق الشيخ خليفة برنامجا وطنيا وفاء للشهداء من عشر نقاط تشتمل على الأولوية القصوى لسعادة الإنسان الإماراتى و تعظيم الموارد المالية الاتحادية المخصصة لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على نهج متوازن للاقتصاد الوطنى و بناء اقتصاد وطنى بعيدا عن الاعتماد على موارد النفط والتركيز على تطوير ممارسات تعمق الهوية الوطنية.

كما اشتملت نقاط البرنامج على الاهتمام بالمعلم والارتقاء بمفهوم المسؤولية المجتمعية و تكثيف الجهود لبناء إعلام وطنى والاستثمار فى شباب الوطن وتطوير التشريعات والسياسات والأولويات الوطنية لترسيخ إستدامة الأمن فى الدولة، وأكد فى كلمته بمناسبة اليوم الوطنى الـ44 أن دولة الإمارات العربية المتحدة ماضية فى شراكة كاملة مع الأشقاء فى التصدى لكل ما يستهدف أمن الدول الخليجية والعربية، موضحاً أنه بناء على هذا النهج المعلن كانت الإمارات من مؤسسى التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الحق والشرعية فى اليمن حيث شاركت الإمارات فى عملية " عاصفة الحزم " و تشارك حاليا فى عملية " إعادة الأمل " بهدف حفظ استقلال اليمن الشقيق وأمنه وسيادته ووحدته ووضع الشعب اليمنى على طريق البناء والتنمية والتقدم.

تحديات و إنجازات


وقال الشيخ خليفة أن السنة الماضية كانت مليئة بالتحديات والإنجازات التى تحققت بسواعد أبناء الوطن وإخلاصهم فى خدمة وطنهم ومواصلة العمل على النمو والنهضة والتقدم، لافتاً إلى أن انتخابات المجلس الوطنى الاتحادى الأخيرة كانت إنجازا مهما وخطوة مهمة على طريق استكمال برنامج التمكين الذى أطلقه سموه عام 2005 تعزيزا للمشاركة وتطوير دور المجلس حيث برهن شعب الإمارات على الوعى الشديد والحرص الكبير على المشاركة فى تطوير مؤسسات الدولة.

وأكد رئيس الأمارات سلامة التوجهات الاقتصادية للدولة فى مواجهة الأزمات الاقتصادية التى شهدتها الساحة الدولية السنة الماضية خاصة انخفاض أسعار النفط وتقلبات الأوضاع المالية العالمية وتمكن الدولة من تفادى الآثار السلبية لهذه الأزمات، وأشاد بما حققته الدبلوماسية الإماراتية النشطة من نجاحات وإنجازات متميزة أثمرت شراكات وتفاهمات وتنسيقا على المستويين الإقليمى والدولى، مؤكدا حكمة ورشاد السياسة الخارجية الحريصة على العمل الجماعى ومبادىء حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول والتزام الحوار فى تسوية النزاعات و الخلافات.


الشيخ خليفة يدعو إيران للتعامل بإيجابية مع قضية الجزر


وجدد الشيخ خليفة دعوته الحكومة الإيرانية للتعامل بإيجابية مع قضية جزر الإمارات التى تحتلها والتجاوب مع دعوات الإمارات المتكررة لتسويتها عبر مفاوضات مباشرة بين البلدين أو اللجوء للتحكيم الدولى، مؤكداً فى الوقت ذاته وقوف الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة صونا لوحدتها ورفض أية تدخلات خارجية فى شؤونها، ودعا إلى تكيثف الجهود الدولية لدعم الشرعية ومؤسساتها فى ليبيا والصومال و بذل مزيد من الجهد من قبل الفصائل السياسية فى العراق ولبنان للتوافق حول الثوابت الوطنية.

وجدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الدعم الكامل للشعب الفلسطينى وحقه المشروع فى تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة..مدينا سموه الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق الشعب الفلسطينى والمسجد الأقصى، وعبر عن قلق الإمارات عما آلت إليه الأوضاع فى سوريا نتيجة عجز آليات الأمم المتحدة عن التصدى للأزمة فى جذورها، ودعا إلى تضافر الجهود الدولية لتأمين الاحتياجات الإنسانية للنازحين وحماية اللاجئين، وقال أن دولة الإمارات ستعمل مع الأشقاء على تطوير آليات العمل فى مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية.


الإرهاب خطر يهدد دول العالم


واكد الشيخ خليفة "إن الإرهاب خطر يتهدد دولنا فى وجودها ونسيجها الاجتماعى والمشاركة فى محاربته واجب فلا أمن ولا استقرار ولا تنمية دون التصدى له وإيمانا منا بذلك ستواصل دولتنا دورها فى مؤازرة الأشقاء..فمثلما أننا لا نساوم على أمن دولتنا فنحن لا نساوم على أمن أشقائنا والذى هو من أمننا وسنسهم بكل حزم فى التصدى للأطماع التى تستهدف أمن محيطنا الخليجى والعربى واستقراره، وفى سبيل أداء هذا الواجب قدم أبناؤنا من رجال القوات المسلحة أروع آيات البطولة والفداء .. وفقدنا منهم شهداء أبرار قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وقيمه..ولن تزيدنا تضحيات الشهداء إلا قوة وتلاحما .. وسيظل أبناؤنا الشهداء رمزا للعزة ونموذجا للتضحية والفداء.. وواجبنا جميعا أن نظل أوفياء للقيم التى استشهدوا من أجلها وأن نكمل مسيرتهم بأن نرسخ فى وجدان أبنائنا معانى التضحية والولاء والانتماء وأن نعمل على أن يظل هذا الوطن الذى استشهدوا فداء له قويا عزيزا".

من جانبه أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى أن الإمارات اختارت منذ تأسيسها الالتزام بمبادئ القانون الدولى وتوخى التعايش السلمى مع جيرانها وتوسيع دائرة صداقاتها وتعاونها مع دول العالم كافة إضافة إلى نبذ استخدام القوة أوالتلويح بها لحل الخلافات وتسوية النزاعات، وقال " نحن أهل سلم وبناء تنمية..كنا وسنظل كذلك.. لكن إذا استهدفنا أحد بالشر تصدينا له بكل إمكانياتنا وإذا فرضت علينا الحرب فنحن أهل لها..مضيفا سموه أننا لم نبادر يوما أحدا بعداء لكننا متأهبون دائما لمواجهة من يحاول الاعتداء علينا ".

شهداء الإمارات الأبرار


وأضاف الشيخ محمد بن راشد فى كلمة وجهها عبر مجلة " درع الوطن" أن شهداء الإمارات الأبرار منحوا الاحتفال باليوم الوطنى بعدا ساميا جديدا وسيرتبط احتفال الدولة بهذه المناسبة باحتفائها بـ " يوم الشهيد " مما يعطى معنى الانتماء الوطنى تجلياته القصوى ويصل بقيمة العطاء إلى ذراها العالية وقممها الشامخة .. فلا عطاء يدانى افتداء الوطن بالروح التى هى سر الحياة ولا غاية فى الحياة أسمى من غاية الجود بالنفس ولا شرف فى الدنيا يعادل شرف الاستشهاد، مؤكداً أن أبناء الإمارات كما أثبتوا جدارتهم فى بناء التنمية وتحقيق النهضة يثبتون فى الحرب أنهم ذوو كفاءة وشجاعة وبأس وشكيمة وإقدام وأن الرفاه الذى يعيشه المواطن لم يفتر عزيمته بل زادها قوة وتصميما والمكتسبات التى تحققت فى بلادنا حفزتنا أكثر لصيانتها والدفاع عنها.

وأشار الشيخ محمد إلى أن الاهتمام بالتحديات الخارجية لم يكن على حساب الاهتمام بالشؤون الداخلية بل كان مدعاة لمزيد من العمل والإنجاز فى ميادين العمل الوطنى كافة إذ حققت الدولة تقدما فى مؤشرات البحث والتطوير والابتكار كافة وحافظت على مكانتها بين مجموعة الدول ذات الاقتصادات المبنية على الابتكار والتى تشمل أقوى اقتصادات العالم مثل الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وسنغافورة.

من جهته أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن دولة الإمارات كانت ومازالت داعية سلام ورمز التنمية والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات، وقال أن الإرهاب أصبح آفة خطيرة تهدد أمن الدول والمجتمعات فى العالم كله وأن تصاعد العمليات الإرهابية واستهدافها المدنيين بصورة وحشية وهمجية يتطلب تحركا دوليا فاعلا لمواجهة القوى والجماعات الإرهابية، مشددا سموه على أن المعركة ضد هذه الجماعات هى معركة الحضارة الإنسانية كلها.

استراتيجية للتصدى بكل قوة لتيارات العنف والتطرف


وأوضح الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات تنتهج استراتيجية للتصدى بكل قوة لتيارات العنف والتطرف والإرهاب ترتكز على تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر من خلال مبادرات ومشاريع فى هذا المجال تحظى باحترام العالم وتقديره والمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة فى المناطق الفقيرة فى مختلف دول العالم إضافة إلى الانخراط القوى والفاعل فى التحركات الدولية لمواجهة الجماعات الإرهابية والتصدى لمحاولاتها فرض السيطرة على الدول والمجتمعات بالقوة والإرهاب، مؤكداً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن أمنها الوطنى جزء من الأمن القومى العربى وأن بناء موقف عربى قوى للتعامل مع متغيرات المنطقة وتحولاتها هو السبيل للحفاظ على المصالح العربية العليا وتحصين المنطقة ضد التدخلات الخارجية .. ومن هنا يأتى حرص الإمارات على التنسيق والتعاون الكاملين مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى خاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من أجل تعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومى فى منطقة تعيش حالة من التحول الكبير وتعانى مصادر خطر متعددة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فى كلمة وجهها عبر مجلة " درع الوطن "، " نحتفل اليوم بذكرى غالية وعزيزة على قلب كل إماراتى وعربى هى الذكرى الرابعة والأربعون لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بزغ فجر دولة الاتحاد فى مثل هذا اليوم من عام 1971 وبدأت خطوات رحلتها الواثقة والمظفرة نحو التقدم والتنمية وولد طموحها للمركز الأول الذى تحول بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وتكاتف شعبها إلى واقع ملموس فى المجالات كافة تجسده "رؤية الإمارات 2021" التى تهدف إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل دول العالم فى الذكرى الخمسين لإنشائها".

وأضاف الشيخ محمد بن زايد " فى كل عام نحتفل فيه باليوم الوطنى نتذكر بكل تقدير وإجلال الآباء المؤسسين بقيادة المغفور له - بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذين اجتمعت إرادتهم على الوحدة فكانت أقوى من كل المعوقات والتحديات وعملوا بإخلاص من أجل وطن موحد وعزيز ينعم فيه شعبه بالأمن والطمأنينة والاستقرار بعيدا عن طموحات المجد الذاتى أو الأيديولوجيات والشعارات البراقة وبنوا دولة الإمارات العربية المتحدة على أسس قوية وراسخة ليس على المستوى المادى فقط وإنما على المستويات الاجتماعية والثقافية والحضارية أيضا.

بناء دولة الاتحاد لم يكن سهلا


إن طريق بناء دولة الاتحاد لم يكن سهلا أو ميسرا بل كان مملوءا بالعقبات والتحديات التى واجهها آباؤنا وأجدادنا بكل عزيمة وإخلاص وإيمان حتى تركوا لنا وطنا عزيزا موحدا نباهى به الأمم ويحتاج منا إلى المزيد من العمل والجهد والتكاتف للحفاظ عليه وصيانة مكتسباته وتحصينه ضد مصادر التهديد والخطر مستلهمين من الآباء المؤسسين إيمانهم المطلق بأن شعبا موحدا وملتفا حول قيادته لا يمكن لأى تهديد أن ينال منه ولا لأى تحد أن يوقف مسيرته نحو المستقبل "

وأشار ولى عهد أبو ظبى إلى أنه "إذا كان الآباء والأجداد قد تكبدوا المشاق فى ظل ظروف صعبة لتحقيق حلم الوحدة وتعميقها فى نفوس الإماراتيين فإن مسؤوليتنا جميعا العمل كل فى مجاله لإعلاء شأن الوطن وإبقائه دائما رمزا للتميز والتفرد والوحدة. أن الدرس المهم الذى تقدمه لنا العقود الماضية من عمر دولتنا الغالية هو أن وحدتنا هى المصدر الأساسى لقوتنا وأننا حققنا كل ما حققناه من تقدم على المستويات كافة فى ظل وطن مستقر وآمن فى منطقة مضطربة لأننا يد واحدة وشعب واحد متكاتف خلف قيادته فى بيت متوحد ".

وأكد الشيخ محمد بن زايد أنه " فى الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس دولتنا العزيزة نترحم على شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فى معارك الحق والواجب وميادين الشرف والفخار خلال المراحل المختلفة من تاريخ الوطن وصولا إلى شهدائنا البواسل فى عملية استعادة الشرعية فى اليمن ونتذكر بطولاتهم وتضحياتهم من أجل أن تظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة عزيزة عالية خفاقة ولا يسعنا هنا إلا أن نحيى ذوى الشهداء الذين قدموا للوطن رجالا لا يترددون فى بذل الدم فى سبيله لأنهم زرعوا فيهم حبه والانتماء إليه والتضحية بكل غال ونفيس فى الدفاع عنه وإعلاء كلمته ونؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تنسى شهداءها أبدا وأن أسماءهم ستظل خالدة فى ذاكرة الأمة أبد الدهر.. أن الاهتمام الكبير من قبل القيادة بتكريم الشهداء وتخليد ذكراهم وتقديم الرعاية الكاملة لأسرهم على المستويات كافة يؤكد وفاء الوطن لأبنائه الذين يضحون من أجله واعتزازه بهم وبتضحياتهم وأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل قوية منيعة بولاء أبنائها لها والتفافهم حول قيادتها".

دعم الشعب اليمنى


وقال ولى عهد أبو ظبى " ستمضى دولة الإمارات العربية المتحدة فى الوقوف إلى جانب القضايا العادلة والمشروعة ومنها قضية الشعب اليمنى وحقه فى العيش فى أمن واستقرار وتنمية وكرامة بعيدا عن المؤامرات والممارسات العدوانية للميليشيات الانقلابية ومن يدعمها كما ستمضى كعادتها دائما فى مساندة الأشقاء العرب وتقديم كل دعم ممكن لهم وحماية مرتكزات الأمن القومى العربى من أى تهديد داخلى أو خارجى وهذا كان منطلقها الأساسى للمشاركة فى التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستعادة الشرعية فى اليمن وتحريره من المتمردين الذين يخدمون مشروعات وأجندات مشبوهة.. تمضى دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ومعاونة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى " رعاه الله " وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات إلى الأمام من دون توقف واضعة نصب أعينها رفاهية المواطن الإماراتى وأمنه وتقدمه باعتباره أولوية قصوى لكل خطط التنمية وبرامجها فى الحاضر والمستقبل .. ففى كل عام يحتفل فيه الإماراتيون باليوم الوطنى فى الثانى من شهر ديسمبر يلمسون ما حققه الوطن من إنجازات تنموية كبيرة خلال العام السابق وما يتطلع إلى تحقيقه خلال العام القادم فى إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة وتهتم بالمستقبل كما تهتم بالحاضر وتخوض غمار المنافسة فى مضمار التنمية بكل ثقة اعتمادا على التخطيط السليم وإنتاج المعرفة والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة على أنها أهم ثروات الوطن التى تجب تنميتها والاهتمام بها والاستثمار فيها".

وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أنه يتوجه وفى هذه المناسبة "الى الجيل القادم جيل الشباب أملنا وعدتنا فى استكمال هذه المسيرة المباركة ... يا أبنائى... يا ذخر الوطن ... تستلمون وطنا غاليا كريما انجازاته زاهرة تقع عليكم المسؤولية للسير به قدما نحو آفاق جديدة من النمو والتقدم فتحديات المستقبل والتنافسية عديدة ونحن تملؤنا الثقة بأنكم أهل للمسؤولية والأمانة تثبتون لنا دوما معدنكم الطيب فى ميادين الشرف وساحات الوغى وفى المعاهد والجامعات ومختلف مواقع العمل والمحافل الاقليمية والدولية كافة تسلحوا بالعقيدة والعلم والمهارات والخبرات اللازمة واحرصوا على الولاء والوفاء فأنتم من سيستلم هذه الراية خفاقة عالية لتواصلوا مسيرة العز والانجاز".

وقال الشيخ محمد بن زايد إلى أنه " على الرغم من انخفاض أسعار النفط بنسبة كبيرة خلال الفترة الحالية فإن هذا لم ينل من مشروعاتنا التنموية والحضارية أو طموحاتنا للمستقبل وهذا يعود إلى أننا أدركنا منذ وقت مبكر خطورة الاعتماد الكلى على النفط كمصدر للدخل وعملنا بكل قوة من أجل بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة وتحقيق تنمية مستدامة لا ترتبط بتقلبات أسعار النفط أو حتى بإنتاجه ومن هنا جاء اهتمامنا بالصناعة والسياحة والطاقة المتجددة ومشروعات الفضاء والطاقة النووية للأغراض السلمية وغيرها من المشروعات التنموية الكبرى التى ترفد اقتصادنا الوطنى بالمزيد من مصادر الدخل".

وأضاف بن زايد "لقد قلت فى القمة الحكومية 2015 "بعد خمسين عاما سوف نحتفل بآخر برميل للنفط" فى تأكيد على أننا ندرك أن النفط مورد ناضب ونبنى خططنا التنموية المستقبلية على هذا الأساس ولا شك فى أن الانخفاض الحالى فى أسعار النفط يؤكد سلامة نهجنا فى التنوع الاقتصادى وبناء اقتصاد قائم على التنوع والمعرفة والابتكار وهو النهج الذى سوف نمضى فيه بكل قوة من أجل تنمية مستدامة للأجيال الحالية والقادمة".

الإرهاب آفة خطيرة


وأكد الشيخ محمد بن زايد " لقد غدا الإرهاب آفة خطيرة تهدد أمن الدول والمجتمعات فى العالم كله ولعل التصاعد فى العمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة واستهدافها للمدنيين بصورة وحشية وهمجية يؤكد حتمية التحرك الدولى المتسق والفاعل فى مواجهة القوى والجماعات التى تمارس الإرهاب أو تؤيده وتبرره وترفع شعارات الإسلام فى حين أنها بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام السمحة وشرائعه الإنسانية التى تحث على السلام والتعاون والتعايش بين البشر. أن المعركة مع الجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها هى معركة الحضارة الإنسانية كلها ضد محاولات هدمها والعصف بمكتسباتها ولذلك فإنه لا خيار فيها إلا النصر، وضمن هذا السياق تتصدى دولة الإمارات العربية المتحدة بكل قوة لتيارات العنف والتطرف والإرهاب عبر استراتيجية ثلاثية الأبعاد : أول عناصرها هو تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر بديلا عن التعصب والتطرف والغلو الذى تعمل قوى التطرف والإرهاب على نشره وزرعه فى عقول الشباب حول العالم وهناك الكثير من المبادرات والمشروعات الإماراتية الرائدة فى هذا الخصوص التى تحظى باحترام العالم وتقديره".

وحول العنصر الثانى قال ولى عهد أبو ظبى أنهى تمثل فى " المساهمة الفاعلة فى تحقيق التنمية المستدامة فى المناطق الفقيرة فى دول العالم المختلفة لأن الجماعات المتطرفة تنمو فى المناطق الفقيرة والمأزومة وتستغل أوضاع شعوبها المعيشية الصعبة لجذبها إليها ونشر سمومها بينها ولذلك تعد دولة الإمارات العربية المتحدة فى مقدمة الدول التى تقدم مساعدات تنموية على المستوى العالمى وقد حصلت فى عام 2014 على المركز الأول عالميا فى قيمة مساعداتها التنموية الخارجية مقارنة مع دخلها المحلى الإجمالى وفقا لإحصاءات "منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية".

أما العنصر الثالث فهو الانخراط القوى والفاعل فى أى تحرك دولى لمواجهة تمدد الجماعات الإرهابية ومحاولتها فرض سيطرتها على الدول والمجتمعات بالقوة والإرهاب وفى هذا السياق جاءت المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة فى التحالف الدولى على الحرب ضد تنظيم "داعش" ويأتى حرصها على التنسيق والتعاون مع الدول المختلفة على المستويين: الإقليمى والعالمى لبناء استراتيجيات مواجهة قوية للقوى الإرهابية.

وأضاف الشيخ محمد بن زايد "لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تاريخها وما زالت داعية سلام ورمزا للتنمية والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات ولذلك فإنها ترى أن جماعات التطرف والعنف هى أكبر تهديد ليس لأمن واستقرار المجتمعات التى توجد فيها فقط وإنما للسلام والأمن العالميين أيضا وأن الخطر الإرهابى ذو طابع عالمى بحيث لا يمكن لأى مجتمع أن يرى نفسه بعيدا عنه كما لا يمكن لصق الإرهاب بشعب أو دين أو ثقافة بذاتها الأمر الذى يفرض مشاركة عالمية لمواجهته "

واضاف ولى عهد أبو ظبى فى كلمته " تعيش المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ظروفا مضطربة ومعقدة حيث الصراعات الأهلية ومخاطر الإرهاب التى تعانيها بعض الدول والتدخلات الخارجية فى الشؤون الداخلية التى تعانيها دول أخرى إضافة إلى التغيرات الحادثة فى التفاعلات الإقليمية وسياسات القوى الكبرى تجاه المنطقة، ونؤمن فى دولة الإمارات العربية المتحدة بأن أمننا الوطنى جزء من الأمن القومى العربى وأن بناء موقف عربى قوى للتعامل مع متغيرات المنطقة وتحولاتها هو السبيل للحفاظ على المصالح العربية العليا وتحصين المنطقة ضد التدخلات الخارجية ومن هنا يجيء حرصنا على التنسيق والتعاون الكاملين مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى خاصة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من أجل تعزيز قدرة العرب على حفظ أمنهم القومى فى منطقة تعيش حالة من التحول الكبير وتعانى مصادر خطر متعددة،وفى ظل ما يشهده العالم من تحولات سياسية واقتصادية وثقافية لها تأثيراتها المباشرة فى كل الدول والمجتمعات فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمسك بالمبادئ التى حكمت سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية منذ نشأتها وضمنت لها الاحترام والتقدير والقبول على المستويين الداخلى والخارجى وأهمها الاحترام المتبادل والندية ورفض التدخل فى الشؤون الداخلية وحل النزاعات والمشكلات بالطرق السلمية إضافة إلى العمل على تعزيز التعاون الدولى للتعامل مع التحديات الكونية التى تمثل خطرا على حاضر البشرية ومستقبلها وفى مقدمتها .. انتشار أسلحة الدمار الشامل والتغير المناخى والأوبئة والفقر والتطرف والإرهاب وغيرها، وفى هذا السياق تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تنويع خيارات تحركها على الساحة الدولية وتفتح آفاقا للتعاون مع كل دول العالم وتبنى علاقات خارجية فاعلة وقائمة على الندية بما يعزز موقعها وتأثيرها إقليميا ودوليا ويعود بالخير على مشروعات التنمية فى الداخل ".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة