بالصور.. اليوم السابع بين سماسرة الانتخابات فى العشوائيات.. نساء بطن البقرة: "بناخد 20 جنيه وندى صوتنا لأى مرشح يدفع".. ويؤكدن: الفقر بيقتلنا ورجالتنا طفشوا ومنقدرش نرفض عشان عيالنا تاكل (تحديث)

الأربعاء، 25 فبراير 2015 06:03 م
بالصور.. اليوم السابع بين سماسرة الانتخابات فى العشوائيات.. نساء بطن البقرة: "بناخد 20 جنيه وندى صوتنا لأى مرشح يدفع".. ويؤكدن: الفقر بيقتلنا ورجالتنا طفشوا ومنقدرش نرفض عشان عيالنا تاكل (تحديث) محررة اليوم السابع مع أحد العائلات بالمنطقة
كتبت منال العيسوى - تصوير ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بين ثنايا عشوائيات القاهرة.. أبحث عن مبتغاك"، فالفقر والمرض والقصص الإنسانية والأوجاع داخل كل عشة، وحجرة، ومسكن، ووسط كل هذه الآلام والأوجاع تجد المتاجرين بالفقر، أو "سماسرة الغلابة".

سماسرة الغلابة يعيشون على حساب الفقراء والمرضى ويقتاتون من التجارة بأوجاع الفقراء، حيث يتم استخدامهم فى التصويت بالانتخابات لصالح أى مرشح "بيدفع"، ولا تتعجب إن كان الثمن "شنطة طعام".

أهالى منطقة بطن البقرة يروون لمحررة اليوم السابع حجم المأساة - 2015-01 - اليوم السابع

أهالى منطقة بطن البقرة يروون لمحررة اليوم السابع حجم المأساة



بعد نهاية كوبرى العاشر الممتد من كورنيش المعادى حتى طريق الجيارة والفسطاط، يبدأ مشروع تطوير مدينة الفواخير، وخلفه تقع منطقة بطن البقر بمصر القديمة، حوارى وعشوائيات وممرات لا يعرفها سوى أصحابها، الكل يعمل فى الصباح وخلف الأبواب ليلا.

وسط المنازل المشيدة بالخشب والصفيح والطوب الأحمر المغلقة على أصحابها ولا يدخلها غريب مثلى إلا تائها أو باحثا أو من رجال الحكومة.. تجد أكوام القمامة تسيطر على المشهد ومياه المجارى تحيط بالمنازل.. وحكايات عن لعب الأطفال بالثعابين والعقارب فالمنطقة يحتضنها الجبل، ويعيش فيها أكثر من 3000 أسرة معظمهم يكسبون رزقهم يومًا بيوم فى أعمال مختلفة ما بين جمع القمامة وفرزها وتدويرها، وجمع الكاوتش والبلاستيك والفخار فيما توصم المنطقة بتجارة المخدرات فى وضح النهار تحت أعين الجميع.

وسط كل هذه التفاصيل هناك نساء من المنطقة يلتقطن المتبرعين، ورجال الأعمال وأعضاء البرلمان المرشحين للانتخابات والجمعيات الخيرية، وأحيانا يصطحبن بعض القنوات الفضائية والصحفيين الأجانب ليدلوهم على الأسر الأكثر فقرا ويقودوهم فى جولات بالممرات وكسر حاجز الخوف عند الأهالى والتقاط الصور ثم ترويجها فى موضوعات صحفية تسىء لمصر.

صورة لمحطة الصرف الصحى ببطن البقرة - 2015-01 - اليوم السابع

صورة لمحطة الصرف الصحى ببطن البقرة



الأهالى يعرفون هؤلاء الأشخاص بالاسم، وهن من النساء بمنطقة السحلة أو حارة خوخة أو حارة المغربى الذين يهلون عليهم كل فترة لتوزيع بعض الإعانات، عند هذا الحد يبدو الأمر طبيعيا، لكن هذا لن يتم لوجه الله أو بدافع الإحساس بفقر من يعيشون فى المنطقة، وإنما دائما له مقابل، حيث أكد بعض الأهالى، أن اقتسام الإعانة إجبارى بعد رحيل المتبرع.

وتقول "أم أحلام"، إحدى ساكنات حارة محمد المغربى ببطن البقرة، إن الأهالى دائما يقلقون من الغرباء ولا يفتحون لهم أبوابهم إلا فى حال وجود أحد من المنطقة معهم، والحاجة دائما تضطرهم لقبول الإعانات واقتسامها مع من يحضرهم للمنطقة بعد رحيله، سواء كان التبرع بالمال أو بالشنط الغذائية، حتى البطاطين يأخذون الجيد منها ويرسلون لنا الردىء ومضطرين لقبولها.

أما السيدة "رضا سعودى" التى لم تتجاوز الـ35 عاما تبيع المكرونة والكشرى والمحشى للعمال بمشروع الفواخير، حتى تربى أبناءها، قادها حظها العثر أن تكون شقيقة أحد هؤلاء السماسرة وهى إيمان سعودى "أو إيمان التخينة" كما ينادونها، فتقول إيمان بتكسر عين أى حد تجبله حاجة، ومحدش يقدر يتكلم معاها لأن هذا معناه أنه مش هيطول أى حاجة تانية".

محررة اليوم السابع مع أحد العائلات بالمنطقة - 2015-01 - اليوم السابع

محررة اليوم السابع مع أحد العائلات بالمنطقة



وتحكى رضا حكاية أختها قائلة إيمان هى صديقة "رشا العمدة" وهى إحدى النساء اللاتى تعملن فى السمسرة على الغلابة ورغم ذلك لها مكانتها بين جاراتها على الرغم من صغر سنها الذى لم يتعد السابعة والثلاثين، فلا تكتفى بمعايرة النساء بما تأتى به لهم من أصحاب التبرعات، لكن أيضا تحرم عليهن مقابلة أى متبرع قبل أن يرسلوا لها فى "السحلة أعلى بطن البقرة" لتحضر التوزيع .

وتكمل رضا، استطاعت إيمان سعودى أن تتخذ لها أيضا مكانا فى المنطقة فهى صديقة لرشا العمدة، وتعلمت فن التفاوض على أحلام ساكنى الحارة، إيمان لديها ابنان، سيّد، البالغ 16 عامًا، وشيماء الصغيرة ذات الأعوام الثمانية، تركها زوجها وهرب منذ عامين.

سيدة داخل عشتها بمنطقة بطن البقرة - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة داخل عشتها بمنطقة بطن البقرة



لم تنته رضا من حديثها عن شقيقتها، إلا ورأيناها أمامنا بصوتها العالى وجسدها السمين، ترتدى جلبابا أحمر مطرزا بخلاف كل نساء الحارة وبعض "الغوايش الذهب الحقيقية مش صينى" وتنهر أختها قائلة "مين دول وأيه اللى دخلهم الحارة من غير ما أعرف" وتضخم صوتها موجهة حديثها لنا قائلة "ريحوا نفسكوا مش هيتكلموا معاكوا إلا لو دفعتولهم فلوس".

ترى إيمان فى تركيبة سكان الحارة عزاءً لها فتقول: «هنا مش بحس بوحدة ولا باختلاف، كلنا زى بعضينا، كلهم محتاجين، اللى جوزها مات، واللى عيان بسبب الفقر، واللى سابها وطفش بسبب الفقر برضه".

فى حارة محمد المغربى الحياة بعيدة عن الآدمية فلا مياه ولا مستشفيات، وأقرب مدرسة على بعد كيلو من بطن البقرة فأم حسين تروى قصتها قائله "أنا قاعدة فى بطن البقرة من 23 سنة، رغيف العيش بنجيبه بربع جنيه وصغير جدا، ومفيش مدارس، والعيال بتيجى تعدى الطريق العمومى علشان تروح المدرسة بتخبطهم العربيات وبتحصل حوادث كتير، ومعندناش مجارى عندنا "طرنشات" ولما تيجى العربيات تنزح الطرنش بتاخد 100 جنيه والمنطقة كلها حشرات وثعابين وعقارب، امبارح كنا قاعدين لقينا ثعبان داخل البيت والواد الصغير قعد يلعب بيه".

عجوز تجلس على الأرض تشكو حالها - 2015-01 - اليوم السابع

عجوز تجلس على الأرض تشكو حالها



وتلتقط منها أم روبعة خيط الحديث قائلة "الحكومة معملتشى حاجة من 30 سنة بتقول تطوير ومفيش جديد قالوا محمد صبحى بيلم فلوس علشان يطور العشوائيات ومشوفناش منهم أى حاجة أنا معايا 6 عيال بجيب قرض بـ1000 جنيه وبدفع 45 جنيها كل أسبوع وببيع شوية حاجات فى دكانة صغيرة علشان أربى العيال".

وتكمل حديثها حول الفقر الذى يحوجها للسكوت عن المعايرة اليومية التى تلقيها عليها إحدى السماسرة فى الراحه والجاية قائلة "كيلو اللحمة بـ70 جنيه فى الجيارة، إحنا مابناكشلى اللحمة، حتى كيلو الفراخ 20 جنيه والوراك غليت وكل حاجة غليت أجيب منين لحمة لـ6 عيال حتى زجاجة الزيت بـ20 جنيه بنضطر ناخد اللى يجى من باب الله ونتحمل المعايرة وقلة القيمة".

طفلة تحملها والدتها أثماء جولة اليوم السابع داخل العشش - 2015-01 - اليوم السابع

طفلة تحملها والدتها أثماء جولة اليوم السابع داخل العشش



المرض يعرف طريقه لكل غرفة فى حارة محمد المغربى، فالطرنشات داخل البيوت والرائحة سيئة جدا، ومعظم أهالى المنطقة يعانون من مرض فيروس سى والفشل الكلوى بسبب المياه الملوثة بالإضافة إلى انتشار الحشرات السامة مثل العقارب.

أما دعاء، فقالت "أنا قاعدة فى أوضة وشغالة فى الزبالة، ومعايا 3 بنات عايزة أعمل أى حاجة أسعد عيالى، المشاكل حشيش وبرشام وضرب نار، والنور بيقطع 3، 4 مرات فى اليوم وابنى لما قرصته عقربة ما فيش مستشفى لحقته".
مسن ينام على داخل عشته - 2015-01 - اليوم السابع

مسن ينام على داخل عشته



سيدة عجوز على سريرها تروى تفاصيل آلام المعيشة - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة عجوز على سريرها تروى تفاصيل آلام المعيشة



عجوز تروى تفاصيل تلقى الشنط من المرشحين - 2015-01 - اليوم السابع

عجوز تروى تفاصيل تلقى الشنط من المرشحين



محررة اليوم السابع مع سكان منطقة بطن البقر - 2015-01 - اليوم السابع

محررة اليوم السابع مع سكان منطقة بطن البقر



سيدة تروى تفاصيل معيشتهم - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة تروى تفاصيل معيشتهم



إحدى سكان بطن البقرة تتحدث عن قصة السمسرة فى الغلابة - 2015-01 - اليوم السابع

إحدى سكان بطن البقرة تتحدث عن قصة السمسرة فى الغلابة



صورة لأشقاء توضح حالتهم المعيشية - 2015-01 - اليوم السابع

صورة لأشقاء توضح حالتهم المعيشية



سيدة تتحدث عن كيف يتم السمسرة واستغلال الغلابة - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة تتحدث عن كيف يتم السمسرة واستغلال الغلابة



مسنة تشرح مأساتها وما تتعرض له - 2015-01 - اليوم السابع

مسنة تشرح مأساتها وما تتعرض له



الأهالى يتحدثون عن مشكلاتهم - 2015-01 - اليوم السابع

الأهالى يتحدثون عن مشكلاتهم



محررة اليوم السابع داخل إحدى العشش تتحدث مع سكانها - 2015-01 - اليوم السابع

محررة اليوم السابع داخل إحدى العشش تتحدث مع سكانها



سيدة تروى لمحررة اليوم السابع كيف يتم تلقيهم التبرعات واستغلالهم فى السمسرة - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة تروى لمحررة اليوم السابع كيف يتم تلقيهم التبرعات واستغلالهم فى السمسرة



طفلة بمنطقة بطن البقرة - 2015-01 - اليوم السابع

طفلة بمنطقة بطن البقرة



سيدة تحمل طفلتها وتروى جحيم ونار الفقر - 2015-01 - اليوم السابع

سيدة تحمل طفلتها وتروى جحيم ونار الفقر



أحد الأطفال بمنطقة بطن البقرة - 2015-01 - اليوم السابع

أحد الأطفال بمنطقة بطن البقرة



الأطفال يلهون فى طشت غسيل - 2015-01 - اليوم السابع

الأطفال يلهون فى طشت غسيل




موضوعات متعلقة..



محافظ القاهرة: افتتاح أولى مراحل تطوير منطقة الفواخير مطلع العام المقبل



"قلمى وكراستى" حملة لتوزيع الشنط والأدوات المدرسية ببطن البقر








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة