سعيد الشحات

بهاء طاهر

السبت، 21 مارس 2015 07:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعش بهاء طاهر لإبداع الرواية فقط، ولا للكتابة لزوم إظهار الموقف، إنما يحسب له أنه المبدع الذى شارك بالتظاهر والاحتجاج، فهو المشارك دائمًا فى المظاهرات التى كانت تدعو إليها القوى الوطنية أيام مبارك، وذلك منذ عودته النهائية إلى مصر فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى بعد سنوات الغربة للعمل فى جنيف، ولهذا فإن فوزه بجائزة مؤتمر الرواية العربية يوم الأربعاء الماضى جاء فى محله تمامًا، كما أنه اختيار يعد تقديرًا للمبدع الذى لا يفصل فى مواقفه بين الكتابة والتعبير عنها بالمواقف العملية.
قدم بهاء لفن الرواية العربية أعمالًا عظيمة، وكما ذكرت من قبل فى نفس هذه المساحة، فإن براعته تتجلى فى قدرته الفائقة على الكتابة عن أحلامنا، عن هزيمتنا، عن انكسارنا، عن نفسنا المتعبة، عن حبنا الضائع، عن الوطن المسروق، عن مصر الحبلى بالآمال، عن ألم وقسوة إجهاض هذه الآمال.. يكتب بلغة شاعرية حزينة، لكنه يؤمن بمقولة الأديب الروسى العظيم تشيكوف: «عندما أكتب عن أشياء محزنة، فأنا لا أدعوكم للبكاء، إنما أدعوكم إلى التفكير فى السبب، أو الأسباب التى دفعت هذه الشخصيات إلى أن تصبح على ما هى عليه».

تتجلى براعة بهاء فى الإمساك باللحظة التاريخية التى تدور فيها رواياته، لكنه لا يقدمها كسرد تاريخى، إنما بوعى روائى مؤمن بأن «التاريخ هو اللحظة الحالية»، أى أن هذه اللحظات مازالت موجودة ما دامت القيم النبيلة والأهداف الوطنية العظيمة التى ناضل من أجلها أجدادنا وآباؤنا لم تنتصر.

ولما سألته عن ذلك منذ سنوات وبعد روايته «الحب فى المنفى» قال: «حين كتبت عن التاريخ المصرى القديم فى «أنا الملك جئت»، أتصور أننى كتبت عن قضية معاصرة جدًا، فقضية إخناتون والكهنة الذين انقلبوا عليه تشغلنى كثيرًا، وليس صحيحًا أننى حاولت من خلال إخناتون الإسقاط على عبدالناصر والسادات، ولما كتبت عن إيزيس فى «قالت ضحى» كتبت عنها باعتبارها لحظة معاصرة، فالتاريخ هو امتداد معاصر».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة