بهاء طاهر علم "باولو كويلو" الكتابة عن الصحراء فى "واحة الغروب"

الأحد، 22 مارس 2015 02:22 ص
بهاء طاهر  علم "باولو  كويلو" الكتابة عن الصحراء فى "واحة الغروب" الكاتب الكبير بهاء طاهر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بهاء طاهر اسم يضيف لأى جائزة ارتبط بها، ومنذ انطلق ملتقى الرواية العربية السادس فى 15مارس وحتى منذ تم الإعداد له، بدأ اسم بهاء طاهر يطرح بقوة على أساس أنه سيحصل على الجائزة، لأنه يبدو ألا اسم يعلو على اسم بهاء طاهر فى هذه الفترة، وتاريخ بهاء طاهر مرتبط بالجوائز، حيث حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1998 وحصل على جائزة جوزيبى أكيربى الإيطالية سنة 2000 عن خالتى صفية والدير وحصل أيضاً على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" فى دورتها الأولى عن روايته "واحة الغروب".

وعندما ترجم بهاء طاهر الرواية الأشهر لباولو كويلو "ساحر الصحراء" التى طافت شهرتها الآفاق وترجمت لأكثر من 60 لغة، ثم كتب "طاهر" بعد ذلك رائعته "واحة الغروب" وبدأ القارئ يبحث عن التشابه الذى يجمع بين العملين وإنّ كان بهاء طاهر قد تأثر برواية "كويلو" فى الأحداث أو الرؤية، لكن القارئ فى النهاية يكتشف أن بهاء طاهر كتب هذه الرواية كى يعلم "باولو كويلو" كيفية "الكتابة عن الصحراء"، وعن عالم الصحراء وأسراره.

ظاهر الأمر أن هناك تشابها بين الروايتين فى "روح الكتابة"، فالصحراء بطل أساسى فى عند الكاتبين، كما أن البحث عن الكنز الأثرى والرغبة فى المال أو دخول التاريخ عامل أساسىفى العالمين، حيث نجد الراعى "سانتياجو" بطل رواية "ساحر الصحراء" يترك وطنه وأغنامه ويسعى خلف حلم العثور على كنز فى صحراء مصر بجانب الأهرامات قاطعا الصحراء العربية من المغرب حتى مصر، وفى "واحة الغروب" تبحث كاثرين زوجة المأمور المنقول للواحة "جبرا" عن كنز الإسكندر الأكبر ومقبرته فى واحة سيوة بالصحراء الغربية لمصر.

لكن محمود عزمى بطل رواية "واحة الغروب" الضابط المأزوم والذى يجرى وراء كنزه أيضا هو شخصية تختلف تماما عن شخصية "سانتياجو" فهو منذ البداية يبحث عن "ذاته" التى هى أسطورته الذاتية المختلفة تماما عما بحث عنه الآخرون، وهنا يختلف بهاء طاهر عن "كويلو"، فبهاء طاهر يرى أن "الأسطورة الذاتية" لا توجد مصادفة ولا يصنعها الإنسان من تفاصيل غيره ولا من حكمهم عليه ولا حتى من مساعدتهم له، ويرى أنها الأجدى بالبحث بدلا من الماديات الواضحة والمتراكمة فى حفر صغيرة، كما يرى بهاء طاهر أن على الإنسان أن يكون واعيا بذاته التى يبحث عن تشكيلها، وليس مهما أن يصيغها بشكل مادى.

الصحراء بمعانيها الغنية تشكل روح "محمود عزمى" فبينما يتشابه "سانتياجو" و"كاثرين" فى أهدافهما المادية، حتى أنهما يخوضان الصحراء ويتعرضان لشتى مناخاتها وتغيراتها وعواصفها الرملية والنفسية بـ"فرح"، لا يشعران بما يشعر به "محمود عزمى" من فلسفة الصحراء وحالها الذى يشبه صوفيا تعتريه أعراض متعددة من الإقبال والصد، وفى النهاية لا يفشل أحد، حتى محمود عزمى بعد أن ينهى حياته مع ما تبقى من متحف "الإسكندر الأكبر" محطما حياته وحلم زوجته فى دخول التاريخ.
الصحراء التى يتحدث عنها بهاء طاهر هى صحراء الحب والكره والتصوف والحنين وهى الكنز الحقيقى الذى يصنع "الأسطورة" ويضع الإنسان أمام ذاته، ربما لم يكن فى ذهن الكاتب الكبير بهاء طاهر أن يكشف هشاشة "مفهوم الصحراء" عند كويلو التى قصرها على "المغامرة".

فالصحراء عند بهاء طاهر هى خلفية لحياة أخرى، فكى نكتشف السحر علينا معرفة الوجه الآخر من الحياة "المدينة" فجزء من أزمة
محمود عزمى المأمور المتهم من رؤسائه بالتعاطف مع الثورة العرابية، الذين يعاملونه على أساس كونه خائنا وينفونه إلى الصحراء كى يحصل على ضرائب الواحة معرضا نفسه للهلاك على أيدى البدو أو الأعراب الذين يكرهون كل من يأتى من العاصمة المصرية لشغل هذا المنصب، بينما يرى هو "نفسه" خائنا للشعب لأنه صمت فى وقت لا ينفع الصمت.


موضوعات متعلقة..
- فى الصعيد.. أمهاتنا حائط الصد الأخير والحزن سارق البهجة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة