الصحف الأمريكية: اليمن قد يزيد من التعقيدات السياسية الحساسة لاتفاق إيران النووى.. خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع فى ظل استمرار الحرب.. فريد زكريا: أعداء إيران يعتمدون على منطقيتها

الجمعة، 10 أبريل 2015 01:46 م
الصحف الأمريكية: اليمن قد يزيد من التعقيدات السياسية الحساسة لاتفاق إيران النووى.. خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع فى ظل استمرار الحرب.. فريد زكريا: أعداء إيران يعتمدون على منطقيتها السلاح النووى
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نيويورك تايمز: اليمن قد يزيد من التعقيدات السياسية الحساسة لاتفاق إيران النووى



رصدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن التوترات بين إيران والسعودية تعمقت أمس الخميس مع انتقاده القادة الإيرانيين الحملة السعودية الجوية المستمرة فى اليمن، وحتى توجيه الإهانات الشخصية للأمير السعودى الذى يقود المعركة.

اليوم السابع -4 -2015

وأشارت الصحيفة إلى أن المرشد الأعلى آية الله على خامنئى ندد بالضربات السعودية، ووصفها بأنها جريمة وإبادة جماعية، فى حين أن كل التعنيف للسعودية كان منصبا على أن حربها فى اليمن ستفشل.

ولفتت الصحيفة إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لإيران من دعمها للحوثيين فى اليمن، وذلك فى أول اتهام أمريكى صريح لطهران بتقديمها مساعدة عسكرية للحوثيين.

وقال كيرى فى مقابلة تلفزيونية، إن واشنطن لن تقف فى الوقت الذى يتم فيه هدم استقرار المنطقة، مضيفا أن هناك إمدادات واضحة تأتى من إيران، وأن هناك عددا من الرحلات الجوية كل أسبوع تحلق هناك، ونتعقب تلك الرحلات ونعرف هذا، وندرك هذا الدعم الذى تقدمه إيران لليمن.

وقالت السعودية إنها تقصف الحوثيين لأنها تراهم أداة للنفوذ الإيرانى، إلا أن الدبلوماسيين الغربيين والخبراء المستقلين قالوا إنه فى حين أن إيران دعمت الحوثيين ماليا، لكن ليس لها سيطرة مباشرة على الجماعة.

وقالت نيويورك تايمز إن الإهانات والتهديدات المتبادلة أمس الخميس أثارت المخاوف من أن الصراع اليمنى قد يزيد من اشتعال المنافسة بين قوتين إقليميتين ذات ثقل، وهما إيران والسعودية، اللتين تقاتلان بعضهما البعض بالفعل من خلال وكلاء طائفيين فى سوريا وفى صراعات أخرى أقل علنية عبر العراق ولبنان والبحرين.

ويشير بعض المحللين إلى أن المعركة لأجل اليمن ربما تزيد من تعقيد السياسات الحساسية لاتفاق القوى الغربية مع إيران لتقييد برنامجها النووى. إلا أن آخرين قالوا إن الاتفاق شجع إيران على استعراض عضلاتها ضد السعودية.

وقال مايكل ستيفينز، رئيس المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى الدوحة، إنه الإيرانيين يعرفون أنهم يحققون فوزا.

وبدا أن جون كيرى قد اضطر للتعبير عن توازن صعب، لطمأنة السعودية والحلفاء الآخرين بشأن الدعم الأمريكى ضد إيران دون استعداء المتشددين فى طهران بما يكفى لتأجيج المعارضة للاتفاق النووى.

لكن تصريحات آية الله خامنئى زادت من مستوى التحدى. ففى انتقاد نادر لخصم إيران اسما، قال إن السعودية تبتعد عن تاريخ من العمل بكرامة فى الشئون الخارجية، مضيفا أن شبابا ليست لهم خبرة تولوا شئون الدولة ويغيرون الكرامة بالهمجية.

ووصفت الصحيفة تلك التصريحات بأنها لكمة لوزير الدفاع السعودى محمد بن سلمان الذى يقول الدبلوماسيون السعوديون إنه فى سن الثلاثين. كما أنه نجل الملك سلمان.

ويقول مايكل ستيفنز، إن التصريحات الشائكة غير العادية من خامنئى هدفها على ما يبدو الاستفزاز وإشعال الوضع، وأشار إلى أن الأمر كما لو أن الإيرانيين يصطادون السعوديين فى محاولة لإيجاد كل نقطة ضغط لجعلهم يشعرون بالعجز، ثم يتراجعون مرة أخرى ويشاهدون تدخل السعوديين بشكل أعمق. لكنه أضاف أنه فى نفس الوقت يبعث الإيرانيون برسالة لدعم الحلفاء اليمنيين. وقال إنهم قرروا أن يثبتوا أنهم مستعدين للوقوف خلف الحوثيين. ويقدن الإيرانيين نوعا من الضمانات لحلفائهم بأنه مهما حدث، سيضمنون أن يكون الحوثيون على طاولة المفاوضات.

بينما أصدرت السعودية تحذيرها الخاص لإيران بالقول إن سفينتين حربيتين إيرانيتين وصلتا مؤخرا لسواحل اليمن، وينبغى مغادرة المياه اليمنية. وحذرت من أنه لو كانت السفينتين تسعيان لتقديم مساعدات للحوثيين، فإن التحالف له الحق فى الرد المناسب.


واشنطن بوست: خبراء يحذرون من تحول اليمن إلى مستنقع فى ظل استمرار الحرب



قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الضربات الجوية السعودية ضد الحوثيين فى اليمن تسارع من تقسيم البلاد بين القبائل المتحاربة والميليشيات، فى الوقت الذى لا تحقق فيه الكثير لإنجاز هدف عودة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى إلى السلطة، حسبما يقول محللون ومواطنون يمنيون.

اليوم السابع -4 -2015

وأشارت الصحيفة إلى أن المتمردين الحوثيين مضوا فى هجومهم، وبدوا أنهم استطاعوا حماية عدد من مخازن أسلحتهم من قصف قوات التحالف، كما يقول المحللون. وقد أدى القتال إلى مقتل المئات وأجبر أكثر من مائة ألف على ترك منازلهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعارك تؤدى بشكل متزايد إلى مشكلات تتجاوز معارضة الحوثيين للرئيس منصور هادى والقوى التى تدعمه. فقد أدى الصراع إلى خفض إمدادات المياه والطعام فى بلد يعانى بالفعل من مستوى خطير من سوء التغذية، وأدى إلى فراغ أمنى سمح بتقدم تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية.

ويرى المحللون أنه بالنسبة للحكومة السعودية وحلفائها، فإن العملية العسكرية فى اليمن قد تتحول إلى مستنقع. فيشير جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن العامل الذى يحتمل أن يغير اللعبة فى كل هذا ليس نزوح الملايين، لكن الانتشار الهائل للمرض والمجاعة وعدم القدرة على الحصول على المياه، إلى جانب البيئة التى تعمل فيها الجماعات المتطرفة بشكل متزايد فى تجنيد آخرين.

وأضاف ألترمان أن الصراع اليمنى يمكن أن يصبح موقفا لا يستطيع فيه أى طرف أن يكتشف من بدا هذا القتال أو كيف يمكن إنهائه.

وتتابع الصحيفة قائلة إن التحالف الذى تقوده السعودية، والذى تدعمه الحكومة الأمريكية بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، تشكل فى أغلبه من دول عربية وسنية، وقد أذهل مستوى التنسيق بين القوات المسلحة للدول المتحالفة المحللين.

ويُعتقد أن الإمارات والأردن قد انضمتا للسعودية فى شن غارات جوية دمرت عشرات من القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة، حسبما يقول ثيدور كاراسيك، المحلل المتخصص فى القضايا العسكرية للشرق الأوسط. كما حصل السعوديون على دعم من البحرية المصرية على سواحل اليمن.

لكنه يقول إن الحوثيين قد نجحوا على ما يبدو فى إخفاء مخازن هامة للأسلحة من القصف، ربما عن طريق نقلها إلى معاقلهم الجبلية فى صعده، ولتدمير تلك الأسلحة وإقناع الحوثيين بوقف هجومهم والموافقة على إجراءات محادثات سلام، سيكون هناك حاجة إلى هجوم برى.

ويشير الخبير إلى أن هذا الأمر يوضح أن القوة الجوية وحدها لا يمكنها التخلص من أسلحة القوات البرية للعدو، ربما يجعلها مبعثرة ويجعلهم يخبئون أسلحتهم لوقت لاحق.

من جانبه، يقول عماد سالمى، الخبير فى الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية ببيروت إنه استمرار الضربات الجوية واحتمال التدخل البرى قد يكون الخيار الوحيد الذى ترى السعودية أنها تملكه برغم أن محفوف بالمخاطر. ويوضح أن المسئولين فى الرياض يشعرون بالقلق على الأرجح من أن إيران قد تتصور أن التردد شكل من أشكال الضعف.

كما أن السعودية تعتبر اليمن فناءها الخلفى، ويقول سالمى إنه بقدر ما يشعر السعوديون بالقلق، فإن تلك معركة من أجل وطنهم ووجود نظامهم.

فريد زكريا: أعداء إيران يعتمدون على منطقيتها



اليوم السابع -4 -2015

تحدث الكاتب الأمريكى فريد زكريا فى مقاله اليوم بالصحيفة عن اتفاق إيران النووى، وتساءل "هل إيران منطقية"، وقال إنه فى قلب المخاوف المحيطة بالاتفاق يكمن هذا السؤال البسيط. وبالنسبة لكثير من المعارضين، فإن الإجابة بديهية. فإيران مروعة كما يقول عادة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، محذرا من عدم إمكانية الرهان على عقلانيتها. بينما قال السيناتور ليندسى لوهان إنه يعتقد أنهم مجانين.

لكن زكريا يقول إن السياسة المفضلة لنفس هؤلاء المعارضين هى التى تعتمد على منطقية إيران. ويصرون على أن البديل للاتفاق الذى توصلت إليه إيران والقوى العالمية الستة ليس الحرب، وإنما زيادة الضغوط والمطالبة بمزيد من التنازلات من طهران. ولذلك فإن هؤلاء الملالى المجانيين المروعين، عندما تواجههم مزيد من العقوبات القليلة، سيحسبون بهدوء المزايا والثمن، وسيستسلمون بطريقة يمكن التنبؤ بها للضغوط.

ويقول زكريا، إن المنطقية لا تعنى أن تكون عقلانيا، بل تعنى أن النظام يريد أن يبقى، ونظرا لهذا الهدف، فهو يحب التكلفة والفوائد وفقا له. إلا أنه من الجدير أن نسأل سؤال أكبر، وهو "هل إيران منطقية؟ وهل تصرفاتها رد مفهوم على موقفها الجيو سياسى. وفى مناقشة عامة الأسبوع الماضى، قال وزير الخارجية الأمريكى السابق جيمس باركر إن مفتاح النجاح فى المفاوضات هو أن تضع نفسك فى حذاء خصمك وترى العالم من خلال هذا المنظور.

وبالنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، نجد إيران الشيعية محاطة بدول سنية معادية لها، وفى الخليج، توجد السعودية العدو اللدود المناهض للشيعة، وفى العراق وسوريا تواجه إيران جماعات سنية متمردة هدفها قتل الشيعة، أضف إلى هذا البعد النووى، فإيران لديها عدة جيران مسلحة نوويا مثل باكستان والهند وروسيا والصين وإسرائيل.

إضافة إلى ذلك، يتابع الكاتب، واجهت إيران معارضة قوية من القوى العظمى فى العالم لأكثر من ثلاثة عقود. وعندما تمت هاجمت العراق إيران بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية، دعمت إيران سرا صدام حسين، حتى مع استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد الإيرانيين.

ويقول زكريا إنه نظرا لتلك الحقائق، هل كان غريبا أن تتصرف إيران بهذه الطريقة، أم أنها سعت لبناء صناعة نووية يمكن أن تمنحها طريقا للحصول على السلاح، وهل لو كانت دولة أخرى علمانية تواجه نفس التهديدات ستتصرف بطريقة مختلفة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة