والرجل يسيطر عليها لتحقيق مصالحه

كتاب يؤكد:المجتمع يرى المرأة كاذبة وحاسدة وكيادة ومضطهدة قانونيًا

الثلاثاء، 21 أبريل 2015 06:00 ص
كتاب يؤكد:المجتمع يرى المرأة كاذبة وحاسدة وكيادة ومضطهدة قانونيًا كتاب صوره المراه فى ادب الطفل
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجتمع أبوى شرقى، متخلف ومتأخر، ومشحون حتى النخاع بأيديولوجيات ذكورية، يصبح مفهوم الرجولة والأنوثة مفهومًا موجهًا لا للعلاقات بين الرجل والمرأة فحسب، بل أيضًا للعلاقات بين الإنسان والعالم.

وفى كتاب "صورة المرأة فى أدب الأطفال" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب" للدكتور محمد سيد عبد التواب"، يرى أن الكتب والمجلات، ووسائل الإعلام، وتفاصيل الحياة اليومية، والأحكام الأخلاقية، ومصادر القوانين، وآراء لا حصر لها، تحصر المرأة فى صورة نمطية، ولا تسمح لها بالخروج عليها، وهى فى الغالب صورة سالبة ثابتة مستقبلة، وأن ننسب إلى المرأة متوالية من النعوت مثل الكذب والحسد، والانفعال، والرومانسية، والكيد، فى حين تعودنا أن ننسب إلى الرجل متوالية من الصفات والفضائل منها "العقل والشجاعة، والجرأة، والسيطرة على الأهواء، وكل مشتقات الفحولة الشهريارية.

ويؤكد الكتاب أن الخطاب المنتج حول المرأة فى العالم العربى، خطاب فى مجمله طائفى عنصرى، بمعنى أنه خطاب يتحدث عن مطلق المرأة الأنثى، ويضعها فى علاقة مقارنة مع مطلق الرجل الذكر، وحين تحدد علاقة ما بأنها بين طرفين متقابلين أو متعارضين، ويلزم منها ضرورة خضوع أحدهما للآخر، فإن من شأن الطرف الذى يتصور نفسه مهيمنًا أن ينتج خطابًا طائفيًا عنصريًا.

وتأخذ العنصرية ضد المرأة ثلاثة أشكال أولها الاضطهاد النوعى الذى يعنى شيوع تفوق الرجل على المرأة وسيادته عليها، وثانيها الاضطهاد الأبوى –الذكورى- الذى يظهر فى سيطرة الذكر على الأنثى فى العائلة والمجتمع والسلطة، ويتم التعبير عن هذه السيطرة بتسلط الأب على العائلة تسلطًا لا عقلانيًا يتوجب خضوع الأم والأولاد.

وثالث الأنواع هى الاضطهاد القانونى المنبثق من الاضطهاد الأبوى، الذى ينعكس فى القوانين العرفية التى تضطهد المرأة أيضًا فى حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهو ما يعيق تقدمها ومساواتها مع الرجل فى الإنسانية.

كما يؤكد الكتاب على أن اضطهاد المرأة وتهميشها لم يكونا فى الحقيقة والواقع بسبب العامل البيولوجى أو الدينى أو النفسى، وإنما بسبب العوامل الاجتماعية والطبقية والأعراف والقيم الذكورية التى تنتج عن مصالح الرجال فى الهيمنة والاستحواذ بها واخضاعها لمشيئته وهو أساس عدم المساواة بين الجنسين والصراع الأزلى بينهما.

حتى أننا نجد فى نبرة خطاب "المساواة" إحساسًا بالتفوق نابعًا من افتراض ضمنى يحمله الخطاب بمركزية الرجل الذكر، فالمرأة حين تتساوى، فإنها تتساوى بالرجل، وحين يسمح لها بالمشاركة فإنما تشارك الرجل، وفى كل الأحوال يصبح الرجل مركز الحركة وبؤرة الفاعلية.

وهذا التحيز والعنصرية أفرز عنهما نمطًا من المواصفات والسلوك التى ترتبط بكل منهما، ومن هنا بدأت قضية التمييز "الجنسوى" بين رجل قادر، وامرأة غير قادرة، وأخذت هذه المقولات تتطور عبر الزمن إلى أن أصبحت قضية إنسانية جوهرية، وتحولت فى كثير من المراحل إلى معضلة.

فخانة الـ"gendre" أو "الجنس"، الموجودة فى كل الأوراق الحكومية، والقطاعات الخاصة، التى يتوجب عليك ملأها بتحديد جنسك سواء ذكر أو أنثى، هو أحد المصطلحات تعقيدًا، إذ تبدأ من هنا فكرة التحيز، وأن إزالة هذه الخانة قد تزال الكثير من العوائق التعسفية المتحيزة.


موضوعات متعلقة..


أنباء عن تعيين محمد عبد اللطيف أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة