إبراهيم عبد المجيد

الصحة.. الصحة.. الصحة

الجمعة، 12 يونيو 2015 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يدهشنى أن يذهب رئيس الوزراء إلى معهد القلب أو معهد بلهارس فالرجل يدور على أماكن كثيرة. أدهشنى أن لا يذهب قبله وزير الصحة إلى هذه الأماكن وغيرها. أدهشنى أن يكون ما وجده رئيس الوزراء من إهمال أمرا مثيرا أو غريبا على الوضع الصحى فى مصر. مؤكد أن وزير الصحة يعرف كم الإهمال فى المستشفيات، لكنه فى أغلب الأمر عاجز عن إيجاد حلول لما هو موجود من إهمال. السبب بسيط جدا هو أن الموازنة المالية لوزارة الصحة لا معنى لها قياسا على عدد المستشفيات وعدد الأسرّة، رغم أن ذلك أقل جدا مما يجب أن يتوفر فى مصر للناس. سبب العجز عن مقاومة الإهمال أيضا هو رواتب العاملين بوزارة الصحة سواء أطباء أو ممرضات أو تمرجية أو موظفين، ومن ثم يكون العمل شبه سخرة أو إجبار يقابله سددان نفس من العمل نفسه رغم أنه أجل وأعظم الأعمال الإنسانية. ما وجده رئيس الوزراء وراءه إهمال الحكومة كلها لقطاع الصحة. لقد نفضت الدولة أو الحكومة يدها من الصحة من زمان وفتحت الباب للعلاج الخاص الذى هو أيضا مشاكله كبيرة جدا، فالربح هو هدف أكثر مشروعاته من أى شىء آخر. تصورت الحكومة أنها وقد فتحت باب العلاج الخاص سيخفف عنها أعباء العلاج العام والذى حدث هو العكس. زادت أعباء العلاج العام لأن أسعار العلاج الخاص فى السماء وعدد المرضى فى ازدياد مع ازدياد أعداد السكان. وهكذا تبدو المشكلة بلا حل. حلها أن تفهم الدولة أن العلاج مسألة قومية. هى تقول ذلك ولا تفعله، ورغم أنى زهقت من كلمة أمن قومى التى تقال على كل شىء كثيرا ما يكون تافها فإنى أستخدمها. فليس أكثر من الصحة والتعليم شىء يتعلق بالأمن القومى. الجهل الناتج من التعليم يفتح طريق التطرف الفكرى، والمرض الناتج من إهمال قطاع الصحة يفتح كل طرق اليأس من الوطن وحكام الوطن وتاريخ الوطن وكل ما يتعلق بالوطن من قيم إيجابية. وطن يتركك تموت بلا علاج فلماذا تحبه؟

الحقيقة مسألة فتح الباب للقطاع الخاص هذه فى قطاع الصحة أو التعليم أكذوبة، لأنها لم تأت بما هو منتظر منها. الربح طريق المشروعات الاقتصادية وهناك دائما من يقف أمام الجشع، سواء عن طريق النقابات أو الإضرابات مثلا. لكن فى الصحة لن تجد ذلك، وإذا حدث فالاتهام حاضر أن من يعتصمون أو يضربون يتسببون فى موت المرضى. رغم أن أحدا لا ينتبه أنهم أيضا ميتون اقتصاديا. فكل الفئات الأخرى تزداد رواتبها إلى درجة عالية مثل القضاة والجيش والشرطة والخارجية، باعتبار أنها تجليات الأمن القومى، لكن الأطباء بؤساء جدا، رغم أنهم مفتاح الأمن فى الحياة. صحة المواطن من فضلك هى أمن الوطن. نحن بحاجة إلى نظرة شجاعة إلى قطاع الصحة. بحاجة إلى استهدافه كأول قطاع يجب تطويره كله ودعمه بالميزانية الحقيقية. وما سيحدث فى معهد القلب من تطوير نتيجة قرار الرئيس يجب أن يمتد إلى كل القطاعات الصحية فى وقت واحد. ويجب إعادة النظر فى كل ما أشرت إليه وأولها رواتب هؤلاء الذين يطلب منهم أن يكونوا ملائكة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة