سعيد الشحات

طه حسين وتفسير القرآن

الجمعة، 26 يونيو 2015 06:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعيد قراءة كتاب «ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973 والصادر عن «دار الهلال» عام 1986.

يتصور الكتاب حياة الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى وحياة مصر الثقافية فى خمسين عاما، تبدأ من ثلاثينيات القرن الماضى وتنتهى مع وفاة طه حسين فى 28 أكتوبر 1973، والمعروف أن محمد حسن الزيات هو زوج ابنة طه حسين، ولهذا فإن مادة الكتاب تتميز بالتداخل بين الخاص والعام فى حياة عميد الأدب العربى، وإذا كانت سيرة «الأيام» لطه حسين تعد من عيون فن كتابة السيرة، فإن «ما بعد الأيام» يتميز بأن كاتبه يسجل ما رآه وعرفه عن بطله، والكثير منها لم يحتوه كتاب «الأيام».

فى كل مؤلفات طه حسين سنجد قيمة إعمال العقل، سنجد حرية التفكير وتقدم الفكر، ويحشد الكتاب عشرات الأمثلة المؤكدة لذلك، واستوقفنى منها موقف حدث عام 1923، ويرويه «الزيات» قائلاً: «فى الإسكندرية يلتقى لطفى السيد «بك» بطه حسين، ويقول له سنحتفل قريبا بذكرى الإمام محمد عبده، فحضر نفسك ماليا وأديبا»، ويرد طه: ماليا نعم، ويسأل: «كم يدفع الباشوات والمشايخ الكبار؟»، فيجيب لطفى السيد: «خمسة جنيهات».

رد طه حسين بأنه يلتزم بالنصف، أى بجنيهين ونصف جنيه، أما أدبيا فإنه يعتذر، ويذكر أسباب اعتذاره فى أن حفلة التكريم بطبيعتها يجب أن تكون كلها إشادة بامتياز الشيخ محمد عبده، بينما هو له رأى مختلف، فهل كان له رأى سلبى فى محمد عبده بكل قيمته الفكرية والدينية فى تاريخنا؟

يؤكد طه حسين أن محمد عبده من أعظم المصلحين ومن أفذاذ المجددين، لكنه يختلف معه فى قضية أخرى اختلافا تاما: «لا أستطيع أن أتابعه فيما اتجه إليه من محاولة تفسير القرآن الكريم بحيث يكون ملائما للعلم كما نعرفه فى وقتنا الحاضر، لأن القرآن ثابت والعلم متغير، والإيمان بالقرآن الثابت لا ينبغى أن يحتاج إلى محاولة الملاءمة بينه وبين ما يعرفه الناس من العلوم فى جيل ما، فى بلد ما، قد ينقضه علم جيل آخر أو بلد آخر».

هكذا تحدث طه حسين فى عام 1923 أى منذ 92 عاما، فما الذى جرى حتى تضيع هذه الرؤية، بينما تسود آراء على النقيض تماما لنماذج مثل زغلول النجار؟، وحين تحدث الدكتور خالد منتصر على نهج طه حسين خرجت الثعابين من الجحور.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

لن الغي عقلي ابدا لا امام الله ولا امام القران ولا الانجيل ولا التوراه .....

عدد الردود 0

بواسطة:

الفقير عبد الله

المستفيدون من الجهل والغفلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة