سعيد الشحات

«المذكرات» لـ«بيرم التونسى»

السبت، 06 يونيو 2015 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو «الغريب»، هو فى مصر تونسى، رغم أنه مولود بحى الأنفوشى الشعبى فى الإسكندرية، وفى فرنسا هو مجرد أجنبى غامض، وفى تونس هو مصرى وأحيانًا تركى، هو المعارض للملك فؤاد، المادح لابنه فاروق، وهو المحب للوفد وزعيمه سعد زغلول، المخذول من سعد وخليفته النحاس، وعلى الرغم من هذه الغربة، لا يبدو أن بيرم قد شعر فى داخله بالاغتراب فى أى من الأماكن التى ترفضه أو تهمله.

هكذا يلخص الكاتب والروائى الجميل عزت القمحاوى قصة حياة «بيرم التونسى»، ولا يحتاج «بيرم» إلى تعريفه بـ«الزجال» أو «الصحفى» أو «مؤلف الدراما والمسرح»، أو «المناضل»، أو «شاعر الأغنية» فهو كل هذا، ويزيد عليه أنه صاحب سيرة حياة متفردة فى آلامها وآمالها، فقصة حياته دراما بامتياز، بما حملته من اضطهاد سلطة، وما جلبته من نفى، وحرمان أسرة، وجوع، وتشرد، وتصعلك، وإبداع، وكل هذا نقرأه فى كتاب «المذكرات» الصادر عن قطاع الثقافة بمؤسسة «أخبار اليوم».

كتاب «المذكرات» هو باكورة إصدارات القطاع الذى يشرف عليه عزت القمحاوى، وكم هو عظيم أن تعمل مؤسسة صحفية بحجم «أخبار اليوم» للثقافة قطاعًا، فى زمن تتضاءل فيه نظرة مؤسسات صحفية أخرى للثقافة والفكر، بالرغم من أن معركتنا الأساسية مع الإرهاب والظلام إن لم نقف على أرضية الفكر والثقافة باستنارة فلن نربحها، وتعد مسألة النشر بما تحتويه من مضامين مهمة وبأسلوب جذاب هى قاطرة تدفع إلى كسب الجمهور فى صف التقدم والعقل، وجاء كتاب «المذكرات» بهذه المعايير، ففوق أنه يتناول سيرة مبدع عظيم، جاء ككتاب «جيب» يمكنك أن تضعه وبكل سهولة فى جيبك ثم تخرجه لقراءته.

«المذكرات»- كما يقول «القمحاوى» فى مقدمته- عبارة عما نشره «بيرم» على ثلاث دفعات، اثنتان منهما فى الصحف التونسية فى ثلاثينيات القرن العشرين، والثالثة كتبها فى مصر عام 1961، والدفعة الأولى منها نشرها كسلسلة من المقالات تحت عنوان «مرسيليا» مع مقال آخر بعنوان «باريس»، ونشرها فى جريدة «الزمان» التونسية التى تولى رئاسة تحريرها عام 1933، وهذه المقالات أقرب إلى أدب الرحلات، إذ يتحدث فيها عن مشاهداته وعما أعجبه وما لم يعجبه، والدفعة الثانية «مذكرات المنفى»، وينطبق عليه وصف السيرة الذاتية، ويسرد فيه تغريبته فى فرنسا وأيام الشقاء منذ صعوده إلى سفينة المنفى، ونشرها فى شكل مقالات فى صحيفتى «الشباب» و«السردوك» عام 1936.

والنص الأخير «مذكراتى» كتبه فى بداية ستينيات القرن الماضى، وتعرض فيه إلى أصل أسرته وحياته الأدبية والسياسة.. يتبع








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

هالة حبيبتي>

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة