نقلا عن اليومى..
ما يحدث الآن فى الساحة الرياضية هو التوصيف الحقيقى لمعنى الانفلات، لمعنى المهزلة، لمعنى رغبة الجميع فى عدم تحمل المسؤولية، ما يحدث الآن تعبير حقيقى عن الزمن الذى نعيشه، الزمن الذى يقرر فيه بعض المتصدرين للمشاهد الإعلامية والرياضية أن يحققوا كل مصالحهم على جثة هذا الوطن، أو حتى آخر نفسه فى جسد هذا الوطن.
الساحة الرياضية الآن مشتعلة بسبب خلافات الأهلى والزمالك، وخلافات الآهلى والزمالك للأسف هذه المرة لم تأت من قبل جمهور يمكننا أن نصفه بأنه متحمس أو خارج عن شعوره أو متعصب، ولكن شراراتها خرجت من داخل مجالس إدارات لأندية كرة واتحاد، تضم أسماء كبرى يخرج الواحد فيهم على الفضائيات ليعظنا وينصحنا عن الظرف الصعب الذى تعيشه مصر، ويطلب من الشعب الصبر، لأن البلد تعيش ظرفا استثنائيا فى مواجهة الإرهاب وظرفا استثنائيا على حسب الوضع الاقتصادى، بينما هم أنفسهم لم يقدروا هذا الظرف الاستثنائى وانطلقوا يهدرون وقت الوطن فى معاركهم الشخصية بإفساد ما هو رياضى وما هو سياسى أيضا.
مباراة كرة قدم أشعلت الساحة قبل أن تطأ أقدام اللاعبين الأرض، أعضاء مجلس إدارة اتحاد لكرة القدم ليسوا على قدر المسؤولية، وأعضاء مجالس إدارة فى الأهلى والزمالك خرجوا على الفضائيات يتراشقون بألفاظ أقل ما يقال أنها قبيحة، تشعل غضب الجماهير وتنشر الفتنة، وكأن كل الدماء التى سالت لا تعنيهم فى شىء، الأهم صورتهم، والأهم مصالحهم.
اتحاد الكرة صامت وعاجز، ومجلس إدارتى الأهلى والزمالك ينقلون المشكلة من ساحة الرياضة والألفاظ سيئة السمعة إلى ساحة التخوين وإرهاب الدولة بالتهديدات والبيانات، وكأن أحدهم لا يحب هذا الوطن الذين يدعون أنهم يدافعون عنه.
الآن تتعالى الأصوات بتدخل الدولة، بعضهم يطالب بقرارات حاسمة لإقالة اتحاد الكرة، وإعفاء أعضاء مجالس إدارة الأهلى والزمالك من منصابهم عقابا على الفشل والعبث، ونفس الأصوات التى تطالب الدولة بالتدخل، تعلم يقينا أن تدخل السلطة التنفيذية فى الشأن الرياضى ربما يسبب أزمة لكرة القدم المصرية، وبعض الأصوات التى تطالب الدولة بالتدخل هى نفسها التى تلوم الدولة على تدخلها فى كل شىء، ويصفون السلطة أنها ترغب فى الاستحواذ على كل شىء، هم الآن يطالبون بمنع شخصيات معينة من الظهور التليفزيونى، وإذا فعلت الدولة يقولون إنها تتدخل فى شؤون الإعلام.
الدولة من حقها التدخل لبسط الهدوء بالقانون، الدولة يجب أن تتخذ خطوات لإعلام هؤلاء الذين يعبثون بسلامها ويكدرون سلمها العام بأنهم أشخاص مرغبون، الدولة يجب أن تنتقل من صفوف المتابع المتردد، خشية أن يتم اتهامه بالرغبة فى السيطرة إلى خانة الفعل، أعلموا كل متلاعب بمقدرات هذا الوطن، أنه غير مرغوب فيه، أعلموا كل مسؤول قصر فى وضع الحسابات الصحيحة فى التعامل مع هذه المباراة بأنه مقصر يستحق الحساب.. ومصر من وراء القصد.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يرد على فهمى هويدى: سقوط كاتب كبير فى بئر مقال هش.. يستنكر على الإمارات إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب.. ويسأل قادتها: لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟
- ابن الدولة يكتب: الانتخابات على الأبواب.. والأحزاب فى غياب.. هل استغلت الأحزاب موسم تأجيلات الانتخابات فى إعداد القوائم والاقتراب من الشوارع؟
- ابن الدولة يكتب: درس مكافحة الإرهاب من مصر.. الولايات المتحدة تقود تحالفا منذ شهور يعجز عن مواجهة «داعش».. والرئيس السيسى حذر مبكراً دول العالم من خطر يهدد الجميع
