د. عبد الله المغازى

حقيقة المشهد السياسى فى مصر

الجمعة، 14 أغسطس 2015 11:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسيطر الآن على المشهد السياسى الحالى فى مصر حالة من الضبابية الشديدة والارتباك غير المبرر سواء على مستوى التحالفات السياسية أو الأحزاب السياسية مهما كان حجم تلك الأحزاب وخبرتها وقوتها فى الشارع المصرى، ولا أشعر بجدية من الأحزاب السياسية لمحاولة المشاركة فى بناء مستقبل مصر الحديثة وإن حاول بعض هذه الأحزاب جذب العديد من الشخصيات العامة التى لها تأثير فى دوائرها فى محاولة مستميتة حتى تظهر الأحزاب بشكل قوى لادعائها بأنها متصلة بالشارع المصرى، دون النظر والبحث عن خلفيات تلك الشخصيات التى تنضم لتلك الأحزاب ومدى وطنيتيها وانتمائها للأحزاب أو على الأقل انتماؤها لمصلحة الوطن وهذا لايقلل من وطنية بعض هذه الشخصيات.

حقًا أن المشهد السياسى المصرى يحتاج إلى مراجعة من كل الطوائف من أبناء الشعب المصرى دون النظر للمصالح الشخصية والحزبية الضيقه وبخاصة الأحزاب المصرية وهى المعول عليها لتخريج القيادات السياسية ذات الطابع السياسى لأن مصر المستقبل التى نطمح إلى بنائها بأيدى أبنائها تحتاج إلى كتلة صلبة تنكسر عليها كل المؤامرات التى يمكن أن تحاك بالدولة المصرية وهذه الكتلة ممكن أن تتمثل فى انتخاب مجلس شعب قوى لأن انتخاب هذا فى حقيقته ضرورة للتأكيد على قدرة الدولة المصرية على إنشاء وتكوين مؤسساتها العريقة.

لذلك فإن عدم قدرة البعض من أبناء التيار السياسى فى مصر على قراءة المشهد بطريقة واضحة وصحيحة سيجعل من القائمين على الأمر فى مأزق حقيقى، حيث إن ما تمر به مصر من ضعف شديد فى أداء الأحزاب السياسية وعدم القدرة على تكوين كيانات سياسية قوية تجذب رجل الشارع البسيط ولذلك فإن الحديث عن الانتخابات يجب أن يكون من خلال أفراد لديهم مقدرة على دراسة الوضع السياسى فى البلاد ومعرفة كتالوج الانتخابات وكيف ينجح أصحاب الخبرة فى الانتخابات .

ويتضح لنا أن ضعف الأحزاب والسبب الرئيسى فى مشاكلها يبدأ من صراعاتها الدائمة سواء كانت صراعات داخل الحزب الواحد أو بين التحالفات الحزبية وتبين ذلك بوضوح داخل أحد الأحزاب والتى تمثل أقدم الأحزاب تاريخيًا وتواجدًا فى الحياة السياسية إلا أنه نتيجة للصراعات المتكررة أصبحت تلك الأحزاب مهددة بالمزيد من التخبط والفشل فى القيام بدورها فى ممارسة الحياة السياسية رغم أن خبرة الكثير من أعضائها قد تمثل الأمل فى وجود ممثلين سياسين حقيقيين وتمثيل قطاعا مهمًا من الشارع المصرى ويمكن أن يكون مرآة المجتمع حاليًا بكل مشاكله وإيجابياته، ولكن للأسف أن تقديم المصالح الشخصية لبعض القائمين على الأحزاب دون النظر لمصلحة الوطن هو ما يجعلنا جميعًا فى هذا الموقف الصعب، وتفتقد الأحزاب فى مصر فى أغلبها عدم اتصالها بالشارع والاكتفاء بالغرف المغلقة وعدم التواصل مع الناس لمعرفة ما يحتاجه الشارع، وعندما نتحدث عن التحالفات الحزبية فهى أكثر فشلاً وتخبطًا لأنه لم تكن تلك التحالفات قائمة على مصلحة الوطن وإنقاذها من انهيار الحياة السياسية وإنما فى أغلبها على سياسة اقتسام الكعكة، والدليل على ذلك النتيجة التى وصلت إليها مصر الآن وهى فى الحقيقة جرس إنذار شديد لفشل جميع التحالفات التى تكونت فى مصرفى الفترة الماضية رغم أنها ضمت بعض الشخصيات العامة والتى تتمتع بسمعة طيبة لكن لأن تلك التحالفات كان البعض منها يتحكم فيها المال والبعض يتحكم فيها المصالح الشخصية ممن ينتج عنة فشل واضح فى النتائج، لأن ممارسة الحياة السياسية والوصول للشارع المصرى لمحاولة إقناعه بتمثيله فى البرلمان القادم لن يكون سهلاً لكنها للأسف مجرد توقعات للتحالفات من داخل الغرف المغلقة دون التواصل مع واقع الأرض فى الحياة الانتخابية لأن نجاح أى قائمة حزبية مهما كان بها من شخصيات عامه إلا أنه يجب أن تكون لتلك الأحزاب أو التحالفات اتفاقات مع مستقلين أقوياء فى دوائرهم حتى يستطيعوا خدمة تلك الاحزاب أو التحالفات وحمايتها من الانهيار والفشل السياسى وذلك لأن الشخصيات التى تعتمد عليها تلك الأحزاب مهما كانت تتمتع بسمعة طيبة وشو إعلامى إلا أنها ليس لها مكانة على أرض الواقع الانتخابى.. حمى الله مصر وشعبها تحيا مصر.. تحيا مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمد

مصر المستقبل

عدد الردود 0

بواسطة:

omar

هل تعود الاحزاب

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

خطورة البرلمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة