سعيد الشحات

سنغافورة وإن طال الانتظار

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا فى تجربة سنغافورة كى نستفيد منها؟ أطرح السؤال بمناسبة زيارة رئيسها «تونى تان» إلى مصر، وتأتى بعد زيارة رئيسنا عبد الفتاح السيسى إليها فى شهر أغسطس من العام الماضى.
 
«العلم» هو سر تجربة سنغافورة التى تعد من أعلى بلاد العالم دخلا للفرد، وبالرغم أن مقومات التقدم لم يكن متوفرا لها حين استقلت عن ماليزيا عام 1965، إلا أن رئيسة وزرائها وقتئذ «لى كوان يو» قررت أن تذاكر كتلاميذ المدرسة لتنجح بتفوق، وليس فى هذا الوصف مبالغة، ففى مذكرات «لى كوان يو «يقول» لم نكن نعرف الكثير عن كيفية الحكم، أو عن أساليب حل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية العديدة، لم نكن نملك سوى رغبة ملهوفة لتغيير مجتمع غابت عنه العدالة والمساواة وتوجيهه نحو الأفضل، وتعلمنا ونحن فى السلطة، وتعلمنا بسرعة، وإذا كان هناك صيغة واحدة لنجاحنا فهى الدراسة المستمرة لكيفية جعل الأمور تسير، أو تحسن سيرها».
 
يضيف كوان يو: «لقد فضلت على الدوام الاستفادة من التجارب والدروس التى دفع ثمنها الآخرون، والتعلم من خبرات الدول التى سبقتنا، وقابلت العديد من الزعماء الأجانب المقتدرين الذين تعلمت منهم لأضيف إلى فهمى للعالم، لقد اهتديت دوما بنور العقل والواقع».
 
هكذا ذاكر رائد تجربة سنغافورة تجارب الدول الأخرى، والمفارقة أن مصر كانت واحدة من دروس مذاكرته، فبعد استقلالها بلاده جاء إلى مصر، وذهب إلى القلاع الصناعية فى القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وكفر الدوار، وانبهر بالبرامج الطموحة للتصنيع، وطالب بإمداده بالفنيين والمهندسين والأطباء والخبراء المصريين للاستفادة منهم فى برامج مماثلة سيطبقها فى بلاده، وأعلن الرئيس جمال عبدالناصر أن بعثة مصرية ستزور سنغافورة الصديقة للوقوف على الوسيلة المناسبة، للمساهمة فى إمدادها بالاحتياجات الفنية والثقافية.
 
قدمنا المساعدة وتقدمت هى وتأخرنا نحن، فلماذا؟ قبل 4 سنوات سمعت الإجابة من العالم المصرى الأمريكى العالمى الدكتور طلال عبد المنعم واصل الذى بح صوته للفت نظرنا بعد ثورة 25 يناير إلى هذه التجربة وغيرها لدراستها، مؤكدا أن سنغافورة قررت أن تتقدم فى الابتكار والتطوير والبحث، وبعد دراسات عميقة حددت ثلاثة مجالات لتقدمها، بالإضافة إلى مجال البحث للتطوير العسكرى، وهى «علوم الحياة» و«التكنولوجيا النظيفة» و«التكنولوجيا الرقمية»، وأسست البنية اللازمة ومراكز البحوث واختيار العلماء، وعلى سبيل المثال يوجد أكثر من 7 آلاف باحث يحملون الدكتوراة فى «علوم الحياة» يتجمعون فى المدينة العلمية الخاصة بهذا المجال.. يتبع. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة