بالصور.. "عم عزت" آخر عازفى فرقة حسب الله.. 50 سنة خدمة فى شارع محمد على وآخرتها أوضة متر فى متر.. عازف "الطرومبيطة" رفض مفارقة الشارع رغم انتهاء الزمن الذهبى للفرقة فى عصر "الدى جى"

الجمعة، 18 نوفمبر 2016 05:58 م
بالصور.. "عم عزت" آخر عازفى فرقة حسب الله.. 50 سنة خدمة فى شارع محمد على وآخرتها أوضة متر فى متر.. عازف "الطرومبيطة" رفض مفارقة الشارع رغم انتهاء الزمن الذهبى للفرقة فى عصر "الدى جى" عزت الفيومى آخر فرد بفرقة حسب الله
كتبت إلهام زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عم "عزت الفيومى" آخر فرد من فرقة حسب الله وما تبقى من روائح زمن الفن الجميل، ذاع صيته واشتهر بين الكثير من القنوات الفضائية وصفحات الجرائد، على اعتباره آخر فرد من ورثة حسب الله، لكن هناك جانبا مظلما فى حياة عم "عزت" لم يكشف عنه سوى لـ"اليوم السابع"، حيث قادنا فى رحلة إلى عالمه الخاص، وأخدنا معه إلى حياته الشخصية وتجربته الخاصة مع الفرقة، بداية من تأسيسها وما وصل إليه بعد 50 سنة خدمة فى شارع محمد على.

 

عزت الفيومى أخر جنود فرقة حسب الله
عزت الفيومى آخر فرد بفرقة حسب الله

عم "عزت" من أبناء مدنية شبين القناطر، ولد فى أسرة متوسطة الحال، ومنذ نعومة أظافره خرج سعياً وراء لقمة العيش، التحق بعدد من الفرق الموسيقية التى كنت تتجول بين المحافظات والموالد والحفلات وتعلم منهم العزف الموسيقى على آلة "الطرومبيطة"، ومنذ ذلك وجد نفسه وحلمه مع هذه الفرقة ولم يتخذ لنفسه سبيلا غير الفن.

 

عم عزت يلعب بالطرومبيطة
عم عزت يلعب بالطرومبيطة

 

يحكى "عزت" لـ"اليوم السابع" أنه نزل إلى القاهرة عام 1965 متجهاً إلى شارع محمد على لاستكمال مشواره الفنى فى قلعة الفن والفنانين آنذاك، وهناك استأجر غرفة فى أحد البيوت القديمة التى كانت تسكنها العديد من راقصات الزمن القديم، واللاتى لم يعد لهن وجود اليوم، فمنهن من اشتهرت وانتقلت إلى المدن الجديدة ومنهن من اعتزلت الفن والشارع بأكمله حتى تتخلص من وصمة عار شارع محمد على التى كانت تلحق بها وبعائلتها دوماً.

 

عم عزت يمسك بعصا الطرومبيطة
عم عزت يمسك بعصا الطرومبيطة

 

قسم "عزت" عرفته الصغيرة إلى نصفين، فعند دخولنا من باب الغرفة وجدنا على اليمن ستارة مهلهلة تفصل "الحمام" عن باقى الغرفة، وفى اليسار بعض الكراكيب والكراتين وآلات العزف التى يستخدمها فى عمله، وسريرا صغيرا فوقه مرتبة جاء الزمن عليها مثلما جاء على صاحبها، تعلوها بعض الملابس المتسخة وأمام السرير حبل غسيل ينشر عليه ملابسه بعد تنظيفها، أما جدران الغرفة فتساقط طلاؤها، ويسكنها العنكبوت، يعيش عزت فى هذه غرفة وطول مدة وجوده بالقاهرة.

 

حبل غسيل في منتصف الغرفة لتجفيف ملابسه عليها
حبل غسيل فى منتصف الغرفة لتجفيف ملابسه عليها

 

ستارة تفصل الحمام عن باقي الغرفة
ستارة تفصل الحمام عن باقى الغرفة
 

استكمل "عزت" حديثه قائلا: "التحقت بفرقة حسب الله عندما كانت تتكون من 24 عازفا غير الراقصة والمضحك والمغنى، وكان قائدها الذى سميت الفرقة على اسمه أحد حرس قصر عابدين، وبدأت معهم بالسافر من محافظ إلى أخرى ومن موالد إلى فرح إلى مراسم عزاء، وكنت يوميتنا ما بين 15 إلى 25 قرشًا".

 

وأضاف "عزت": "كانت حياتنا نحسد عليها، لأن صيتنا ذاع فى عالم الفن وبدأت تنهال علينا الأعمال الفنية التى اشتركنا فيها بالفرقة مع كبار الفنانين، منهم الزعيم عادل أمام فى فيلم (الحرامى، الواد محروس بتاع الوزير)، واشترك مع الفنانة الكبيرة نادية الجندى فى (المدبح، الإمبراطور، الباطنية، بمبة كشر)، ومع الساحر محمود العزيز فى (الجنتيل)، وغيرها من الأعمال الفنية".

 

أحدى شبابيك منزلة تطل على مقلب زبالة
أحد شبابيك منزله تطل على مقلب زبالة

صورة أخرى لحبل الغسيل

صورة أخرى لحبل الغسيل

 

عزت على سلالم منزله 2
عزت على سلالم منزله
 
وقال عزت: "اليوم مع تغيير الزمن واختلاف الأذواق واعتماد الناس فى حفلاتهم ومناسبتهم على الفرق الكبيرة والـ دى جى لم يصبح لنا مكان، فبين الحين والآخر ما يطلبنا شخص لعمل زفة فرح تتميز بالطابع القديم، بالإضافة إلى إحيائنا معظم الموالد والمناسبات الدينية".
 
عزت يمسك بالكاسات النحاس أحدى الالات الموسيقى لافراد أسرته
عزت يمسك بالكاسات النحاس أحدى الآلات الموسيقى لأفراد الفرقة

منزل عم عزت

منزل عم عزت
 

وأضاف: "لم يتبق من الفرقة سوى 5 أفراد عازفين، جميعهم من ساكن المحافظات، يعملون بالنقاشة، ويجتمعون فقط عندما يطلبهم أحد لإحياء أى من المناسبات، جميعهم فوق السن ولا يطمحون فى أى تطور يلحق بالفرقة"، ويعلم عزت جيداً أنه عندما يتوفاه الله سوف يتوقف هنا تاريخ فرقة حسب الله.

أحدى شبابيك منزلة تطل على مقلب زبالة
أحدى شبابيك منزله تطل على مقلب زبالة

عزت على سلالم منزله

عزت على سلالم منزله









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة