سعيد الشحات

فريد الأطرش وبداية الرحلة «2»

الإثنين، 08 أغسطس 2016 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«قبل أن ينتهى عام 1923 بأيام قليلة، وصلت إلى القاهرة سيدة شامية تسحب فى يديها صبيين وفتاة صغيرة وقليلا من المتاع، كانت تلك السيدة علياء حسين المنذر، درزية لبنانية تحمل الجنسية السورية، وكان الأطفال هم فؤاد وفريد وأمل، أبناء فهد بن فرحان إسماعيل الأطرش، ابن عم سلطان باشا الأطرش قائد ثورة جبل العرب «1922-1925»، لتعم سوريا قبل ذلك بعام واحد.

هكذا يكتب الدكتور نبيل حنفى محمود الفنان فى مفتتحه لكتاب «فريد الأطرش ومجد الفيلم الغنائى»، فهو يمسك عالم الفنان الكبير من وقت مجيئه إلى القاهرة مع أسرته اللاجئة، ومن الوقت الذى عبرت فيه السيدة علياء وأبناؤها ميدان باب البحر «رمسيس حاليا»، حيث أقاموا فى أول مسكن لهم بالقاهرة، ففى هذه اللحظات لم تكن تعلم أن صغيرها «فريد» سيكون واحدا من الأحداث المهمة فى تاريخ الغناء العربى.

يطل مؤلفنا سريعا على السنوات الأولى من حياة فريد الأطرش، وبالرغم من أن المعلومات الخاصة ببدايات فريد معلومة، إلا أنه من المهم إعادة قراءتها فى ضوء السياق العام للكتاب وموضوعه الأصلى، فالمؤلف لا يقدمها من باب التسلية بمعرفة حياة النجوم، وإنما يقدمها لمعرفة كيف أثرت على فريد فيما بعد وفى عز نجوميته، وفى هذا السياق يؤكد نبيل حنفى محمود، على أن فريد قضى مع أسرته بالقاهرة سبعة أعوام متنقلا بين أحياء باب البحر وغمرة، ومتلقيا العلم فى مدارس الفرير بالخرنفش والبطريركية للروم الكاثوليك بحى الظاهر، وإزاء ما تعرضت له الأسرة من حاجة بعد نفاذ مدخراتها وانقطاع مدد الأهل، عمل فريد موزعا للإعلانات والمشتريات فى محلات بلاتشى بالموسكى بعد انتهاء الدراسة، وذلك إضافة إلى تلقيه دروسا فى عزف العود والغناء على يد والدته وبعض كبار الملحنين مثل داود حسنى وفريد غصن.

ظهرت مواهب الفتى فى العزف على العود والغناء فى سهرات للأسرة ودروس التراتيل الكنسية بمدارس الفرير والبطريركية، وبين حين وآخر كان يقدم وصلات غنائية فى محطات الإذاعة الأهلية، حتى كان حفله الأول فى مساء السبت 19 يوليو 1930 فى تياترو برنتانيا بشارع عماد الدين، وكان ذلك بمبادرة من أبناء الجالية السورية فى القاهرة لمساعدة أسرة فريد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة