سعيد الشحات

عمرو موسى بين وزراء خارجية مصر - 3

الخميس، 05 أكتوبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياق التاريخى والسياسى الذى عمل فيه وزراء خارجية مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952، يضىء لنا الطريق لنعرف، من كان فيهم الأكفأ؟ ومن كان فيهم الأمهر؟ فحين خاضت مصر مباحثاتها بعد الثورة لجلاء الإنجليز عن مصر، كان للدكتور محمود فوزى وزير الخارجية بصماته الواضحة فى توقيع اتفاقية الجلاء عام 1954، وقاد الدبلوماسية المصرية فى المحافل الدولية مع قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس الذى أدى إلى قيام العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» على مصر يوم 29 أكتوبر عام 1956، وكان أداء الدبلوماسية المصرية باهرا أثناء فترة العدوان، وذلك بالتحرك فى مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة وبين القطبين الرئيسيين للعالم، أمريكا والاتحاد السوفيتى، وبين زعماء العالم المؤثرين فى هذا الوقت مثل نهرو وتيتو، وذلك حسبما تؤكد الوثائق التى ظهرت فيما بعد عن هذه الأحداث التى أثرت على مجريات القرن العشرين فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وصنعت لمصر موقع الريادة عربيا وأفريقيا ولدول العالم الثالث.
 
شهدت هذه المرحلة أيضا قيادة مصر والهند ويوغسلافيا لكتلة عدم الانحياز، ومساندتها الهائلة لحركات التحرر العربية وفى دول العالم الثالث، مما أدى بمصر إلى أن تكون رائدة فى محيطها الإقليمى والعالم الثالث وقتئذ، وبطبيعة الحال فإن الدبلوماسية المصرية لعبت دورها الكبير ضمن أداء جماعى مع باقى أجهزة الدولة المعنية، غير أن هذا الدور نشط على أرضية أفعال حقيقية على الأرض جعلت من مصر جاذبة للجميع، ومن هنا فإن اسم الدكتور محمود فوزى كوزير للخارجية لسنوات طويلة كان له بريقه الهائل، فالسياسة الخارجية وإن كان محسوب صنعها لرئيس الجمهورية، إلا أن وزير خارجيته هو الذى ينفذ وهو الذى يناقش الرئيس فيها، وهو الذى يكون رسوله فى مجاله إلى باقى قادة العالم.
 
هذه المحطات التاريخية التى مضى عليها سنوات طويلة، كان من مهندسيها العظام الدكتور محمود فوزى وزير الخارجية المعروف بسعة إطلاعه وقراءته فى كل المجالات، وكان أديبا فى كتاباته باللغتين العربية والإنجليزية، وكان مفاوضا من الطراز الأول بشهادة السفير عبدالرؤوف الريدى، وحاصل كل ذلك أوصاف أطلقها عليه البعض مثل «أبوالدبلوماسية المصرية» و«سندباد الدبلوماسية المصرية» و«مهندس السياسة المصرية».
 
وبعد فوزى جاء محمود رياض الذى أصبح وزير للخارجية من عام 1964 حتى عام 1972، أى أنه كان يقود الدبلوماسية المصرية فى الفترة العصيبة التى عاشتها مصر أثناء هزيمة 5 يونيو 1967 والمرحلة التى تلتها، وفى مذكراته تظهر عظمته فى موضوعيته وسرده للأحداث بأمانة وإلقائه الضوء على كيف يكون عمل وزير الخارجية فى وسط الأزمات الدبلوماسية الحادة، وفى هذه المذكرات لا يطرحه نفسه عنتريا، لكننا نجد رجلا يناقش رئيسه جمال عبدالناصر، ويستمع له الرئيس باهتمام، لينتهى الأمر إلى توجهات وإجراءات متفق عليها فى السياسة الخارجية.
 
فى خلال السنوات الماضية نشط خصوم هذه التجربة فى تشويهها بالادعاءات والتزييف، وطال هذا الأمر محطات الانتصار وما فعلته الدبلوماسية فيها، وكذلك ما فعلته فى محطات الهزيمة، مما ساعد على أن يصل الأمر فى نهاية المطاف إلى القفز بعمرو موسى إلى درجة أنه الأهم من فوزى ورياض، وهذا فيه تعسف تاريخى بالغ ليس ضد الاثنين وفقط، وإنما ضد وزراء آخرين بقيمة إسماعيل فهمى، ومحمد إبراهيم كامل، وقراءة مذكراتهما تؤكد أننا أمام دبلوماسيين من العيار الثقيل لم يصنعهما الإعلام، ولم يدعيا فيها البطولة حين تقدما باستقالتهما للسادات.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مخالفه

مخالفه جسيمه قد قام بها عمرو موسي يجنيها الان ... عمرو موسي الشخصيه التي كانت محبوبه للشعب كله من عشرين سنه ... وايمنا كانت اغنية بحب عمرو موسى وبكرة إسرائيل ..ايه ........ ايه الي حصل .... مخالفه ... كان لازم يعوم ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة