بعد استقالة الحريرى.. "حزب الله" أداة الخراب الإيرانية بالشرق الأوسط.. شكل جناح سياسى لبسط نفوذ إيران بلبنان ونفذ حروبها بالوكالة فى المنطقة..طهران أسست الجماعة المسلحة لمضايقة إسرائيل ووجهت نيرانها لصدور العرب

السبت، 04 نوفمبر 2017 06:00 م
بعد استقالة الحريرى.. "حزب الله" أداة الخراب الإيرانية بالشرق الأوسط.. شكل جناح سياسى لبسط نفوذ إيران بلبنان ونفذ حروبها بالوكالة فى المنطقة..طهران أسست الجماعة المسلحة لمضايقة إسرائيل ووجهت نيرانها لصدور العرب الأمين العام لحزب الله وحسن روحانى
كتب: محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادة ما تحيط اتهامات الحرب بالوكالة وإثارة الفتن والمؤامرات لزعزعة أمن واستقرار الوطن العربى، بجماعة "حزب الله" المسلحة، المدرجة كمنظمة إرهابية على قوائم العديد من المنظمات والدول العربية والدولية، وتجدد الهجوم والاتهامات للجماعة اللبنانية المسلحة، مرة أخرى، مع استقالة رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، الذى أكد أن "حزب الله"، ذراع إيران وسلاحها الموجه إلى صدور العرب، والساعية من خلاله لذرع الفتن وتدمير المنطقة العربية.

"حزب الله" - وهو جماعة شيعية إسلامية مسلحة، مقرها لبنان، وجناحها السياسى، حزب كتلة الوفاء للمقاومة، فى البرلمان اللبنانى، وترأسها حسن نصر الله، أمينها العام، منذ عام 1992 – تأسس فى أوائل ثمانينات القرن الماضى، كجزء من المساعى الإيرانى لتجميع مجموعة متنوعة من الجماعات الشيعية اللبنانية المسلحة تحت سقف واحد، ورغم محافظته لثلاثة عقود على تركيزه الوحيد كمجموعة عسكرية لبنانية تحارب إسرائيل، لكن مع التغيرات التى طرأت على منطقة الشرق الأوسط باندلاع نزاعات ليست على علاقة بإسرائيل، تغيرت كذلك أولويات حزب الله فى المنطقة.

 

حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله



 

حزب الله أسس جناح سياسى للمشاركة فى السلطة اللبنانية

ولم تتخذ تلك الجماعة - المحسوبة على إيران، كوكيل مسلح لها فى المنطقة العربية - شكلًا واضحًا سواء كانت حزب سياسى شرعى، أو جماعة إرهابية، أو حركة مقاومة، أو مزيجًا من كل هذا، وعلى الرغم من ذلك فإن التصنيف الذى توافق عليها كلًا من "الجامعة العربية، والولايات المتحدة، وفرنسا، ومجلس التعاون الخليجى، وكندا، واليابان، وهولندا، وإسرائيل"، هو أن حزب الله، منظمة إرهابية، كما حظر الاتحاد الأوروبى، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، الجناح العسكرى لحزب الله، كمنظمة إرهابية، مع التمييز مع الجناح السياسى لحزب الله، بينما اعتبرته روسيا، منظمة اجتماعية وسياسية مشروعة، هذا فى الوقت الذى لا تزال جمهورية الصين الشعبية، محايدة، وتجرى اتصالات مع حزب الله.

ولجماعة إيران المسلحة، دور بارز فى الحياة السياسية اللبنانية، إلى جانب دورها المسلح أيضًا، حيث شارك جناح الجماعة السياسى، فى تشكيل حكومة وحدة وطنية، عام 2008، وحصل حزب الله، وحلفائه المعارضون، على 11 مقعدًا من ثلاثين مقعدًا، مما يمنحهم حق النقض، وفى أغسطس 2008، وافقت الحكومة اللبنانية الجديدة، بالإجماع، على مشروع بيان سياسى اعترف بوجود "حزب الله" كمنظمة مسلحة، ويضمن حقه فى "تحرير الأراضى المحتلة أو استردادها"، كما أن رئيس الجمهورية الحالى، العماد ميشال عون، هو أحد أبرز حلفاء جماعة حزب الله، ولم يكن الدور السياسى للجماعة اللبنانية المسلحة، هدفه المشاركة فى السلطة اللبنانية، بل ممارسة الدور الأكبر والأهم وهو المساهمة فى بسط نفوذ إيران على الشأن الداخلى اللبنانى، وتعظيم تأثيرها بشكل كبير على الحياة السياسية اللبنانية.

 

أسلحة حزب الله المتطورة فى الأراضى اللبنانية

 

"حزب الله" صاحب دور بارز فى حروب إيران بالوكالة بالمنطقة العربية

ولكن "حزب الله"، لم يقتصر دوره على الداخل اللبنانى فقط، بل وسع من نطاق عملياته بسرعة، عن طريق إرسال مقاتليه إلى سوريا، وعشرات العسكريين المدربين إلى العراق، كما دعم الانقلابيين فى اليمن، هذا إلى جانب مساعدته فى تنظيم مجموعة من المقاتلين المسلحين من أفغانستان الذين يمكنهم القتال فى أى مكان تقريبًا، ونتيجة ذلك لم يصبح "حزب الله" فقط قوة فى حد ذاته، لكنه بات أحد أهم أدوات إيران - الراعى الأول له - فى سعيها الحثيث إلى السيادة بالشرق الأوسط.

واللافت للنظر هنا من واقع خريطة الصراعات والنزاعات بالمنطقة العربية، أن حزب الله، منخرط فى كل قتال تقريبا يهم إيران، والأهم أنه ساعد فى تجنيد وتدريب وتسليح طيف من المليشيات المسلحة الجديدة التى تخدم أيضا أجندة إيران فى المنطقة.

 

عناصر حزب الله

 

سعد الحريرى: "حزب الله" سلاح إيران الموجه إلى صدور العرب

و"حزب الله"، الذى تأسس بتوجيه من طهران فى 1980 كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب لبنان، أصبح نموذجا لشكل المليشيا التى تدعمها إيران فى المنطقة، حيث تطور ليكون ذراعا للحرس الثورى الإيرانى، فأصبح النسيج الذى يربط الشبكة المتنامية من المليشيات القوية، ويعتمد عليهم قادة إيران بشكل متزايد للسعى وراء أهدافهم.

ولم تكن تلك الاتهامات الموجهة لإيران، وحزب الله، محض خيال أو افتراء، بل أكدها أيضًا، رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل، سعد الحريرى، فى خطاب إعلان استقالته، حيث قال، إن "إيران ما تحل فى مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها فى الشئون الداخلية للبلدان العربية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن"، مضيفًا "خلال العقود الماضية استطاع حزب الله - للأسف - فرض أمر واقع فى لبنان بقوة سلاحه التى يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين".

وقال رئيس الوزراء اللبنانى السابق، سعد الحريرى، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، إن أيدى إيران فى المنطقة ستقطع، بسبب توغلها فى شئوننا الداخلية، وتفاخرها بتدخلها فى بعض العواصم العربية، وشدد على أن الشر الذى ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها، مضيفًا فى خطاب الاستقالة، إن لإيران رغبة جامحة فى تدمير العالم العربى، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربى، معربًا عن خشيته من التعرض للاغتيال، قائلًا "لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة".

 

 

رئيس الوزراء اللبنانى السابق سعد الحريرى

 

تقارير: شبكة ميلشيات "حزب الله" غيرت وتيرة النزاعات فى الشرق الأوسط

وفى تقرير سابق، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية – نشرته نهاية شهر أغسطس الماضى – أشار إلى أن إيران، وحزب الله، يجاملان بعضهما، فكلاهما قوة شيعية فى جزء من العالم أغلبيته من المسلمين السنة، وبالنسبة لإيران الفارسية، فإن حزب الله، ليس فقط قوة عسكرية، لكن قادته ومقاتليه الذين يتحدثون اللغة العربية يمكنهم العمل بسهولة فى العالم العربى، أما بالنسبة لحزب الله، فإن التحالف مع إيران يعنى المال لتسيير شبكة الخدمات الاجتماعية الموسعة فى لبنان من مدارس ومستشفيات وقوات الكشافة، فضلا عن الأسلحة والتكنولوجيا وأجور عشرات من المقاتلين فى صفوفه.

 

مقاتلو حزب الله يرفعون راياتهم وعلم لبنان

 

وأوضح أن قادة "حزب الله"، اعترفوا بأن معظم ميزانيتهم تأتى نقدًا من إيران، لكن المقيمين فى مجتمعات حزب الله بلبنان، يقولون، إنهم شعروا بوخزة خلال الشهور الماضية، حيث بات المال أقل فى اقتصاد الحزب بسبب تخفيض الإنفاق، مشيرًا إلى أن الشبكة التى ساعد حزب الله فى بنائها غيرت وتيرة النزاعات فى الشرق الأوسط، بداية من سوريا حيث لعب دورا كبيرا فى دعم الرئيس بشار الأسد حليف إيران، وإلى العراق حيث يقاتلون تنظيم "داعش" ويروجون لمصالح إيران، وحتى اليمن، حيث يدعمون الانقلابيين، بالعاصمة صنعاء، فى مواجهة السعودية، خصم إيران فى المنطقة.

وأضاف أن إدارة الحرب والعمليات الدولية الأخرى ترفع التكلفة على "حزب الله"، فى وقت تستهدف فيه الولايات المتحدة آليات تمويل المجموعة بعقوبات مالية، إضافة إلى أن نجاحه فى الانخراط بحروب المنطقة جعل له المزيد من الأعداء، وكلما يكبر الحزب كلما يريدون تدميره.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة