سعيد الشحات

الشهيد الفلسطينى باسل الأعرج

الخميس، 09 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وقت مضى كانت تهتز قلوبنا باستشهاد بطل فلسطينى يقاوم الاحتلال الإسرائيلى، كنا نبحث عن سيرته، ونتأمل عينيه وضحكته، وقد نعلق على الجدران صورته أو قصيدة شعر كان هو مصدر إلهامها لشاعر ليس من هواة الرثاء، وإنما محترف لبث الأمل فى الانتصار.
 
ما الذى جرى كى يمر استشهاد الكاتب والمثقف الموسوعى الفلسطينى باسل الأعرج ابن الـ33عاما وابن مدينة رام الله الفلسطينية مرور الكرام؟، بينما تمتلئ مساحات فى الصحف والنشرات عن إرهابيين ينفذون وبجدارة كل أهدف إسرائيل وأمريكا.
 
رفض «باسل» أن يسلم نفسه لقوات الاحتلال الإسرائيلية يوم الاثنين الماضى، حين ذهبت للقبض عليه، وقاتلهم حتى آخر رصاصة معه مخلصا لتفكيره الذى يؤكد على «القتال الفردى» فى غياب «الانتفاضات الجماعية» وعلى «الاختفاء» و«المقاومة الفطرية»، كما يشير تقرير صحيفة الحياة اللندنية عن استشهاده، فى عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضى.
 
حمل «باسل» هذه القناعات فى ظل التوحش الإسرائيلى الذى يقابله هوان عربى غير مسبوق، وقدم نموذجا نادرا لحالة التوحد بين الفعل والشعار، فحسب تقرير «الحياة»، قال عمه خالد الأعرج: «كان مهووسا بتاريخ فلسطين، بحث عميقا فى التاريخ، وقام بجولات فى كل جزء من البلاد، وحفظها وكتب عنها، ونظم جولات للشبيبة فيها»، درس باسل الصيدلة فى إحدى الجامعات المصرية وتخرج منها عام 2005، وعاد إلى بلاده، وعمل لفترة فى مهنة الصيدلة ثم تركها إلى القراءة والبحث والكتابة، وفى شقته عثر على كتب فى الدين والفلسفة والأدب، منها كتب للمفكر اليسارى الإيطالى «غرامشى» وأخرى لحسين مروة، وروايات لهمنجواى ولكتاب عرب وعالميين، وأثاث قديم، وأجهزة قديمة وشرائط لأغانى قديمة.
 
ترك وصية نحتاج أن نقرأها أبدا يقول فيها: «تحية العروبة والوطن والتحرير، إن كنت تقرأ هذا فهذا يعنى أنى قد مت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء، لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، منذ سنين وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التى كتبوها، لطالما حيرتنى تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفى غليلنا فى البحث عن أسئلة الشهادة، وأنا الآن أسير إلى حتفى راضيا مقتنعا وجدت أجوبتى، يا ويلى ما أحمقنى، وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد؟، كان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة، إلا أن ما أقعدنى عن هذا هو سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب عنكم، فلتبحثوا أنتم، أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة