سعيد الشحات

كم مشجع خارجى للإرهاب فى مصر؟

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحديث عن الأطراف الخارجية التى تشجع وتحرض وتمول الإرهاب سيبقى ناقصًا، إذا لم يكن هناك رؤية شاملة توضح وتحدد وتسمى هذه الأطراف.
 
نعم هناك أسباب داخلية تغذى الإرهاب، كالفتاوى الضالة التى يطلقها دعاة التدين ليس ضد المسيحيين فحسب، وإنما ضد المسلمين أيضًا فى ممارساتهم اليومية، ونعم توجد ثغرات إجرائية تؤدى إلى وقوع أى عملية إرهابية كما يحدث فى أى دولة فى العالم، لكن ونحن نتحدث عن ذلك بعين اليقظة، علينا أن نكون بنفس اليقظة حين نستدعى الحديث عن الدول التى تتربص بمصر.
 
الحديث عن هذه الدول لا يعنى أبدًا الدعوة إلى التسليم بنظرية «المؤامرة من الخارج»، حتى ندارى عيوب الداخل، ولكن لأن مصر ليست حالة منعزلة عن محيطها الإقليمى وهى فى قلب أى سيناريوهات خاصة بالمنطقة، فمن الطبيعى أن يكون هناك متربصون بها، يريدون لها الانكفاء أو اللعب بالطريقة التى يرسمونها لها، وبتطبيق هذا المعيار سيكون من السهل تحديد الأطراف الدولية التى تشجع الإرهاب بالتهليل والتشجيع والتمويل. 
 
الذين يشجعون الإرهاب، حتى لو قالوا عكس ذلك، هم الذين يفتحون قنواتهم الفضائية لبث أكاذيبهم وسمومهم، هم الذين يهللون فرحًا كلما سالت الدماء البريئة على أيدى الإرهاب الآثم على أى بقعة أرض فى مصر، هم الذين يفترضون أن فى مصر أغلبية مسلمة وأقلية مسيحية فيلعبون على النعرة الطائفية، هم الذين لا يصدقون أن مصر غير محكومة بطائفية أو قبلية أو عرقية، وإنما هى دولة حديثة بنت مؤسساتها الحديثة منذ أكثر من قرنين.
 
الذين يشجعون الإرهاب، هم الذين ينفقون المليارات لهدم هذه المؤسسات، وأنفقوا من قبل مليارات لطمس هوية الإنسان المصرى بطبع كتب تحمل كل الفتاوى الضالة، وقاموا بشحنها إلى مصر لتوزيعها مجانًا على شباب مقبل على الحياة، وبدلًا من أن يساهم هذا الشباب فى النهضة والتقدم، ارتدوا الجلاليب القصيرة وأطلقوا اللحى، وحدث ذلك منذ سبعينيات القرن الماضى «راجع مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح».
 
هم الذين أخرجوا «داعش» ليكون النموذج الأبشع من «القاعدة» فى الإرهاب، وهم الذين زرعوه فى العراق وسوريا، واقتطعوا أرضًا له فى الدولتين ليطبق نموذج حكم يكون ملهمًا وجاذبًا لآخرين فى باقى الدول العربية وفى مقدمتها مصر، هم الذين ينفقون مليارات الدولارات من أجل الحفاظ عليه ومعه «النصرة» و«جيش الفتح» وغيرهم فى سوريا ولبنان وليبيا والعراق.
 
هل فكرنا مثلًا فى دلالة السماح لمن يعبر عن هذه الجماعات الإرهابية بالجلوس على موائد المفاوضات فى الأزمة السورية، والإدلاء بالأحاديث والآراء فى القنوات الفضائية؟، هو نهج يعبر عن أن هناك من يرعى ويحمى، وطالما هناك رعاية وحماية فلماذا لا ينفذون ضرباتهم الإجرامية فى القاهرة وطنطا والإسكندرية وسيناء؟ «بعضهم خرج فى قنوات فضائية عربية بعد ضرب أمريكا لمطار الشعيرات، يعبر عن فرحه ودعوته لأمريكا بأن تدخل بثقلها».
 
الذين يشجعون الإرهاب ويقدمون له العون هم الذين فتحوا حدودهم لدخول الإرهابيين إلى الأراضى السورية، وهم الذين قاموا بإدخالهم إلى سيناء، هم الذين ينتقمون من مصر شعبًا وجيشًا لأنها هى التى أفسدت الطبخة التى تم تجهيزها للمنطقة، ويقوم فيها «أردوغان» بدور الأمير.
 
كل هذه الأطراف تتسابق على كسب ود إسرائيل، وتتعاون معها جهرًا وسرًا، فحصلت «تل أبيب» على كل المزايا، حيث أبعدت الخطر عنها، وأصبحت تعيش فى أمان، وإن آجلًا أو عاجلًا ستتكشف الحقائق بأن كل الأطراف التى تشجع الإرهاب فى مصر قامت فى نفس الوقت بحماية إسرائيل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة