سعيد الشحات

محمد مهران.. بطل من مصر «2»

الخميس، 13 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنكر الفدائى البطل محمد مهران معرفته بالفدائيين، وهدده مجموعة الضباط الإنجليز الذين التفوا حوله فى القاعدة العسكرية البريطانية فى قبرص، قالوا له: قل كل شىء وإلا فستعرض نفسك لأشد العقوبات، فأنت تعرف عدد خسائرنا فى «الجميل»، رد عليهم: أنا مصرى وأعرف كيف أدافع عن بلادى، وأى معتدٍ لابد أن يدفع الثمن، فرد الضابط الإنجليزى: «وأنت أيضا ستدفع الثمن، وحكمنا عليك باقتلاع عينيك ثمنا لما فعلت».
 
أصدر الضباط الإنجليز هذا الحكم الغريب ضد مهران، فى نفس الوقت الذى كانت فيه قوات العدوان الثلاثى «بريطانيا، فرنسا، إسرائيل» تواصل عربدتها بالعدوان فى بورسعيد، وكان الفدائيون الأبطال من المدنيين وتحت قيادة المخابرات العامة ينظمون أعظم مقاومة، ويقدمون الشهداء، ويسجلون بطولاتهم بحروف من نور، وكان الحكم الوحشى باقتلاع عين مهران نموذج لعطاء وطنى من بطل يقدم كل شىء بلا مقابل.
 
يتذكر «مهران»، يرقد الآن على فراش المرض، كيف كان رد فعله على ما قاله الضابط الإنجليزى: «قلت له أنا فدائى مصرى ولست جبانا، فسألنى: ومن الجبان؟ فقلت: من يحكم على إنسان مثله باقتلاع عينيه، حملونى على نقالة ونقلونى إلى مكان آخر ورمونى على الأرض وبدأوا يطفئون السجائر فى جسدى، ويضربوننى ويلوون ذراعى ويعذبوننى بالكهرباء، ثم تركونى وجاءنى أحدهم ليحدثنى عن الفرق بين الأعمى والبصير، فانتبهت إلى الكلام الذى قيل لى من قبل، وسألنى: هل تحب أن تكون أعمى؟ فقلت: لا يوجد إنسان يتمنى أن يكون أعمى، فقال: اتفقنا ولدينا ضابط أصيب بنيران مدفعك مما أفقده عينيه ولحظك السيئ ما زال على قيد الحياة، وقد حكمنا عليك بنزع عينيك لزرعها له، فسألته: هل أنت الطبيب المكلف بالعملية؟ فقال: نعم ولكن قبل ذلك أنا وسيط بينك وبين القيادة التى حكمت عليك».
 
بدأ الطبيب فى نقل العرض المكلف به إلى «مهران» وهو، انتزاع عين واحدة منه بدلا من الاثنين، ليتم زرعها فى عين الضابط الإنجليزى المصاب ليرى بعين واحدة، وتصور الطبيب أنه يقدم فرصة مغرية إلى مهران لن يكون أمامه غير قبولها حتى يبقى بعين واحدة، وأمام ما ظنه الطبيب بأنه «فرصة مغرية» طرح شروطا لتنفيذ الصفقة وهى كما يقول مهران: «الرد على الأسئلة التى رفضت الإجابة عليها من قبل، وأن أسجل صوتى حديثا أشرح فيه ترحيب الشعب فى بورسعيد بالإنجليز، وأن انتقد السياسة فى مصر».
 
بعد أن أنهى الطبيب عرضه بشروطه، قال لمهران: «سأعطيك فرصة لتفكر إما أن تختار الإبصار أو العمى»، وتركه لإخصائى التعذيب، وعلينا أن نتخيل ماذا يعنى الترك لإخصائى التعذيب وهو ما يلخصه مهران فى كلمات قليلة: «عاد الطبيب ليجدنى فى عداد الموتى»، وتؤكد لنا هذه الكلمات أن «مهران» تعرض لصنوف بشعة من التعذيب لإجباره على قبول صفقة «اقتلاع عين واحدة»، وإن لم يوافق عليها فيتم اقتلاع العينين، ومن شدة قسوة التعذيب فكر مهران فى أن يوهم الطبيب بالموافقة على ما طلبه، ليتركه إما للموت أو الحصول على قسط من الراحة.
 
كانت عودة الطبيب نوعا من الظهور السريع، أعقبه ظهور ثانى ومعه أربعة آخرون، ووضعوا جهاز تسجيل، وقال أحدهم: «نحن الآن فى قبرص ومعنا الشاب المصرى محمد مهران سيتحدث عن السياسة الفاشلة فى مصر والاستقبال الرائع من الشعب المصرى للقوات البريطانية، ثم أشار إلى مهران كى يتكلم، فماذا تكلم مهران؟
نتابع غدا









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د. يحي الشاعر

ومرة أخري نتطرق إلي أبطال بورسعيد خلال العدوان الثلاثي 1956

صباح الخير ومرة أخري ، لن أتوقف عن تقديم الشكر لك بالنسبة لمواصلتك نشر مواضيع عن المقاومة السرية المسلحة في بورسعيد خلال الغزو الأنجلوفرنسي علي المدينة وإحتلالها... كما سبق التنويه ، يوجد معنا أبطال لم يحظون بحقهم "الكامل" في التنويه بهم وبأعمالهم ... حتي يعرفهم الجيل الجديد والشباب والشابات في مصر ويعتزون بهم... أنوه الآن ، بالبطل "الدئب المنفرد" سيدعسران رحمه الله ، وكيف أنه قام بعمليته البطولية الجريئة دون أي تنسيق معنا في قيادة المقاومة السرية المسلحة ... فقد قام "بــمــفــرده" ، بتخطيط وتنفيد دكي ، بمهاجمة "الصاغ جون وليامز" رئيس مخابرات القوات البريطانية في المدينة ووضع "قنبلة يدوية في رغيف عيش" لتخبئتها ، ثم إقترب من سيارة "وليامز" بحجة التسول إليه ولما فتح "وليامز"نافدة سيارته ، إدعي سيد عسران أنه يأكل لقمة من الرغيف ، ولكنه سحب فتيل أمان القنبلة وألقي بها داخل السيارة ، لتنفجر... ثم فر هاربا عملا بمبدأ "إضرب وإهرب" الدي كنا نطبقه في كثير من عملياتنا المسلحة في المدينة ... أصيب وليامز بجروح خطيرة ، أدت إلي ضرورة نقله السريع إلي قبرص ، حيث تم بتر أحد ساقيه ، ولكنه توفي نتيجة لبقية الجراح الأخري التي سببها إنفجار القنبلة اليديوية في السيارة الأوستن الصغيرة ، التي كان وليامز ومرافقيه يستعملونها ...وقدأصيبوا أيضا بجراح بالغة ، كما أننا لم نعرف إسم مرافقه بجانبه والدي توفي فورا ... لا بد من من أجل الحقيقة ، توثيق ، أن سيد عسران ، كان وعاش ومات فقيرا "محتاجا" .. وأننا في قيادة المقاومة قد "رفضنا" إنضمامه إلينا ، ليس فقط بسبب عمره الدي لم يتجاوز وقتها ألــ 15 عاما ومظهره أيضا ، بل لأنه سعي إلينا في مقرنا الدي إتخدناه في الدور الأول من مبني "بوليس قسم ثان" حي العرب ، في شارع أوجيني وطلب الإنضمام إلينا ... فقدكنا نخشي أن يكون مدسوسا علينا ... كما رفض "اليوزباشي سامي خضير" تقديم مساعدة إليه صباح تنفيد سيد عسران للعملية البطولية، عندما أفصح إليه بنيته ورجائه أن "يخيفه" في مبني "المباحث" القريب من تنفيد العملية ، علي ناصية شارعي فاروق وصلاح سالم في حي الإفرنج ... بل نهره وطرده من هناك .... أما بعد ، فأصبح "عدد" من الأشخاص "يفتخرون" فيما بعد بالعملية ، التي لا يد لنا فيها ولمندري بها مسبقا إطلاقا ... وسأواصل التعليق علي مواضيعك وإضافة معلومات تكميلية ... حتي يتم زيادة "توعية" و "وعي" من يقرأ ، بأن مصر لم ولا وسوف لا تخلي من أبطال ، وأن مواضيعك ، هممساهمة قوية في تقوية مشاعر الإنتماء القومي للوطن وهي من أفضل دروع مواجهة تضليل الإرهابيين للشباب ، وخاصة داعش و القاعدة وغيرهما من التشكيلات الإرهابية ..... ومرة أخري لك أفضل تحية وشكر وإلي لقاء قادم إن شاء الله ، عندما تتطرق مرة أخري إلي أبطال بورسعيد خلال العدوان الثلاثي 1956 ...... د. يحي الشاعر ...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة