سعيد الشحات

المتأمركون الجدد وسوريا

الأحد، 09 أبريل 2017 07:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الضربة الأمريكية الصاروخية على مطار الشعيرات فى سوريا سيثير اشمئزازك أن بيننا من لا يستفيد من حقائق التاريخ ويغفلها عمدا، فيصدق مزاعم أمريكا والغرب حول حقوق الإنسان والديمقراطية فى المنطقة.
 
ليست المشكلة فى هؤلاء الذين يحملون الأجندة الأمريكية فى التوجهات السياسية على طول الخط، فهؤلاء معروفون بيننا ومواقفهم متوقعة فى كل الأزمات السياسية التى لها علاقة بأمريكا وإسرائيل، وإنما المصيبة فى «المتأمركين» الجدد الذين مروا يوما على الطريق الذى يعارض العنجهية الأمريكية، وكانوا يعتبرون أن أمريكا أصل الداء فى المنطقة، لكنهم الآن يهللون فرحا بـ59 صاروخا أطلقتها إدارة ترامب على مطار الشعيرات العسكرى السورى بريف حمص.
 
هؤلاء لا يفضلون حاليا أن يتذكروا جريمة إدارة جورج بوش الأب والابن نحو العراق، تلك الجريمة التى قامت على أكذوبة امتلاك صدام لأسلحة كيماوية وجرثومية ونووية، وحين سقطت بغداد ودخل الأمريكان العراق ومزقوها على النحو الذى نجنى مرارته الآن تأكد أن كل شىء قاله بوش وإدارته كان كذبا، فلا العراق كان لديه أسلحة كيماوية ولا جرثومية ولا نووية. وكانت قوته فى أنه بلد عربى موحد عريق فى حضارته ولديه من الإمكاينات ما يجعله نقطة توازن مهمة فى الحفاظ على الأمن القومى العربى من البوابة الشرقية.
 
دخلت أمريكا العراق ليبدأ كل شىء فى التحلل، فبعد أن كان دولة موحدة أصبح الآن على الطريق الذى يؤدى إلى أكثر من دولة، بما يحقق المصلحة الكبرى لإسرائيل، وبما يعزز الاعتقاد بأنها تقف وراء كل هذا المخطط الرهيب لتدمير الدول العربية.
 
«المتأمركون الجدد» أصبح حديثهم عن القضية الفلسطينية خافتا، لم تعد فى نظرهم القضية المركزية للعرب، ولم تعد بالنسبة لهم أيقونة نضال، ولا جغرافية اغتصبتها إسرائيل، ولا تاريخ ناصع يفتخر بأنه قدم مئات الآلاف من الشهداء.
 
«المتأمركون الجدد» إن حدثتهم عن الجريمة الأمريكية المتواصلة فى سوريا بمساندتها للجماعات الإرهابية، سيردون عليك بأن بشار يرتكب الجرائم، وإن حدثتهم عن أن استخدام السلاح الكيماوى هو جريمة بكل المقاييس، لكن ونحن نشدد على إدانة من يستخدمه لابد أن نستدعى فى ذاكرتنا ما حدث من قبل فى العراق، منذ أن فرشوا الطريق إلى تدميره بالكثير من الادعاءات والأكاذيب، وأن أمريكا والغرب لا يهمهم من بعيد أو قريب الضحايا، سيردون عليك على طريقة المعارضة السورية العميلة بأن ممارسات النظام السورى هى التى أدت إلى هذا التصرف الأمريكى، وأن العدو هو روسيا وإيران وحزب الله.
 
أغرب ما فى هؤلاء «المتأمركون الجدد» أنهم لا يتوقفون مثلا أمام الترحيب البالغ من إسرائيل للضربة الأمريكية، ولا يلفت نظرهم حديث إسرائيل عن الجانب الأخلاقى فيما حدث.. هل تصدقون أن إسرائيل أصبحت تتحدث عن الأخلاق؟، وتتحدث عن حقوق الإنسان السورى، وتتحدث عن ضحايا «نظام بشار»، وتتحدث عن ضرورة البحث عن حل للأزمة السورية.
 
«المتأمركون الجدد» ستجدهم خليطا من أيدلوجيات مختلفة، فيهم من اليسار واليمين والقوميين والإخوان وجماعات متشددة تنتسب إلى الإسلام السياسى، كانوا يتحدثون من قبل عن أمريكا بوصفها «أمريكا هى الطاعون، والطاعون أمريكا» كما قال الشاعر محمود درويش، لكنهم الآن أصيبوا برخاوة النخوة.
 
أحيانا ستجدهم يغضبون من بعض التصرفات الأمريكية، لكنهم أصبحوا مع النهج، غضبهم هو غضب «الميوعة» ليس أكثر من ذلك. الغضب الذى سيعنى بث السم فى العسل، وهذا أخطر الحالات فى تشكيل الرأى العام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المتامركون

امريكا هي امريكا واسرائيل هى إسرائيل وكفى علي هؤلاء العرب السذاجة والإيمان بأن الذئب برىء وان ضحاياه هم الاعداء والمجرمين

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الضربه الامريكيه

الضربه الامريكيه فى سوريا هي في الحقيقه ضربه لروسيا وايران اولا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

الاوراق

امريكا اخطأت فى ضرب العراق والامريكيين اعلنوا ذلك

عدد الردود 0

بواسطة:

بثينة كامل

نحن أصبحنا فى زمن النفاق الأكبر.

أولا تحية لكاتب المقال الأستاذ سعيد . وثانيا نحن لا نستغرب ا لسعادة والفرح والطبول التى دقت فى معظم عواصم العالم الذى كان عربيا نعم هناك دول منذ الخمسينيات نعرف عمالتها المطلقة لبريطانيا ولأمريكا وكان عددهم أقل من عدد أصابع اليد الواحدة ، ولكن الآن لننظر كم دولة رفعت صوتها عاليا تندد بالعدوان الأمريكى على قلب العروبة سوريا الشقيقة؟ ، وكم دولة أيدت ودفعت المقابل المادى لهذه الضربة ؟ وكم دولة اختفت وراء بيان باهت لا قيمة له ؟ هذا فى منطقتنا ولكن هناك دولا بعيدة جدا مكانيا عنا فى أمريكا الجنوبية كبوليفيا وفنزويلا وكوبا نددوا بالعدوان بشكل صريح وعلنى وكأنهم هم العرب وأيضا فى أوربا رفضت اليونان التدخل العسكرى بالرغم مما تمر به اقتصاديا .فسحقا لحكام تحكم بلداننا لا نستطيع حتى أن نصفهم بخيالات المآتة لأن خيال المآتة يقوم بدور لحماية الثمار ولكن يمكننا أن نصفهم بقصاصات ورق مهترئة . بكل أسف أصبح الجلوس مع الإسرائيلى فخرا لهم وأصبحوا يتنافسون لإرضاء الإسرائيلى الصهيونى وتنفيذ كل ما يأمرهم به وطبقا للأوامر جعلوا من إيران ومعها حزب الله والجيش السورى البطل هم الأعداء لهم يسخّرون كل ما لديهم من أموال وإعلام ومشايخ الفتنة ليقنعوا الشعوب بأن إسرائيل لم تعد عدوا بل أصبحت صديقا حتى لوهدمت المسجد الأقصى وابتلعت فلسطين وغير فلسطين فهذا غير مهم لأن المهم أنهامعهم فى خندق واحد ضد ايران العدو و حزب الله والجيش السورى، فهل رأيتم ضلالا وكفرا ونفاقا أكثر من ذلك ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

محيي

إتقوا الله

أقول للذين يهاجمون مؤيدى الضربة المريكية للنظام السورى ومعظمهم إن لم يكن كلهم من اليساريين والشيوعيين والإشتراكيين الذين يعادون الغرب بصفة عامة وأمريكا بصفة خاصة عمال على بطال من منطلق أيديلوجى عفا عليه الزمن من زمان، أقول لهم هل النظام الذى يضرب شعبه بألأسلحة الكيماوية نظام وطنى لمجرد أنه يرفع شعارات سفسطائية قومية وعروبية هى سبب البلاوى منذ الستينات، أقول لهم أي كنتم من ضرب روسيا للمدنيين فى سوريا فى بداية تدخلها، أين كنتم من ضرب صدام حسين للأكراد بالنابالم، أين كنتم من ضرب النظام السورى للغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية، ولاهو خيار وفقوس، أين أنتم من إرتماء النظام السورى العروبى القومى فى حضن إيران وروسيا ضد الدول العربية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة