خالد أبوبكر يكتب: الطريق إلى الاستثمار الأجنبى فى مصر يبدأ من رجال الأعمال المصريين.. المستثمر الأجنبى مش هيسأل الحكومة لكن هيسألهم.. ولو هما عندهم مشاكل يبقى يجيب فلوسه ليه؟ ونصيحة: اسمعوهم

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 04:00 م
خالد أبوبكر يكتب: الطريق إلى الاستثمار الأجنبى فى مصر يبدأ من رجال الأعمال المصريين.. المستثمر الأجنبى مش هيسأل الحكومة لكن هيسألهم.. ولو هما عندهم مشاكل يبقى يجيب فلوسه ليه؟ ونصيحة: اسمعوهم خالد أبوبكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بطبيعة عملى أتعامل يوميا مع رجال الأعمال المصريين والأجانب وفى كثير من الأحيان تستوقفنى لغة الحديث بينهم، لاسيما عندما يتعلق الأمر ببدء استثمار جديد فى مصر، وطبيعى أن أهتم لأنه سيكون خيرا على الجميع، والحوارات لا تنتهى فى هذا الشأن. 

 
ورجال الأعمال المصريين تربطهم صلات قوية ومحترمة بعدد كبير من رجال الأعمال على مستوى العالم، ويدخلون بيوت بعضهم البعض ويلتقون فى المؤتمرات الاقتصادية العالمية. 
 
والحقيقة اللى لازم حضراتكم تصدقوها فعلا إن عمرهم ما بيكدبوا على بعض، وده مش لإن أخلاقهم لا تعرف الكذب، لكن لإن كل منهم يحافظ على سمعته ومصداقيته لدى الآخر، لا ربما تحدث بينهما شراكة فى يوم من الأيام. 
 
وتستمع إلى الحوار حينما يسأل رجل أعمال أجنبى أو عربى: أخبار الاستثمار فى مصر إيه يا عبدالسميع بيه؟ وأول حاجة بيعملها عبد السميع بيه المصرى، إنه بيبص حواليه قبل ما يجاوب، وكأنه خايف إن رأيه حد يعرفه أو حد من قرايب رئيس مجلس المدينة يبقى معدى فيروح يحكيله فيغضب عليه، ويقفل له الكشك بتاعه اللى على الرصيف قدام مبنى الحى، ودى ما شاء الله عادة فرعونية قديمةو، إن صاحب المصلحة بيخاف من المسؤول، وإن المسؤول بيتلكك لصاحب المصلحة.
 
وبعد ما يبص شمال ويمين يبدأ ضميره ينقح عليه فيفتكر الروتين وتضارب القوانين اللى عندنا، والموظفين اللى قربوا يجيبولنا سكتة قلبية ويجاوب بصوت واطى عندما يشرح هذه الأمور.
 
لكن وأصدقكم القول حقا الشىء الوحيد الذى لم يختلف عليه أى اثنين من كبار رجال الأعمال هو إن مصر بها فرص حقيقية لعمل استثمارات ضخمة، وإن اللى عاوز يعمل فلوس لازم ييجى مصر.
 
ولن أنسى أحد رجال الأعمال العرب عندما قال لى: أنتم تسعين مليون لو أكلتم وشربتوا واتعالجتم وسكنتم ده بس كفاية لملايين من الاستثمارات فى بلادكم ودى أقل نشاطات يقوم بها أى مجتمع. 
 
من وجهة نظرى إن كلام رجال الأعمال لبعضهم البعض هو الدافع الأول للاستثمار فى أى بلد، أذكر أنه فى أول أيام مرسى، الله لا يرجعها، كنا فى المؤتمر الاقتصادى فى الكويت، وكنت واقفا مع نجيب ساويرس ومع أحد رجال الأعمال العرب، وسألت الرجل متى سيبدأ فى ضخ استثماراته فى مصر؟ قال لى أنا بعد نجيب ما يبدأ على طول، ونجيب يومها قالى كلمته اللى مش هنساها «واللى كانت قبل الهنا بسنة»، أنا مش راجع مصر إلا لما نشيل مرسى، فما تقوم به الدولة مع رجال الأعمال المصريين يلعب دورا كبيرا فى تكوين عقيدة المستثمر الأجنبى. 
 
لا تتخيلوا حضراتكم مدى التأثير السلبى الذى أوقعه حبس أحد كبار المسثمرين فى مصر الذى كان يعمل بالسياسة فى عهد مبارك «ولا أقول ذلك دفاعا»، لكن أنا أرصد واقعا شاهدته فى محافل اقتصادية كثيرة، فهو صاحب صناعة كبيرة وناجحة جدا ومعروف على المستوى الإقليمى والعالمى، وأسواق المال كانت ترى أن خلافه يمكن أن يحل بتسوية مادية وليس بتقييد حريته، فهذه الأمور مخيفة، بل مرعبة لرجال الاعمال، لذلك الإفراط فى الحبس الاحتياطى «على الجميع»، ولا سيما على كبار رجال الأعمال هو أمر ليس محمودا، لأن المجتمع لا يستفيد شيئا، اجعله طليقا سيعطى أكثر ويمكن أن تتخذ من الإجراءات الاحترازية ما يكفى لضمان وجوده أثناء محاكمته مثل منعه من السفر أو مطالبته بكفالة مالية كبيرة، لحين انتهاء إجراءات المحاكمة ويقول القضاء العادل كلمته. 
 
ونصيحة للزمن ونحن فى أغسطس ٢٠١٧ حذارى حذارى أن يشعر بعض رجال الأعمال ولو عن طريق إشارات غير مقصودة أن بعضهم من المقربين والمرضى عنهم وأن بعضهم من البعد، المغضوب عليهم، لأن ذلك سيؤدى على المدى الطويل إلى كوارث حقيقية.. وافتكروا الكلمتين دول كويس. 
 
طيب نعمل إيه؟ ما هو برضه بعض رجال الأعمال المصريين نايم على حاجتين تلاتة من أموال الدولة «وأنا قولت بعض»، والبعض التانى لو ما ورتلوش العين الحمرا هتلاقيه بعت رجالته اللى فى كل مكان ينفذوا سياساته اللى ما نعرفش أولها من آخرها نعمل إيه؟ 
 
الحل: نتكلم معاهم، بس نتكلم باللغة اللى يفهموها، هم وطنيون لكن الوطنية بالنسبة لهم ليست أناشيد، بل خلق فرص عمل وإقامة مصانع جديدة، هم يحبون بلدهم لكن بكل تأكيد يحبون أولادهم وعائلاتهم بشكل أكبر، هم كافحوا وتعبوا وجمعوا ثرواتهم بعرق ويريدون الاستمتاع بالحياة مع أولادهم وأحفادهم فلا يجب النظر إلى مظاهر هذا الاستمتاع على أنها رفاهية فهذه طبيعة حياتهم، إننا نحتاج إلى كل صوت مصرى له اسم ويستطيع أن يسمعه العالم، نحتاج إلى تكوين لوبى مصرى حقيقى مشرف يعمل بإخلاص لتوصيل الصورة الصحيحة عن بلادنا. 
 
علينا أن نستمع إلى رجال الأعمال المصريين وبسرعة، لأن كل دقيقة تضيع معناها ضياع فرصة استثمارية. 
 
ومرة أخرى أطلب من الرئيس السيسى أن يقوم بالدعوة لعمل مؤتمر لحل مشاكل الاستثمار على غرار مؤتمرات الشباب يجلس هو والحكومة على مدى ثلاثة أيام ليستمع على الهواء للمستثمرين المصريين ولمشاكلهم وليسمع ما بداخلهم ويعطيهم الدافع الأكبر.. لن أمل من هذه الدعوة التى أرى أن تحقيقها ليس بعيدا التى أعتقد أنها باتت ضرورة ملحة.
 
وعندما تفكر بضمير فى حال بلدنا هتلاقى فى حاجتين حقيقتين بجد رغم أى انتقادات:
١- الراجل اللى ماسك البلد بيشتغل بجد وبضمير وبيشتغل كتير وفى مجالات كتيرة وكبيرة وبسرعة.
٢- مصر ما بقاش فيها سرقة واللى بيسرق بطير رقبته مهما كان. 
 
خلونا يا سادة نسمع ولاد بلدنا من الوطنيين من رجال الأعمال وأنا عندى أمل حقيقى وواقعى إن بكرة أحلى بإذن الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة