سعيد الشحات

يوم أن تتحقق نهضة التعليم

السبت، 05 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صديقى الطبيب حاتم رزق الذى يعيش فى أمريكا منذ 20 عاما، وأبناؤه فى مدارسها، كلما تناقشنا عن قضية التعليم ومستواه فى مصر يستحضر مثلا وهو، أنه لو أراد معاقبة أحد من أبنائه يكفيه أن يهدده بمنعه من الذهاب إلى المدرسة يوما واحدا، حينئذ يشعر الابن أنه نال أقسى أنواع العقاب، فقضاء اليوم فى المدرسة متعة للتلميذ ما بعدها متعة.
 
أستحضر هذا الكلام دائما كلما تجدد الحديث عندنا عن قضية التعليم ومستواه، وأستحضره وأنا أعى تماما أن مصر ليست أمريكا، والظروف عندنا ليست كالظروف هناك، وأن سنوات طويلة مضت على نظام التعليم هناك حتى أصبح مستقرا متقدما، فى حين أننا فى مصر لم نصل إلى صيغة واحدة مستقرة نمشى عليها رغم كثرة الجدل وتوفر الخبراء.
 
ويوم الثلاثاء الماضى تابعت وزير التعليم والتعليم الفنى الدكتور طارق شوقى وهو يعلن: «إطلاق مشروع قومى للنهوض بالتعليم»، مؤكدا «ضرورة تصميم نظام تعليمى مبتكر قائم على الجودة والمنافسة، مع إعادة النظر فى جميع عناصر التعليم، بدءا من الدستور والقوانين المنظمة إلى إعداد المعلمين وبناء المناهج»، ومما لاشك فيه أن اعتبار النهوض بالتعليم مشروع قومى هو أمر فى محله تماما، وفى تقديرى أنه لو حقق أهدافه لضمنا كلمة السر التى تفك شفرة التقدم والنهضة التى يحلم المصريون بها، ومما لفت نظرى فى كلام الوزير قوله: «يجب أن يكون لدى المواطنين غيرة شديدة على صورة مصر بين الدول، لأن هناك دولا أقل منها كثيرا، وأفضل فى التعليم، وهذا غير مقبول».
 
هذا الاعتراف تحديدا من الوزير يضعنا أمام عدد من الحقائق، منها ما هو تاريخى حيث شاهدنا وعشنا جدلا فى سنوات سابقة فرضته حكومات مضت عن تطوير التعليم، ثم لا يسفر الجدل عن شىء يذكر، وتبقى الأمور على حالها، مما أفقد الثقة فى حدوث شىء له قيمة فى هذا الموضوع، وكان ذلك يحدث فى الوقت الذى تضع فيه دول أخرى فى مثل ظروفنا أو أقل خططها للنهوض بالتعليم، وتتقدم هى بينما نتراجع نحن، أما الحقيقة الأخرى فى «اعتراف الوزير»، فهى تفسد الاعتقاد الشائع بأن الدول الغنية يكون التعليم فيها أكثر جودة وتقدما، فهناك دول تقدمت فى التعليم بصورة مذهلة وهى ليست غنية، ومنذ أسابيع حدثنى العالم المصرى الأمريكى المرموق الدكتور طلال عبدالمنعم واصل عن هذه القضية تحديدا، مؤكدا أنه سيمدنى بتقارير دولية حديثة عن هذه الدول التى حققت معدلات متقدمة فى جودة التعليم، بالرغم من ظروفها الاقتصادية، ولأن الدكتور طلال من المهمومين بقضية التعليم فى مصر خاصة قبل الجامعى، ومن المؤمنين بأن تقدم مصر مرهون بتطور التعليم، فهو يلتقط أى قصاصة ورق منشورة فى أى مكان مفيدة فى هذا الموضوع، ويحتفظ بها لعل يكون لها فائدة.
 
ولأن الدكتور طارق شوقى يطرح بصراحة مسألة أن دولا أقل منا كثيرا وأفضل فى التعليم، فهذا يعنى أنه يقدم تصوراته وهى يعى تماما ظرفنا الاقتصادى العام، وبالتالى فهو يثق فى قدرتنا على إنجاز النهوض بالتعليم رغم أى مصاعب اقتصادية، وهذا تحدى يستحق الوزير التحية عليه كخطوة أولى، أما التحية على الخطوة الثانية فستكون حين يلمس المواطن البسيط أننا نضع بالفعل أقدامنا على أول طرق للإصلاح التعليم، أما التحية الكبيرة فستكون حين بأتى اليوم الذى يشعر فيه أبناؤنا بالذنب حين نعاقبهم بحرمانهم من الذهاب إلى المدرسة كعقاب على خطأ ارتكبوه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يعني

يعني نتفائل أم ننتظر التطبيق والنتائج

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

حدثنى بالحقائق

1-مرة اخرى نقع فى فخ المقارنه والتقليد فمحاوله تقليد الدول الاخرى فى نظامها الاقتصادى او التعليمى محاوله فاشله كمن يحاول ان يحرث فى البحر فلكل دوله طبيعتها الجغرافيه التى تحدد مواردها وتنعكس على طبيعه شعبها هذا بالاضافه للابعاد والعوامل الاجتماعيه والتاريخيه والنفسيه التى تميز شعب عن اخر ولولا هذة العوامل لكانت كل شعوب الارض نسخه واحدة ولما ظهر التباين فى العقائد والايدلوجيات والثقافات ... الخ 2- حديث معالى الوزير للاسف يحلق فى عالم افتراضى خيالى فمصر دوله تمر بتحديات اقتصاديه كبيرة وهى تقع فى مجال تحديات اقليميه سياسيه على حدودها لاتخفى عن ذو نظر كما انها تمر بتغيرات اجتماعيه تفرز مشكلات مستحدثه توجب التصدى لها على كافه المجالات سواء قانونيه او تشريعيه او تنظيميه وكان على المصرى ان يكون لديه غيرة من باب اولى فى مجال الاقتصاد او الصحه او الادارة لملفات الخدمات وبعد ذللك يغار على التعليم وبالتالى يكون الامر مقبول 3- لاتحدثنى عن تطوير تعليمى بدون موارد اقتصاديه فهناك مجال هام يسمى اقتصاديات التعليم فمن احب ان يطلع عليه فليبادر ,,, وعلى مستوى الواقع مشكلات الكثافه ونظام الفترات و بناء المدارس وتجهيزها وتعميم التكنولجيا فى مجال التعليم والعلاقه بين المدرسه والبيئه المحيطه بها وتدريب ورفع مستوى المعلمين وتحسين احوالهم الماديه و الوظيفيه اليست كل هذة التحديات تحتاج لموارد اقتصاديه وامكانات ماديه؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

الضمير أولا

مشكلة التعليم عندنا في مصر ليست مشكلة موارد مالية أو كفاءة أو مناهج أو إمكانيات أو تشريعات.. بل هي مشكلة أخلاق وضمير قبل كل شيء.. لن نحقق تقدما في ملف التعليم (أو في أي ملف آخر بالمناسبة) إلا عندما يتوافر عنصر الضمير والإخلاص لدى العنصر البشري في المنظومة التعليمية.. ليس الوزير أو مسؤولو الوزارة فحسب.. بل كل شخص له علاقة بالعملية التعليمية من الطالب إلى المدرس إلى ولي الأمر إلى الإداري إلى سائق الباص إلخ إلخ إلخ

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

المصريين والحكومة ظالمة للتعليم المصرى

المصريين والحكومة ظالمة للتعليم المصرى المشكلة الكبرى اننا لا نثق فى بعضنا البعض ولا فى الحكومة ولا فى الشعب ولا نثق بكل ماهو مصرى ونتاج مصرى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة