سعيد الشحات

أئمة وشعراء غنائيون «2»

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى المقدمة الثرية لكتاب «أئمة وشعراء غنائيون» لمؤلفه الدكتور نبيل حنفى محمود، يتطرق المؤلف إلى الدور الرائد الذى لعبه الشيوخ فى نهضة الغناء المصرى، مشيرًا إلى أن فريق الشعراء من مدرسة الشيوخ لم يحظَ بقدر مناسب- وليس مماثلًا- من اهتمام من كتبوا عن الغناء طوال القرنين التاسع عشر ومطالع العشرين، فبينما انصرف الاهتمام إلى تسجيل حفظ ما شاع فى ذلك العصر وقبله، وإلى تسجيل نصوص غنائية، عاب على ما أنجزوه غياب التوثيق، وليس المقصود بالتوثيق هنا التاريخ الذى ذاع فيه النص الغنائى، فتلك المسألة لم تلقَ اهتمامًا من قبله ولا بعده، لكن المقصود بالتوثيق هنا هو إثبات أسماء الشاعر والملحن والصوت المؤدى، وهم الثلاثى الذى يصنع إبداع الأغنية.
 
يدلل المؤلف على وجهة نظره بذكر العديد من الكتب المهتمة بالغناء فى مصر، حتى نصل إلى المرحلة التى تطورت فيها الكتابة عن الغناء خلال عقدى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وذلك بظهور نقاد ممن تزودوا بدراسات أكاديمية، من أمثال فرج العنترى، وعبدالحميد توفيق زكى، ومحمد سليمان جميل، أو بمطالعات جادة فى كتب التراث، أهمهم كمال النجمى، توسع أولئك النقاد الجدد فى الحديث عن نجوم الغناء من مطربين ومطربات وملحنين، واختفى الحديث تمامًا عن الشعراء، هم الأصل فى الغناء، من كل ما أصدره نقاد النصف الثانى من القرن العشرين من كتب أو مقالات.
 
تقودنا هذه الخلفية التاريخية إلى أنه من الضرورى لكى تكتمل عملية التأريخ للغناء فى مصر بوجهها الصحيح، وشاملة ثلاثى الأغنية «الشعر واللحن والصوت»، فإنه من الضرورى أن نرى مؤلفات تتناول شعراء الأغانى، ويعد كتاب «أئمة وشعراء غنائيون» من الكتب التى تضيف إلى هذا المجال، فهو يترجم لطائفة من شعراء مدرسة الشيوخ، والمعنى بهم الشعراء من الأئمة والشيوخ ممن تلقوا تعليمًا دينيًا، وعمل البعض منهم فى وظائف دينية، وذاعت شهرتهم كشعراء طوال تاريخ الغناء العربى، الذين تحول البعض من قصائدهم إلى أعمال غنائية، وعلى الأخص فى مصر.
 
يختار المؤلف عشرة شعراء من طائفة الشيوخ والأئمة الذين تحولت العديد من أشعارهم إلى غناء، هم الإمام الشافعى، الإمام ابن الفارض، الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، الإمام الصرصرى، الإمام البوصيرى، الإمام الزملكانى، الإمام الشهاب، الإمام البرعى، الإمام الشبراوى، الإمام العروسى، وعاصرت تلك المجموعة من الأئمة تاريح مصر وما يحيط بها من البلاد العربية فى فترة امتدت من القرن الثانى الهجرى حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجرى، وهى فترة حفلت بالتقلبات السياسية والاجتماعية التى انعكست بدورها فى أحوال كثيرة على فن الغناء والعاملين به بالسلب، فمنذ أن فسر ابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، رضى الله عنهم، مقولة «لهو الحديث» فى الآية السادسة من سورة «لقمان» على أنها تعنى الغناء، توالت فتاوى علماء وفقهاء عبر السنين تحرم الغناء وتنهى عن المشاركة فى الإعداد له بالنظم أو بالتلحين أو بالأداء بل وبالاستماع إليه.
 
يهتم الكتاب برسم صورة مجسمة للعصر الذى عاش فيه الشاعر، وما مر به أو شارك فيه من أحداث، مما يساعد القارئ المعاصر على تخيل المجتمع والظروف التى أبدع فيها الشاعر شعره، وذلك بالإضافة إلى إثبات ما قد تم التوصل إليه من معلومات حول لحن القصيدة، من مقام اللحن، واسمى الملحن والصوت المؤدى، وتاريخ الإذاعة الأولى.
 
هؤلاء العشرة الذى يتحدث عنهم الكتاب لم يخرج بينهم من يتكسب بنظام الأشعار الغنائية، وشهدت ساحات الموالد وحلقات الذكر ومجالس الصوفية أجيالًا من المنشدين والمغنين ممن جملوا أصواتهم بإنشاد قصائد أو بعض مقاطع من أشعار أولئك الأئمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

طيب مطلع اغنيه تانيه

يا ناسي الحب والتاريخ .. وهمك كله الغسيل والطبيخ.. نور القمر محتاج لسهر .. وحضن شمس مش مريخ.....الكورس .. طاخ طيخ .. طاخ طيخ ..يا ناسي الحب والتاريخ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة