سعيد الشحات

ذكرى عبدالناصر وغسل الأدمغة

الخميس، 28 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
47 عاما تحل اليوم بالتمام والكمال على وفاة جمال عبدالناصر، وكما هى العادة لن ينسى الذين لا ينسون استثمار الفرصة للسب والشتم ولطم الخدود على حال مصر التى كانت تضاهى الدول العظمى فى الثروة والعلم والسياسة والنظافة وأحوال الناس فى اليسر، قبل أن يحكمها جمال عبدالناصر، ولما حكمها قضى على كل شىء فيها.
 
هكذا يقول هؤلاء بثقة وبلا خجل ويستدعون أحيانا صورا عن بعض شوارع القاهرة التى لا يسير فيها أحد كدليل على نظافة الشوارع وعدم الزحام، لكنهم لا يلتفتون مثلا إلى صور أخرى عن مصر الحقيقية التى يسير أغلب شعبها حفاة وبثياب مهلهلة، ويسقطون من ذاكرتهم الهتافات ضد فاروق: «أين الكساء يا ملك النساء؟».
 
ويحدثوك مثلا عن الجنيه الذى كان أغلى من الدولار ولا يحدثوك عن كم واحد كان يمتلك هذا الجنيه، ويحدثوك عن أن بريطانيا كان عليها ديون لمصر، ولا يحدثوك مثلا عن أصل هذه الديون وما هو مصيرها، فهى كانت قيمة خدمات عسكرية من بريطانيا للأراضى المصرية فى الحرب العالمية الأولى عام 1914 وتعويضات من دول الحلفاء للجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا على أراضى هذه الدول ودفنوا فيها أثناء هذه الحرب، والمدهش أنه تم التنازل عن هذا الدين عام 1922 وكان 3 ملايين جنيه إسترلينى طبقا لدراسة أعدها الدكتور أشرف صبرى وتحدثت عنها وسائل الإعلام عام 2014، وهكذا لم تكن هذه الديون نتيجة تقدم مصر على بريطانيا فى الزراعة والصناعة وخلافه، كما يحاول سطحيون أن يثبتوا بإثارة هذه المسألة، بل لاستخدام أراضى مصر غصبا عنها، واستشهاد أبنائها لمصلحة الاحتلال.
 
هذا تاريخنا الذى يغدر به آفاقون، ويعبث به صغار، ويلعب فيه أصحاب مصلحة يقومون بتصفية الحسابات، وهؤلاء «الأفاقون» و«الصغار» و«أصحاب المصلحة» يعرفون أن أخطر سلاح يستخدمونه فى معركتهم هو «غسل الأدمغة»، وهذا الغسل يتم بتشويه التاريخ، وقلب الحقائق، وتجميل القبيح، وتقبيح الجميل، ووصل التبجح فى هذا حد التجرؤ على الشهداء الذين سقطوا فى معارك مصر للدفاع عن ترابها وشرفها، وكأن المطلوب هو أن تفتح بلدنا ذراعيها أمام كل محتل غاصب يأتيها حتى لا تنزف الدماء، فأى عبث هذا؟.
 
أذكر أننى سألت شابا من هؤلاء الذى يهيجون بالصياح ضد عبدالناصر فى أى مناسبة، ويتحدث عن جنة مصر قبله: «كيف كانت مصر بلد عظمى وهى تحت الاحتلال الإنجليزى؟، وكيف تصدق أننا كنا بلدا يملك حريته والقرار يتحكم فيه محتل غاصب؟.
 
أجاب بنبرة صوت تنم عن ثقة العالم ببواطن الأمور: «أيوه كان فيه احتلال، بس لا يتدخل فى شىء»، سألته: «إزاى فيه احتلال ولا يتدخل فى شىء، وهل تقبل من الأصل أن نكون بلدا محتلا؟»، وطال النقاش.
 
هذا العبث والضلال والجهل تصورت أنه سيبقى مقصورا فى نطاق المستفيدين منه الذين لا يطيقون اسم جمال عبدالناصر وهم خليط يتكون ممن ينتمون لجماعة الإخوان وجماعات التكفير، وممن تضرروا من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التى اتخذها عبدالناصر كالإصلاح الزراعى والتمصير والتأميم، وهم مليونيرات النهب باسم الخصخصة وشراء القطاع العام بأبخث الأثمان، وهم الذين تنزل سيرة إسرائيل على قلوبهم بردا وسلاما.
 
أما وأن تجد شبابا لا ينتمون لهؤلاء لكنهم يقولون مثل ما قال صاحبنا الذى أعطى الاحتلال الإنجليزى صك البراءة، فهذا يعنى أن سياسة «غسل الأدمغة»، تركت أثرها العميق.
وغدا نواصل..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لماذا..

ما سر اهتمامنا بهذه الجماجم الحجريه ....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة