عمر دغوغى الإدريسى يكتب: الفاروق عمر وإرساء العدل فى الأمة الإسلامية

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 10:00 م
عمر دغوغى الإدريسى يكتب: الفاروق عمر وإرساء العدل فى الأمة الإسلامية العدل أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يستطيع أى مسلمٍ اطلع على التاريخ الإسلامى ألّا يتذكّر الفاروق عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين عندما يذكر العدل، فهو الذى أرسى العدل فى بقاع الدولة الإسلامية، بحيث أصبح أحدوثةً للجميع، فهو من قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ".

 كان الأساس فى عدل عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- تقواه لله تعالى وعدم خوفه من أحدٍ غيره تعالى، ولهذا كان عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- يعدل حتى ولو على أهل بيته، بل إنّه كان يضاعف العقاب على أهل بيته لمكانهم منه، وإذا نهى الناس عن شيءٍ جمع أهل بيته فنهاهم عنه نهياً أشدّ وحذرهم من العقوبة المضاعفة لهم أن أخطئوا، وقد تجلت أروع قصص عدله -رضى الله عنه- فى فترة خلافته، وفيما يلى بعض القصص التى تبين قمة عدله على نفسه وعلى أهل بيته وأصحاب الشأن، بالرغم من أن القصص عن عدله -رضى الله عنه- لا تنتهي.

عدل عمر بن الخطاب مع رعيته فى ذات يومٍ خرج عمر بن الخطاب ومعه أسلم يتفقد أحوال الرعية، فوصل إلى امرأةٍ فى حرّة وأقم، فرأى امرأة وآباءها يبكون على قدرٍ فى الخيمة، فعندما سألها عن هذا قالت له إنّهم يبكون من الجوع، وأنّ فى القدر ماءً تسكتهم به، ولم تكن تعرف أنّه أمير المؤمنين فأخذت تدعو عليه أمامه، فذهب إلى دار الدقيق وأحضر لها الطعام وأبى -رضى الله عنه- إلّا أن يحمله وهو يقول لأسلم الذى تبرع أن يحمله عن أمير المؤمنين: أنت تحمل عنى وزرى يوم القيام، لا أمّ لك! فعندما وصلا إلى المرأة أخذ -رضى الله عنه- يطبخ لها وهى تطعم أولادها، وبعد أن فرغ ذهب عنها وهى تدعو له ولم تعلم أنّه أمير المؤمنين، فاختبأ -رضى الله عنه- ولم ينصرف حتى رأى أولادها يضحكون وينامون.

 ومن صور عدله أيضاً عندما أتى مجموعةٌ من التجار إلى المدينة فبات مع عبد الرحمن يحرسانهم من السرقة، فسمع -رضى الله- عنه بكاء طفلٍ فى الليل فأتى أمّه وسألها ما باله، فقالت له إنّها تسرعه على الفطام وهو يأبى، لأن أمير المؤمنين أمر بالمال للأولاد الفطام فقط ولم يأمر للرضع، فصلى -رضى الله عنه- الفجر وهو يبكى فلم يعلم الناس قراءته من شدّة البكاء، وعندما فرغ من الصلاة قال -رضى الله عنه-: "يا بؤسا لعمر، كم قتل من أولاد المسلمين"، ثم أمر منادياً ألاّ يعجل الناس أولادهم على الفطام، حتى أمر لجميع المولودين فى الإسلام.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة