الانبا ارميا

عن الحياة.. "246.. دينامو السعادة"

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال: تحدثتَ عن الرحمة والشعور بالآخرين، وذٰلك الطفل الذى وجد المحبة والرحمة من أصدقائه الذين شاركوه طعامهم فى سعادة شمَلتهم جميعًا. ولٰكن، أحقًّا تكمن سعادة كبيرة فى العطاء؟ أجبته: بالطبع! ولن أوضح من منظور دينى أخلاقى فقط، بل ببعض الأبحاث والدراسات، والشخصيات أيضًا التى اختبرت العطاء.
 
فى لقاء تليفزيونى مع "تونى روبنز" الكاتب والمتحدث الأمريكى فى مجال تطوير الذات ـ الذى ذكرته مجلة "فوربس" فى قائمة "المشاهير المئة"، ذكر أن الأبحاث قد قدمت نتائج غير متوقعة عن عَلاقة العطاء بشعور الإنسان بالسعادة. فتخلُص نتائج إحصائيات إحدى الدراسات ـ لا كما يعتقد بعضنا أنه متى تضاعف دخل الإنسان المادى تضاعفت بالتبعية سعادته ـ إلى أن مضاعفة الدخل المادى يؤدى إلى زيادة شعور الإنسان بالسعادة فى المتوسط بمقدار 9% فقط!
 
ثم توضح الدراسة جزئية أخرى عن "كيفية إنفاق المال": فيقول "روبنز" إن انفاق خمسة دولارات فى اليوم بأسلوب صحيح يمنح شعورًا بالسعادة أكثر من إنفاق عشَرة آلاف دولار على نحو غير سليم!! فأولًا: متى أنفقت المال على الأشياء فإنك تقلل من مستوى سعادتك، فى الوقت الذى إنفاقك إياه على التجارِب فى مجالٍ ما ليؤثر على نحو واسع فى كيمياء جسدك من الناحية العاطفية. ثانيًا: عندما تُنفق المال على أشياء توفر الوقت وتخلصك من العمل الشاقّ: كأن توظف شخصًا وتدفع له راتبًا وتتمتع أنت بحريتك فيما تود القيام به، فإن ذٰلك يَزيد من مستوى شعورك بالسعادة بدرجة كبيرة جدًّا. أمّا الحصول على السعادة الكبرى، التى يظن بعض البشر أنها أمر غير حقيقيّ، فإنه صحيح من الناحية الكيميائية الحيوية متى كانت من الاستثمار فى البشر: بمعنى "إعطاء الآخرين المال".
 
رأيت علامات التعجب تبدو على ملامحه، ثم تمتم متسائلاً: كيف يكون ذٰلك؟! قلت: قد يعتقد بعضنا أن ذٰلك الأمر رؤية شخصية أو كلمات مبالغ فيها، لٰكن الأرقام توضح أنه على سبيل المثال حين تشترى شيئًا ما كالطعام أو الشراب لشخص غريب فإنك تشعر بسعادة أكبر بكثير من شراء نفس الشىء لنفسك أو لصديق لك.
 
إن أسعد البشر الذين التقيناهم فى الحياة ليسوا هم من أكثرهم مالاً بل من أوسعهم عطاءً فى الحياة. إن المشاعر التى يُخلّقها العطاء فى أعماق الإنسان لا حد لها! قال أحدهم: "فى الحياة، إمّا أنك تسيطر على المال أو يسيطر هو عليك! فإن استطعت أن تسيطر عليه، فحينئذ تستطيع أن تتعلم وتنمو وتُعطي؛ فالمال ليس كل شيء؛ لأنك قد تمتلك كثيرًا منه لٰكنك تظل أنانيًّا، فالمال لن يَزيد إلا ما أنت عليه فى الواقع، فإن كنت أنانيًّا فكسب مزيد من الأموال لن يَزيدك إلا أنانية! أمّا إن كنت تعرِف الطريق إلى العطاء، فستقدم أكثر، وهٰكذا تعيش حياة رائعة".
 
يا صديقى، إن العطاء هو المحرك الحقيقى للمشاعر الإنسانية فى أعماقنا، هٰذا الذى تنطلق منه سعادة تمنحنا قوة فى تحقيق مزيد من النجاحات فى حياتنا؛ كتب "روبنز" فى أحد كتبه قصة تقول إن ... وللحديث بقية.
 
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسىّ
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

الي. نيافة الحبر الجليل الانبا ارميا. من : نشات رشدي منصور

في. استطاعة. اي. انسان. ان. يصنع. سعادته. بأقل. القليل. من. العطاء. وليس. شرطا ان. يكون. محور العطاء. هو. المال. فهناك. اعمال. كثيرة. تعطي. للإنسان. السعادة. مثل زيارة. المرضي. في. المستشفيات. ومراعاة. كبار. السن. وكلها. أمور. في. متناول. اي فرد ان. يقوم. بها. .. ان. الصلاة. من. اجل. المرضي. والدفاع. عن. المظلومين. في. اعتقادي من. اقوي. الاعمال. التي. تجلب السعادة. .. وقد. تكون. الظروف. مهيئة بالنسبة. للبعض لكي. يضف. علي. البعض. الاخر. السعادة. ولكنه لم. يخطو. اي. خطوة. نحو. تحقيق. هذا الهدف. السام. وهو. في. ذات. الوقت. يكون. الرب. قد. حاباه. ببعض. المال. ... اذا ادخال السعادة. علي. الاخرين. عمل. رائع. كل. مؤهلاته. النية. الصادقة. ومدي. توافرها. لدي المعطي. وبالتالي. شعوره بالسعادة. أدامها. الله. علي. الجميع .، ولك. تحياتي. .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة