محمود سعد الدين

كيف نقنع المواطن بالهجرة لمدينة العلمين؟

السبت، 03 مارس 2018 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشاهد التى تابعناها على شاشات التليفزيون لتدشين مدينة العلمين الجديدة، بحضور رئيس الجمهورية، تدعو للفخر، خاصة أن عددًا من المنشآت والكتل الخرسانية باتت تتشكل على أرض الواقع، وتنبئ بمعلم سياحى جديد متكامل على الساحل الشمالى.
 
قبل عامين كان المهندس مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، ضيفًا على برنامج «آخر النهار» الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، ومن بين محاور اللقاء كانت مدينة العلمين، وجرى وقتها عرض فيديو للمخطط الهندسى والشكل المتوقع للمدينة، وتناول وزير الإسكان بالشرح تفاصيل مدينة العلمين، والكورنيش الجديد، وكيفية تنفيذ البحيرات الصناعية، ومساحات الشقق السكنية بالعمارات المطلة على البحر.
 
مر الوقت سريعًا، وبدأنا نشهد جانبًا من تنفيذ هذه المشروعات بمدينة العلمين، يوميًا ينقل إلينا الصديق هانى يونس، المتحدث الإعلامى بوزارة الإسكان، صورًا جديدة عبر صفحته الرسمية تزيد من جرعات الأمل لدى كل مواطن مصرى بأن القادم أفضل، وأن الخير يدق على الأبواب.
 
اتخاذ القيادة السياسية موقع العلمين لتنفيذ أكبر مدينة سياحية لم يكن وليد الصدفة، عشرات من الدراسات والمكاتب الاستشارية تشير إلى تزايد فرص نجاح أى مشروع كبير بهذه المنطقة، ولكن دائمًا كانت التكلفة هى العائق الرئيسى للانطلاق فى مثل هذه الخطوة.
 
على المستوى البعيد، تسهم مدينة العلمين الجديدة فى تغيير الصفات السكانية للساحل الشمالى بأكلمه، لأنها ستحوله من مصيف يُقبل عليه المواطنون 3 أشهر، ويهجرونه باقى العام، إلى مكان دائم للمعيشة طوال العام، وهو أصل فكرة التنمية، وتوسيع قاعدة الحياة المصرية المرتكزة على ضفتى النيل إلى ما هو أكبر بالمساحة الشاسعة للدولة المصرية.
 
وتبقى فكرة رفع درجة توعية المواطن المصرى بترك الحياة حول ضفتى النيل، والانتقال إلى المدن الجديدة، هى التحدى الأكبر لدى الدولة، لأن مدنًا مثل العاشر من رمضان و15 مايو وأكتوبر والسادات وبدر لم تصل لكثافة بالسكان إلا بعد سنوات طويلة من تأسيسها، قد يكون من بين الأسباب ضعف الخدمات، وغياب الوزارات، والمصالح الحكومية، ووسائل النقل الجماعية، وأعتقد هو ما يجب أن يوضع فى الاعتبار بهذه المدن الجديدة.. كيف يكون لدى شاب فى العشرينيات القرار بأن يبدأ حياته من مدينة العلمين الجديدة أو من هضبة الجلالة؟، لن يتم هذا إلا إذا توافرت له فرصة عمل مناسبة تدفعه لترك أهله وأقاربه، والانتقال إلى هناك، والتأسيس لحياة جديدة.
 
إذن التحدى يبدأ من جيل العشرينيات الحالى، هو المستقبل الحقيقى الذى سيعمر مدينة العلمين، وسيملؤها حركة وحيوية، ومن هنا أدعو الحكومة للتفكير فى محفزات للهجرة الداخلية بالدولة المصرية، محفزات الهجرة للعلمين والجلالة والسخنة.
من جديد تحية تقدير واحترام لكل من أسهم فى خروج هذه المشروعات المهمة للنور.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة