محمود سعد الدين

تجربة كتابة 20 مقالا عن أرقام الانتخابات الرئاسية

السبت، 05 مايو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت الانتخابات الرئاسية 2018 مهمة كاستحقاق انتخابى يحدد مصير مستقبل الدولة المصرية مع رئيس بتحديات أكبر وفترة رئاسية صعبة، فأرقام الانتخابات بكل لجان المحافظات مهمة أيضا فى فهم التركيبة التصويتية لأهل مصر، انطباعاتهم، سلوكهم، شخصيتهم، عزوفهم، مشاركتهم.. كلها صفات للناخب المصرى تحددها الأرقام وتعززها التحليلات الحرة البعيدة عن الميل لفئة أو كتلة سياسية.
 
على مدار شهر كامل، كتبت 20 مقالا عن الانتخابات الرئاسية 2018، انطلاقا من أنه ما لا يمكن قياسه لا يمكن تقييمه، خاصة أن انتخابات الرئاسة هذه المرة اختلفت عن سابقاتها، وجاءت فى ظروف مغايرة وضعتها فى منطقة مختلفة من التحليل، وكانت القاعدة التى أستند عليها دائما هى المعلومة والرقم والتحليل وصولا إلى نتيجة تقودنا إلى فهم أوسع وأشمل لعقل «المصوت المصرى»، والحقيقة فتشت فى نتائج المحافظات، ومع صباح كل يوم جديد، كنت أقف أمام حقيقة ثابتة لكل محافظة تميزها عن الأخرى، فمثلا محافظة مثل دمياط حملت بين أرقام نتائجها الانتخابية سرا، تمثل فى أن ترتيبها فى كل التصنيفات الانتخابية كان رقم 17، فلو أعددنا قائمة للمحافظات، وفق أعلى الأصوات الصحيحة، فهى رقم 17 بواقع 381 ألف صوت، ولو أعددنا قائمة للمحافظات، وفق أعلى الأصوات الباطلة، فهى رقم 17 بواقع 29 ألف صوت، ولو أعددنا قائمة للمحافظات، وفق أعلى الأصوات التى حصل عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهى رقم 17 بواقع 371 ألف صوت، حتى إن رقم 17 كان هو الرقم المميز لنفس المحافظة فى نتيجة الانتخابات الرئاسية 2014، فالمحافظة احتلت المرتبة الـ17 على مستوى الجمهورية وقتها بواقع 469 ألف صوت، كما احتل نفس المرتبة الـ17 وفق ترتيب المحافظات، حسب التصويت الأعلى للرئيس عبدالفتاح السيسى بواقع 456 ألف صوت.
 
ووصفت هذا الأمر وقتها بالغريب، خاصة أنه لو هناك مهندس للانتخابات، يتحرك كيفما يشاء فى دائرة الأرقام لنتيجة الانتخابات الرئاسية 2018، لما استطاع أن يفعل ذلك، فهو عمل فوق البشر، يصعب أن يصنعه إنسان مهما امتلك من أدوات.
 
فى المقابل، كانت أرقام محافظات أخرى تمثل مفاجأة لى على المستوى الشخصى، مثل محافظة بورسعيد، لأنه إذا ربطنا خطط التنمية فى المحافظات بنسب المشاركة والإقبال فى الانتخابات الرئاسية 2018، فبكل تأكيد محافظة مثل بورسعيد، ستحقق نسب مشاركة عالية، وقفزات فى الأرقام التصويتية، لأن أغلب خطط التنمية تتجه نحو المحافظة، إلا أنه من الغريب أن السلوك الانتخابى للمحافظة خالف التوقعات، فالمحافظة سجلت أكبر نسبة باطل على مستوى الجمهورية بواقع %15.
 
لم أنظر فقط للأصوات الصحيحة فى الانتخابات الرئاسية، بل كان للأصوات الباطلة جانب كبير من التحليل، لأنها مثلما تحمل أرقام نتائج تصويت المحافظات دلائل مهمة تقودنا لفهم عقلية الناخب المصرى وثقافته التصويتية، تحمل أرقام الباطل أيضا دلائل أكثر أهمية عن الفئات غير الراضية أو المتحفظة أو من تمتلك ملاحظات على المسار الحالى للدولة، وبالتالى التفتيش وراء أرقام الباطل وتحليلها رقميا، وفق كل محافظة وترتيبها حسب الأعلى والأقل، سيكون أمرا مهما فى استنتاج الدلالات والتفسيرات الحقيقية وراء ملاحظات هذه الفئة على المسار الحالى والتسلح بأدوات إقناعها أو تصحيح فكرها أو استقطابها أو الاستفادة من ملاحظاتها وتحفظاتها فى تحسين تعامل الإدارة مع بعض الملفات، خاصة أن الباطل فى انتخابات الرئاسة 2018 يساوى مليونا و762 ألفا، وحسابيا يمكن وضع أصوات الباطل ضمن عدد من المعادلات التى تبرز أهميته لنا فى التحليل، فإذا ما اعتبرنا أصوات الباطل كمحافظة من المحافظات، فإن محافظة الباطل تحتل المرتبة الرابعة على مستوى الجمهورية فى عدد الأصوات يسبقها القاهرة والشرقية والدقهلية ويليها محافظة البحيرة، الباطل سجل مليونا و700 ألف صوت، بينما البحيرة سجل مليونا و600 ألف صوت.
 
وبهذا المقال، تنتهى سلسلة مقالات الانتخابات الرئاسية 2018، مقالات دعمت لدى كصحفى أهمية الرقم فى الفهم والتحليل والقراءة للمستقبل، بل والقراءة لشارع سياسى يتصف بالسيولة التامة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة