الانبا ارميا

"الأسطورة"

الجمعة، 06 يوليو 2018 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أسطورة الطب العالمىّ"، "ملك القلوب"، "بروفيسور"، "سِير": ألقاب حاولت وصفه؛ لٰكننى أود أن أطلق عليه: "الإنسان"؛ وهٰذا هو السر الحقيقى لعظمة بروفيسور د. "مجدى يعقوب". إن تحقيق ألقاب ليس هو الإنجاز الذى يسعى له الإنسان فى رحلة حياته، ولٰكن أن يعرِف معنى الحياة ويقدر قيمة وجوده ودوره ورسالته فيها، ويسعى نحو تحقيقها بكل ما أوتى من مواهب وإيمان وإنسانية وجهد لا يلين هُو هدف الرحلة، ومن دون شك نجاحه متى أنتج ألقابًا فإنها تستمدّ عظمتها وحقيقتها من شخصه.

 

يملِك "ملك القلوب" منذ صغره قلبًا عظيمًا يَنبِض مشاعر فياضة رائعة تتألم مع آلام الآخرين وتشاركهم سعادتهم، فلا عجب أنه اختار لنفسه "طريق الألم الشاقّ" الذى فى الوقت نفسه "طريق الأمل والسعادة".

 

وفى حديث له إلى مِحطة "BBC" ذكر أن رغبته لأن يصبح جراح قلب تعود إلى والده الذى كان جراحًا عامًّا، ثم أضاف أن ثمة سببًا آخر، وهو موت عمته وكانت لا تزال فى أوائل العشرينيات وقت أن كانت تضع مولودها بسبب ضيق فى صمام القلب، الأمر الذى أحزن والده جدًّا، والذى جعله يردد فى نفسه أنه يريد أن يصبح جراح قلب وهو لم يكُن قد تعدى الرابعة أو الخامسة!!

 

وهكذا بدأت إنسانيته العميقة تتكون وتبحث عن ذلك الطريق الذى سيخفف من آلام البشر فى أى مكان، لكى يوْصل إليهم الأمل والسعادة، لقد اختار أن يكون إنسانًا، وفى رحلته لتحقيق ذلك صار عظيمًا!!

وصار له اسم ليس فى ذاكرة التاريخ أو فى "موسوعة ﭼينيس" للأرقام القياسية، إذ أجريت على يديه مئة عملية قلب فى عام واحد!! فحسب بل فى جميع تلك القلوب ـ التى منّ الله بالشفاء عليها ـ وفى قلوب أسرها وأحبائها.

 

وفى رحلة إنسانيته، تفانى فى عمله ودراساته وأبحاثه، لا من أجل تحقيق الثراء أو مزيد من الأوسمة، بل من أجل الإنسان؛ لقد حصل على كثير من الأوسمة التى أظن أنه لا يمكن حصرها، لٰكنه كثيرًا ما يردد أن الوسام المحبب إلى نفسه هو ما يراه من تحسن فى صحة مرضاه : "... الذى يمنحنى السعادة الداخلية هو الوصول لاكتشاف جديد يؤثر فى آلاف من الناس، ويطبَّق على ملايين منهم، ويمكِّن من رؤية طفل وقد تمكن من الحياة بصحة.". لذٰلك سخّر جميع مواهبه وطاقاته ووقته من أجل خدمة مرضاه حتى أصبحت ساعات نومه اليومية أربع فقط !!

 

هٰكذا أصبحت حياته سلسلة متواصلة من العطاء غير المتوقف، وبخاصة إزاء من هم فى أشد الاحتياج إليه؛ فانطلق إلى المناطق الفقيرة فى جميع أنحاء العالم ليحقق الأمل، فى رحلات طبية لأجل إجراء جراحات قلب مجانية وتدريب طاقات طبية جديدة مثل: "إثيوبيا"، و"موزمبيق"، والمناطق الفقيرة فى "آسيا" و"أمريكا اللاتينية"، و... وللحديث بقية .

الأُسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة