سليمان شفيق

رحل الفارس عبد العال الباقورى وتبقى القلم

الجمعة، 10 أغسطس 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه فرعونى باقورى، يعتصره النيل، وتتفتح عيناه كوجوه الفيوم، وتتسع ابتسامته كشاطئ النيل فى أبوتيج، فارس إذا تكلم، ونبيل إذا اختلف، وعظيم إذا كتب.
 
من عمق الصعيد قرية باقورة مهد العلماء، جاء الشاب عبد العال الباقورى، ليلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية 1965، حينما كانت مصر تنتهى من الخطة الخمسية الأولى، ويفتح الغرب فاه وتكشر إسرائيل عن أنيابها، تخرج بتقدير جيد جدا، وعمل بوزارة الخارجية، ولكن التقارير الأمنية اتهمته بالشيوعية ليلحق بالسلك الإدارى للوزارة، ولكنه لم يكمل واتجه للصحافة، ليعمل بقسم الأبحاث بجريدة الجمهورية، ولمعارضته المستمرة لنظام السادات رحل إلى الإمارات ليعمل بجريدة "الاتحاد"، ولكنه استمر يكتب فى صحف ومجلات الوطن، ويعود ليرأس تحرير الأهالى (1994 / 1999).
 
خمس سنوات عرفت فيها الالتزام كصحفى، حيث استطاع أستاذنا عبد العال أن يروضنى أنا والراحل أحمد اسماعيل، وأن يكون الأخ الأكبر والصديق، نجح فى أن يحتوينا ويخرج من داخلنا أجمل ما نعرف، وأذكر أننا فى نهاية عام 1996 كنا نعد صفحتين (الدبل) عن العام الجديد، وأوكل إلىّ هذه المهمة، انتهيت منها، ولكنه طلب منى أن أكتب عنوانا كبيرا للموضوعات، فكرت وكتبت: "يا وطن قولى رايح على فين"؟ قرأ العنوان، احتضنى، وأخرج من جيبه مبلغا وأعطاه لى، بكيت لأننى شعرت أننى أمام أب وليس رئيس تحرير، وأذكر مواقفه فى إسقاط القانون 93 لسنة 1995، ووكالته لنقابة الصحفيين فيما بعد وإخوته لزملائه الشباب، وحينما نعاه الناعى يوم الاثنين 7 أغسطس 2018، انهمرت دموعى وأنا أردد: رحلت يا أستاذنا وما زلنا لم نعرف وطننا "رايح على فين "، طبت حيا وميتا يا رفيق، وداعا أستاذنا حتى اللقاء فى عالم أكثر حرية وشفافية، هناك نلتقى بعيدا عن الألم والحزن، إلى اللقاء.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة