سليمان شفيق

تياترو الصعيد وصالون القوصية الثقافي خطوات تقدمية

الثلاثاء، 01 يناير 2019 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لازلت اوجة كل اهتمامي الي الحركة الثقافية بالصعيد ، واعتقد ان تقوية تلك الحركة هي الطريق الي مكافحة الارهاب والتطرف .

منذ مطلع نوفمبر عام 2014 وقد دوى صوت المسرح في صعيد مصر بأنشاء أول مشروع  احترافي مسرحى مستقل يهدف الى خلق حلول بديلة لشباب الجنوب بدلا من خيبة الرجوع بكفي حنين من العاصمة ،عمل بالمشروع منذ 2014 وحتى الان أكثر من 150 مسرحى من أصل 334 فنان تقدموا للاختبارات على مدار اربعه سنوات كانت أخرها في يوليو الماضي  

كان يعتقد الجميع أن المشروع سوف يكون نسخ من " مسرح مصر " ولكن لم يتوقع الكثير ان ينتج من هؤلاءالشباب مجموعة من النماذج الانسانية والفنية

قدم المشروع أكثر من عشرة عروض مسرحية طويلة وأكثر من خمسة وعشرين عرضا بين عروض المونو دراما والديو دراما ، كما افتتح المشروع فى 2015 أول اكاديمية متخصصة فى تعليم فنون المسرح لتكون نواه لضخ العناصر الفنية للمشروع ، وبمطلع عام 2016 قام المشروع بتأسيس مسرح غرفة بمدينة المنيا ليكون مقرا للمشروع وقد تم افتتاحه بمهرجان مسرحى للعروض القصيرة استمر لمدة خمسة عشر يوما  ، وكان الفكرة الرئيسية وراء افتتاح هذا المسرح الصغير هى الهروب من انعدام الامكانيات المادية لهؤلاء الشباب من ايجار مسارح باهظة الثمن وخامات الديكور الغالية ، وقد أقيمت الدورة الثانية لمهرجان تياترو الصعيد للعروض القصيرة في مارس 2017 والتى استمرت شهر متواصل .
بمطلع عام 2018 بدأ العمل على انشاء مشروع أول فرقة مستقلة للاطفال بعنوان " تياترو كيدز " والتى من المفترض انتاج أولى عروضها خلال ديسمبر المقبل .

وفي مايو الماضي 2018 قام الشباب بأنشاء اول سينما للافلام المستقلة بصعيد مصر .. والتى تعرض افلام صناعى الافلام من صعيد مصر كدار عرض محتضنه لمواهبهم .

وعن الاستعدادات القادمة للعروض يقول كيرو صابر مؤسس ومدير المشروع : 
نستعد لعرض ثلاثة عروض مسرحية الاول بعنوان "حبشي بنات" وهو عرض مسرحى كوميدى انثوى سوف تم عرضه ايام 15 و16 نوفمبر بنادى المنيا الرياضي ، واضاف انهم ايضا يحضرون لعرضين أخرين الاول بعنوان " بطن الزير " و " قهوة زيادة وليس سادة " والذى من المفترض عرضهم مطلع يناير .

واضاف صابر:
المكان خلق مننا ناس عندها روح وانتماء ، خلق مجموعة من المقاتلين دون اى ممول ، خلق شباب مبدعين على الخشبة وخارجها ، مبدعين فى تحمل الظروف وقلة الامكانيات ومبدعين فى خلق الافكار الجديدة .

ويضيف لنا الفنان الشاب شادي اسعد عن القوصية والثقافة هناك :

كان فى القوصية عمل مسرحي عام ومستقل منذ نهاية ستينيات القرن الماضي و اسسها كل من  جمال اسعد ، نصر الخياط،محمود المامور، عبد الفتاح الريس، وقدموا  اعمال مسرحية لاهل القوصية مثال مسرحيات "المسامير، والخوف" ،ومن هذا النشاط نقل جمال أسعد الاعمال المسرحية داخل النشاط الثقافي في الكنيسة بنفس المجموعة وكانت تعرض لعموم الشعب من المسيحين والمسلمين علي مسرح الكنيسة، كما قام اسعد ومجموعة من الشباب فى سبعينيات القرن الماضي باقامة ندوة ثقافية وفنية تعقد الاربع الاول من كل شهر داخل اسوار الكنيسة ولكافة شعب القوصية ..وقد توقفت هذه الندوة لسنوات ثم اعاد جمال اسعد احيائها فى اواخر تسعينيات القرن الماضي وكانت تعقد الاربع الاول من كل شهر ايضاً ،بهدف التوحد المصري الحقيقي الفعلى على ارض الواقع وداخل الكنيسة ،حيث كانت اولى الندوات بعنوان قبول الاخر ،وكانت تستضيف رموز مصر الثقافية والفنية مثال المؤلف الكبير اسامة انور عكاشة ، والفنان حمدي احمد، والفنانة السورية رغدة ، الاديب والسيناريست جمال الغيطانى ومن الكتاب والسياسيين عادل حسين، جورج اسحق ، مصطفي بكري، احمد الجمال، نبيل عبد الفتاح ،واخرين" الى ان هذه الندوة توقف مع بداية الالفية الثانية مرة اخرى  وقد ادى هذا النشاط الثقافى والفنى الى زيادة الوعي بين ابناء القوصية جعلتها تخرج جيل من الصحفيين والشعراء والاعلاميين والسياسيين ايضا.

علي الجانب الاخر اسست المحامية هند جوزيف صالون القوصية الثقافي، الذي  احتفل هذا العام بمرور خمسة سنوات على تأسيسه، وكرم الصالون مؤسسته المحامية هند جوزيف ، حضر الصالون نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع ما بين مثقفين ورجال أعمال وموظفين ومزارعين ومهنيين، سياسيين وصحفيين، شيوخ وقساوسة، مسيحيين ومسلمين، شباب وشابات، اتسع ديوان الخواجة « جوزيف » بما ضاق به صدر "المتشددين" في بعض الاماكن بالصعيد ، ووسط فيض الحفاوة والاستنارة، تعددت الاراء الحضور فى مودة وتسامح ، فى آداب الحوار، الأمر الذى جعلنى دائما أستمتع بالحوار معهم الذى أكد عراقة القوصية كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر .

هؤلاء المجتمعون أجدادهم أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد ، واستقبلوا العائلة المقدسة حينما لاذت بمصر حوالى 185 يوما فى منطقة أنشئ فيها الدير المحرق فى القرن الرابع الميلادى بسفح الجبل الغربى، وسمى بالمحرق .

الصالون يعبر عن نموذج نفتقده فى التآخي والمحبة، منسقة الصالون هند جوزيف تذكرنى بأنها خير خلف لخير سلف، لأن القوصية أنجبت د. حكمت أبوزيد، أول وزيرة للشؤون الاجتماعية فى عهد جمال عبد الناصر، لذلك ليس غريبا أن تكون السيدة هند قائدة سياسية واجتماعية فى القوصية التى كسرت شوكة "الذكورية والتخلف" منذ ما يقارب القرن من الزمان، حينما خرجت من بين بناتها حكمت أبو زيد، نظرة واحدة إلى تلك الكوكبة السابقة من رواد الفكر والسياسة والفلسفة والأدب، تكفى لتقديم جلسات الصالون الثقافى الذى يدعو مفكرين وقادة فكريين وعسكريين سابقين وفنانين لعرض تجاربهم، يختلفون حول الأحداث، ولكنهم لم يختلفوا حول حب الوطن.

هكذا ينبت بصعيد مصر تجارب ثقافية راقية تحتاج الي من يتبناها حتي نكون في الطريق لخلق خطاب ثقافي جديد يواجة كل دعاوي التطرف والارهاب .

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة