صور.. "المقاطف والعلايق" مهنة تبحث عن العودة للحياة بعد انقراضها

الإثنين، 25 مارس 2019 04:00 ص
صور.. "المقاطف والعلايق" مهنة تبحث عن العودة للحياة بعد انقراضها
سوهاج محمود مقبول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مسلة وشلق وضفيرة وقلب ووشام" خمس كلمات مجهولة لعدد كبير جدا من الناس ومن يعرفهم يجب أن يكون من جيل الستينات أو ما قبلها أو من جيل السبعينات حتى أوائل الثمانينيات.. وسبب أنها مجهولة ليس لصعوبة فك طلاسمها ورموزها ولكن لأنها مسميات لمهنة تكاد تكون قد انقرضت تماما فى بعض محافظات مصر ولم يتبق منها إلا القليل القليل ببعض القرى والنجوع على مستوى مصر.

المقاطف (4)

هذه المهنة التراثية المنقرضة يطلق عليها أهل المدينة صناعة "القفف" أما أهل الصعيد فيطلقون عليها صناعة "العلايق والمقاطف" والتى تعددت استخداماتها عند أهل الصعيد فمنها ما تخزن فيه الأمتعة ومنها لنقل الطعام وحفظة ومنها ما هو لنقل الغلال وحفظ الدقيق بعد طحنه وغيرها من الاستعمالات.

وقبل أن نتحدث عن تلك الصناعة التراثية المنقرضة فى البداية يجب أن نضع ترجمة لخمس كلمات مشهورة فى تلك المهنة وهى "مسلة وشلق وضفيرو وقلب ووشام" فالمسلة هى عبارة عن قطعة من الحديد لا يزيد طولها على 10 سنتيمتر تقريبا تصنع عند الحداد مدببة من الأمام ومثقوبة من الخلف تستخدم فى عملية خياطة القفف، أما الشلق فهو يعادل الخيط فى عملية الحياكة وهو عبارة عن شرائح رقيقة من ناتج زعف النخيل يتم لفها مع بعضها بطريقة معينة تسمى علمية " الفتيل" والضفيرة هى ما يتم نسجه بالأيدى من سعف النخيل ليصبح فى شكل طولى والذى تنتج منه القفف أما القلوب فالمقصود بها زعف النخيل الموجود فى قلب شجرة النخيل وهو أبيض اللون وهو العامل الرئيس فى إنتاج القفف أما الوشام فهو حبل من الليف تزين أعلى القفه ومنها يتم صناعة ودنى القفه التى يتم الإمساك بها منهما.

المقاطف (1)

"اليوم السابع" ذهب إلى قرية شطورة بمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، حيث التقى بأخر أسرة تقوم بصناعة ذلك المنتج حتى الآن.

 فى البداية يقول عم ناصر: ورثت المهنة عن أبى الذى ورثها عن والده، ومن ثم علمتها لأولادى وهى التى تنفق علينا الآن لأن مهنة فى اليد تغنيك عن سؤال الناس، وتؤمن مستقبل وحياة أسرة كاملة والمقاطف والعلايق لا يمكن الاستغناء عنها فى الكثير من النجوع والقرى التى مازالت تحتفظ بطابعها القديم وتحاول الابتعاد عن المدنية التى تكلفهم الكثير، فالمقطف الواحد يعيش فى الأسرة الواحدة عشرات السنين ما دام يتم تخزينه وحفظه بطريقة سليمة وجيدة والأهالى فى القرى يستخدمون ذلك فى عمليات التسوق من الأسواق القروية يجلبون بداخلها كل ما يحتاجون بداخلها وتحملها السيدات فوق رؤسهن أو يقوم الأبناء بوضعها أمامهم فوق الدواب وهى غير مكلفة وهى منتج طبيعى جدا جدا لا يدخل عليه أى مركب صناعى مطلقا لأنها كلها من زعف لنخيل.

المقاطف (3)

 

وعن طريقة العمل فيوضح عم ناصر نحن نقوم بشراء قلوب النخيل وهى المقصود بها الزعف الأبيض الموجود أعلى النخلة وذلك عقب عملية التقليم بعدها ننشر ذلك الزعف بالشمس حتى يجف ونقوم بسلخه ووضعه بالماء حتى يلين ويصبح سهل التعامل معه، فورقة الزعف الواحدة عن التعامل معها نخرج منها المسير وهى شرائح رفيعة جدا تستخدم فعمل حبل يسمى بالشلق ونخرج منها جزء يتم عمل منها الضفيرة وبعد الانتهاء من ذلك يصبح المنتج جاهزا للتصنيع، فباستخدام المسلة الحديد نقوم بعمل حياكة للضفيرة مع الشلق بشكل دائرة حتى تكون فى ارتفاع 50 سنتيمتر للعلاقة و80 سنتيمتر للمقطف وبعدها تأتى عملية آخر وهى صناعة حبل من الليف الخاص بالنخيل يسمى الوشام وهو يستعمل لتزين المنتج من الاعلى من ناحية ويستخدم لتثبيت النهاية من ناحية أخرى ويصنع منه المقابض التى يتم الإمساك بها أو كما نطلق عليه نحن الودان.

المقاطف (5)

يؤكد عم ناصر المهنة لم تعد كما كانت فى الماضى مشهورة ومعروفة والآن تكاد أن تنقرض كل منزل بالقرية كان هناك سيدة أو رجل يعرفان فنونها من أجل تصنيع احتياجات الأسرة والآن فلا، فالكل ذهب إلى الأدوات المتطورة لحمل وحفظ الأشياء والتسوق من الأسواق.

وأننى أطالب الجمعيات الأهلية وأطالب المسئولين عن الصناعات التراثية الاهتمام بتلك المهنة وإعادة تشغيلها والترويج لها من جديد لأنه يمكن الاستفادة منها فى عملية التسويق للسياحة وعرضها فى المعارض وهى تلقى رواجا كبير فى الداخل والخارج ويجب أن تكون هناك مراكز لتعليم الأجيال الجديدة تلك المهنة حتى لا تنقرض نهائيا.

 
 
المقاطف (6)
 

 

المقاطف (7)
 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة